لقاءات العلمين بين حقيقة الإرادة وخفي حنيند

لقاءات العلمين بين حقيقة الإرادة وخفي حنيند
أقلام وآراء

بقلم/ أنور العقرباوي

لسنا هنا بالضرورة بصدد التجني، أو النحي باللائمة على أحد، إلا إذا كان واقع الأمر بخلافه على ذلك يشهد، ولكننا هنا ومن منطلق الحرص والأمانة على مصير قضيتنا، فلا بد في صراع البقاء والوجود، من إعادة التأكيد على أنه لا يعقل أن نقبل، في تقرير مستقبل قضيتنا، بأقل ما يقبل به أسرانا تاج رؤوسنا، ووصية الذين ارتقوا شهداء في سبيلها، وأهلنا المشردون في أنحاء المعمورة، وكل من وعد وفى وصدق!

 

لقاءان عقدا في نفس المكان، بالكاد يفصل بينهما الزمان، تداعى بادئ الأمر للقاء على نهج صاحب الفرمان، ثلة ممن اختلط بينهم الصادق والناعق، ومن يتوثب للقفز على عرش السلطان، وحتى من لا هم لهم سوى جيوبهم من الحيتان، الذين عودونا عند كل منعطف، على “الفزعة” تحسبا للإحراج، بالقفز عند كل مرحلة إلى الأمام، ليبقى الانقسام على حاله دون وئام، ليلتقطوا اللحظة على أثرهم الزعماء الكرام، ويلتقوا في نفس المكان، وإن اختلف الزمان، إلا عن حقيقة ما يدور في الأذهان، الذي عادة ما يلفه الكتمان، ثم يتحفوننا في الختام بالبيان، الذي عن ظهر قلب ومنذ عقود كنا قد حفظناه، ولا ينتهي عند تغريبتهم التقليدية، من المرجعيات القانونية، وقرارات ما تسمى الشرعية الدولية، بل وفي التشديد على مبادرة الصهيوني توماس فريدمان، التي استنفذت كل ما جاء فيها وأكل عليها الزمان، ونكاية بالمقاومة يطلقون عليها بالعربية “مبادرة السلام”، دون أدنى الإشادة ولو ذرا في العيون للرماد، على تضحيات شعبنا والترحم على شهدائنا جميعنا الأبرار، الذين سقطوا دفاعا عن كرامة العرب!

 

وكم يتمنى الكثيرون منا لو أجادوا الشعر، حتى يقولوا فيهم، أبلغ مما قاله عنهم، مظفر النواب وأحمد مطر، ثم نعود ونحن نعزي أنفسنا بالسؤال، هل منهم من سمع عن أم إبراهيم النابلسي وأم نصر جرار، أو شاهد اللحظات الأخيرة، من أروع صور الإيمان بالحق والتحدي، لحظة إستشهاد عدي التميمي، مقبلا لا مدبرا وعلى قدميه واقفا، أو يعرف من هو الأسير عبد الله البرغوثي، والشهداء هادي نصر الله ودلال المغربي، حتى لا نسهب أكثر في غمرة الأوهام، إن استمع أحدهم بالأمس إلى كلمة سيد المقاومة، ولو من قبيل الفضولية وفي أضعف الأحوال المصادفة؟ 

 

البيان ازدخر بالمقدمات والنهايات وحتى الحميميات، لكنه خجل بالشي عن حقيقة ما دار وكان، في الوقت الذي تقف فيه المنطقة، على صفيح من نار، والعالم على فوهة بركان، لا يعلم مصيره غير الخالق الرحمن!

 

بالتأكيد مهما تعالى صراخنا وضجيجنا، وحتى على نهجهم لو استقمنا، فلن نظفر حتى ولو بفردة من خفي حنين، مهما توالت لقاءاتهم من علمين إلى علمين، مادامت إرادتنا في الحقيقة، مسلوبة وليست ملكنا!

التعليقات : 0

إضافة تعليق