اللهُ يُضِلُّ الظالمينَ ويُحبطُ أعمالَهم.. "إسرائيل" مِثالاً

اللهُ يُضِلُّ الظالمينَ ويُحبطُ أعمالَهم..
أقلام وآراء

بقلم/ حمّاد صبح
كلّ ما تفعله "إسرائيل" وتقوله منذ بدْءِ الحرب الحالية يوجّهنا إلى النظر في قول اللهِ تعالى: "ويُضِلُّ اللهُ الظالمين"، و"إنّهُ لا يُفلِحُ الظالمون"، مدى الحرب الجنونية لم تقترفْ سوى صنوف مستنكَرَة من الظلم، ولم يقُل مسئولوها سياسيين وعسكريين إلّا ما فيه ظلم قبيح مُتناهٍ في حقّ مواطني قطاع غزة. وكلّ هذه المقترفات والمقولات شاهدة ناطقة على أن الله -جلَّ عدلُه- يُضلّها عقوبة لها على ظلمها الطاغي الفاجر لهؤلاء المدنيين الأبرياء، وأنه لم يهبْها أيُّ فلَاحٍ في هذه الحرب.
 سُحِقَت مدن شمالي قطاع غزة وسوّتها بالتراب، وقتلت وجرحت الآلاف من مواطني هذه المدن، وها هي ذي المقاومة الصبور المذهلة تتصل فيها من أفراد لبثوا بين خرائب لا خبز فيها ولا ماء إلّا ما ندر وشَحّ، ويجترح هؤلاء الأفراد بطولات خارقة معدومة الشبيه في تاريخ الحروب؛ بطولات عجز عنها محاربون في أحوال تفوق في مزاياها حال هؤلاء المقاتلين المنعدمين من أيِّ ميزة قتالية في حالهم سوى صلابة إيمانهم بعدالة ونبالة قضية شعبهم، وقبل هذا إيمانهم المطلَق في ثواب الله لهم بالنصر أو الشهادة.
ويأتي إضلال إلهيّ جديد لـ"إسرائيل"، ونذير عدم فلَاحٍ مثله نشر حساب "إسرائيل بالعربية" على منصة (إكس) خريطة يرافقها تعليق بائس يزعم أنها خريطة هذا الكيان التاريخية، وهو الذي اختُلِق في 1948، وأن عمر هذه الخريطة آلاف السنين، وتشمل مناطق واسعة في الشام والعراق واليمن، وهي أكبر من "إسرائيل" الكبرى، فهذه "إسرائيل" التاريخية المزعومة.. الكيان الإسرائيلي الذي ابتكره الغرب الاستعماري لأهدافه الخاصة، يشبه الشاة التي تنقب بظلفها عن السكين التي ستُذبَح بها.
وهذا في الحقّ لصالحنا؛ لصالح سائر العرب الذين ابتُلُوا أكثر من بقية أشقائهم بمصيبة اختلاق هذا الكيان، وفي طليعة المُبتَلين الفلسطينيون بحُكم اختلاقِهِ في وطنهم وعلى أجسادهم وأرواحهم، حيناً بعد حين، وفي توالٍ متلاحق، وبفعل إضلال الله لهذا الكيان، وحرمانه الفلاحَ، سيتأكّد كلّ العرب، بل كلّ المسلمين أن هذا الكيان الضال المضلّل والمشوّه فطرة وسلوكًا؛ عدوّ ألدّ لهم مثلما هو كذلك للفلسطينيين، وأنّ أيَّ تودُّد منه اليوم لبعضهم ليس سوى تودُّد مرحلي، وأنه لا يُفرّق بين عربيّ وعربيّ، ومسلم ومسلم، فكلّهم في عينه وميزانه سواء، ولهم مقولة مشهورة: "سنجعل أقصى أمنية للعربي أن يشتري الخضراوات ليهودي!".
وأعلى مستويات ضلال هذا الكيان شعوره المرضي بالقوة والاستكبار، والله يُخبرنا في كتابه الحقّ الخبرَ اليقين أنّ المذلّة والمسكَنَة مضروبتان عليه أينما وُجِدَ إلّا بحبلٍ من الله أو بحبلٍ من الناس، أيّ بعونٍ من سواه، وعونُ اللهِ لا يكون لهذه الصنفية من البشر الذين يقتلون عباده المؤمنين، ويهدمون بيوته التي يعبده فيها هؤلاء المؤمنون.
واللهُ قادرٌ على قطع عونِ البشر عنه، وننظر اليوم في حاله: 127 دولة تطارد جنوده القتلة، ويطبّق انهيار تام على الصورة المُثلى التي زيّفها لنفسه سنين طِوالاً في عيون العالم، وهو اليوم في محنة كبرى يُوهِم نفسَه والآخرين بالانشغال باليوم التالي للحرب في قطاع غزة، ولو لم يكُن ضالّاً مُضلّلاً لشغلَ نفسَه باليوم التالي في خاصته، ويتوالى اعتراف ضباطه وجنوده بأنه أوقعَ نفسَه وأوقعهم في معضلة كبرى مُظلمة في قطاع غزة لا يعرف ولا يعرفون مَخرجاً مُنقِذاً منها، حقاً أن الله يُضلُّ الظالمين، وحقاً أنّ الظالمين لا يُفلحون، هذا عدلٌ إلهيّ يأتي في حينه، و"إسرائيل" الآن ضحية هذا الإتيان، وآخره نشر الخريطة التاريخية الباطلة التي ستؤجِّج لهبَ العداء العربي والإسلامي لها، مَنْ أضلّ ممّن يصادم ملياري مسلم في ازدياد لا يتوقف؟! وما كنهه إنْ كان في ضآلة "إسرائيل" عدداً وحالاً؟! هذه الحالة من غرائب التاريخ البشريّ، و"مَنْ سَلَّ سيفَ العدوانِ سُلِبَ عِزَّ السُلطان"، و"إسرائيل" أسطعُ بُرهان.
"كُلّ أرضٍ نامَ عنها أهلُها = فهيَ أرضٌ لاغتصابٍ وانتهابِ".. إيليا أبو ماضي.

التعليقات : 0

إضافة تعليق