تعرية الفلسطينيات الرد فلسطيني مقاوم ولا نأبه بالتحركات العربية لتوسيع نطاق التطبيع

تعرية الفلسطينيات الرد فلسطيني مقاوم ولا نأبه بالتحركات العربية لتوسيع نطاق التطبيع
أقلام وآراء

بقلم / د. حامد أبو العز

قبل يومين اجتمع السيد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله مع قادة المقاومة الفلسطينية، صالح العاروري نائب رئيس حركة المقاومة الإسلامية حماس وزياد النخالة الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي، وقد تعمد حزب الله نشر الصورة على نطاق واسع ليظهر أولاً قدرته على جمع المقاومة تحت سقف واحد وثانياً لإرسال رسالة إلى إسرائيل وحلفائها بأنّ المقاومة موحدة على الجبهة السياسية والجبهة العسكرية وأي اعتداء أو اغتيال قادم سوف يواجه برد جماعي وتنسيق عالي المستوى. نعتقد جازمين بأنّ ما يجري من لقاءات سواء لصالح القضية الفلسطينية أو لصالح إسرائيل ما هو إلا لرسم حدود الخيانة أو الالتزام بقضايا الشعب الفلسطيني.

ففي الوقت الذي زار فيه كوهين، وزير الخارجية الإسرائيلي البحرين ليقوم بتدشين المبنى الرسمي للسفارة الإسرائيلية في البحرين. قامت قوات الاحتلال الإسرائيلي باقتحام مخيم نور شمس في طولكرم شمال الضفة العربية وقتلت شاباً فلسطينياً هناك. وفي الوقت الذي كشف فيه تحقيق استقصائي لصحيفة “هآرتس” ومنظمة “بتسليم” الإسرائيليتين، عن قيام مجندتين من قوات الاحتلال بتجريد خمس فلسطينيات في مدينة الخليل من ملابسهن بالكامل. وذكر التحقيق أن الواقعة التي جرت في تموز/ يوليو الماضي، استهدفت خمس فلسطينيات من عائلة واحدة. وأجبرت المجندتان السيدات الخمس على التعري الكامل أمام بعضهن، وأمام أطفالهن، تحت ترهيب الكلاب البوليسية. في هذا الوقت بالذات التي تتعرض أعراض نسائنا في فلسطين للانتهاك من قوات الاحتلال تتعدى الإمارات، الدولة العربية، التطبيع السياسي والاقتصادي لتتجه إلى التطبيع الزراعي وهو أمر غاية في الخطورة لإن هذا القطاع هو قطاع حيوي وينبغي أن يكون من تخصص المؤسسات الوطنية لا أن يدخل فيها الجانب الإسرائيلي.

حيث وقعت الإمارات مذكرة تفاهم بين الشركة الإماراتية “E20 invesment” مع شركة “نتافيم” الإسرائيلية لإنتاج محصولات زراعية معدلة وراثياً مقاومة وتحتاج إلى كميات أقل من المياه كي تواجه معضلة شح المياه. ووصف مدير الشركة الإماراتية هذا الحدث بالمهم من جهة دعم المزارعين والترويج للزراعة بطرق مستدامة. وأما على الصعيد الإسرائيلي فقد أعرب رئيس الشركة الإسرائيلية عن سعادته بهذه الخطوة المهمة واعتبرها خطوة مهمة لتطوير التعاون بين الإمارات وإسرائيل. تكمن خطورة مثل هذه الاتفاقيات من حيث أنها تدخل في قطاع الأمن القومي أولاً بمعنى بأنها إلى جانب الصناعات الدفاعية لا يمكن أن تدخل فيها أطراف أجنبية تستطيع أن تعدلّ من المحصولات الزراعية التي يستهلكها السكان. بالإضافة إلى ذلك فإن المحصولات المعدلة وراثياً تسبب السرطانات المختلفة بين الأجيال القادمة. ويبدو بأن الادعاء بأن إسرائيل متخصصة في مجالات شح المياه هو أمر غير واقعي لإن اسبانيا مثلا تفوقها في هذا المجال وكذلك الولايات المتحدة.

ختاماً، قلناها في أكثر من مناسبة بأننا لم نعد نعوّل على الحكومات العربية لإن تعويلنا هو على الشعوب وهو رهان ناجح رأينا نتائجه الباهرة في ليبيا عندما خرج الشعب الليبي منتفضاً ضد قادته السياسيين معبراً عن رفضه لأي لقاء رسمي أو غير رسمي مع إسرائيل. كما أن الاعتماد على المقاومة هو رهان ناجح كذلك، فلقاء نصر الله بقادة المقاومة هو التحرك الصحيح نحو ردود موحدة وجماعية ضد أي اعتداء إسرائيلي قادم وهذا ما سيكون في الرد على اقتحام مخيم نور شمس في الضفة الغربية. والرد على الاعتداء على الأعراض الفلسطينية سوف يأتي من الفصائل الفلسطينية وعلى رأسها “عرين الأسود” التي توعدت الاحتلال برد قاس على هذه الاعتداءات وأنها سوف تأخذ بثأر النساء الفلسطينيات الأحرار.

من يعول على الحكومات العربية “كالمستجير من الرمضاء بالنار” وعليه فلا بد أن نثأر لأنفسنا من هذا العدو الغاشم وسوف تعلم الحكومات العربية كيف وقعوا في شرك الإسرائيليين ونتمنى حينها ألا يكون الأوان قد فات.

التعليقات : 0

إضافة تعليق