حكاية معاناة مستمرة

الأسرى القاصرين.. عندما تقتل وحشية الاحتلال البراءة!

الأسرى القاصرين.. عندما تقتل وحشية الاحتلال البراءة!
الأسرى

غـزة / دعاء الحطاب:

لم تتوقف قوات الاحتلال وإدارة السجون لحظةً واحدة عن تشديد الخناق والإمعان في تعذيب الأسرى القاصرين داخل معتقلاتها، من خلال التنكيل الدائم بهم والاعتداء عليهم بالضرب والإساءة اللفظية، وترويعهم عند اقتحام الأقسام بشكل مخيف ومرعب في ساعات مُتأخرة من الليل، بالإضافة الى حرمانهم من أدني حقوقهم الإنسانية التي كفلتها الاتفاقيات والمعايير الدولية لحقوق الطفل.

 

وترتكب قوات الاحتلال بحق الأسرى القاصرين سلسلة من الانتهاكات الجسيمة كـ " التعذيب النفسي والجسدي، واستغلال بنية الطفل الضعيفة، والترويع بالكلاب، واستخدام وسائل غير مشروعة كالخداع والوعود الكاذبة، والمعاملة القاسية، والمحاكم الردعية العسكرية والقوانين الجائرة، والعزل الانفرادي، بالإضافة لاستخدام القوة، والاحتجاز في أماكن لا تليق بهم وبأعمارهم".

 

أكد المتحدث باسم هيئة شؤون الأسرى والمحررين حسن عبد ربه، أن الأسرى القاصرين في سجون الاحتلال الإسرائيلي يُعانون من ظروف اعتقاليه بالغة الصعوبة والتعقيد، في ظل تزايد الإجراءات والمضايقات التي تتخذها إدارة مصلحة السجون بحقهم.

ظروف صعبة ومُعقده

وأوضح عبد ربه لـ "الاستقلال"، أن ما يزيد عن 170 طفلاً قاصراً يقبعون بسجون الدامون وعوفر ومجدو، يٌعانون من نقص الطعام ورداءته، وانعدام النظافة، وانتشار الحشرات، والاحتجاز في غرف لا تتوفر فيها تهوية وإنارة مناسبتان والحرارة عالية، والإهمال الطبي وانعدام الرعاية الصحية والإرشاد النفسي، كذلك الحرمان من زيارة الأهالي.

 

وأضاف أن إدارة سجون الاحتلال تُمعن في تعذيب الأسرى الأطفال داخل المُعتقلات، من خلال التنكيل الدائم بهم والاعتداء عليهم بالضرب والإساءة اللفظية وترويعهم عند اقتحام الأقسام بشكل مخيف ومرعب وأحيانًا باستخدام الكلاب البوليسية.

 

ولفت إلى أن قوات الاحتلال تستهدف الأطفال الفلسطينيين منذ اللحظة الأولى لاعتقالهم، من حيث تكبيل الأيدي وعصب الأعين والاعتداء الجسدي عليهم، وعملية الاعتقال في ساعات مُتأخرة من الليل واستخدام الكلاب البوليسية، كما تُفاقم معاناتهم بإصدار الأحكام الجائرة بحقهم، واستهدافهم بالغرامات المالية الباهظة لزيادة الخناق على ذويهم.

 

 وبين أن أبرز الانتهاكات بحقّ الأسرى القاصرين بـ "الدامون" هي نقلهم من المعتقل إلى المحاكم عبر عربة "البوسطة"، والتي تستغرق ثلاثة أيام، وخلال تلك الرّحلة يتعرّضون لاعتداء السّجناء الجنائيين الإسرائيليين عليهم، وسرقة مقتنياتهم، بالإضافة إلى اعتداء قوّات القمع "النحشون" عليهم.

 

وشدد أن قوات الاحتلال تسعى من وراء استهداف الأطفال وملاحقتهم، إلى تدمير الجيل الصاعد وزرع الخوف في داخله وضغطه نفسيًا، بالإضافة الى مُعاقبة الأطفال وذويهم، لإبعادهم وتحييدهم عن المشاركة في المواجهات معه أو التفكير بتنفيذ أعمال مقاومة.

جريمة كبرى

وبدوره، أكد رئيس الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني "حشد"، صلاح عبد العاطي، أن الانتهاكات والظروف المعيشية الصعبة التي يعاني منها الأطفال الأسرى في السجون الإسرائيلية، جريمة كبرى وفق قواعد القوانين الدولية والحقوقية واتفاقية جنيف الرابعة القاضية بحماية الطفل.

 

وأوضح عبد العاطي لـ "الاستقلال"، أن قوات الاحتلال صعدت من سياساتها واجراءاتها التعسفية بحق القاصرين بشكل ملحوظ منذ بداية العام السابق حتى الآن، حيث سن قانوناً يجيز اعتقال الأطفال فوق الـ 12عاما، وإمكانية الاستفراد والتنكيل بهم، وحرمانهم من زيارة المحامين والعائلة، بالإضافة الى سياسة العزل الانفرادي والإهمال الطبي ورفض ادخال طبيب على حساب نفقة العائلة وغيرها.

 

وبين أن عدم تعرض "إسرائيل" للمحاسبة والمحاكمة الدولية والصمت الدولي ضد ما ترتكبه من انتهاكات جسيمة بحق الأطفال الأسرى، يُشجعها على اقتراف المزيد من الجرائم والانتهاكات بحقهم.

 

وشدد على ضرورة وقف المُجتمع الدولي لسياسة ومؤامرة الصمت عن جرائم الاحتلال الذي عودنا دائماً على التنكر من الالتزامات والاتفاقيات الدولية كافة، والتحرك الجاد لمحاسبته وضمان عدم إفلات قادته من العقاب، وضمان وضع "إسرائيل" على القائمة السوداء المنتهكة لحقوق الانسان.

التعليقات : 0

إضافة تعليق