المدلَّل لـ "الاستقلال": جِنين ستظلُّ عنوان التَّحدِّي للاحتلال والمقاومة رَهْن إشارة الأسرى

المدلَّل لـ
تقارير وحوارات

غزة/ قاسم الأغا:

أكَّدَ عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين أحمد المدلَّل، أنَّ جنين ومخيَّمها شمال الضفَّة المحتلَّة ستظلُّ عنوان المقاومة والتحدِّي أمام الاحتلال "الإسرائيلي"، مشدِّدًا على أنَّ كل محاولات الاحتلال كسر إرادة المخيَّم وكتائبه المقاتِلة فيه ستبوء بالفشل الذَّريع. 

 

وقال المدَّلل في مقابلة مع صحيفة "الاستقلال"، أمس الإثنين، إنَّه "أمام الملاحم البطوليَّة التي تسطِّرها المقاومة، وفي مقدمتها كتيبة جنين بـ سرايا القُدس؛ سيبقى العدوّ الصهيوني يعيش حالة التخبُّط والارباك والعجز، ولن يشعر بأيِّ أمان أو استقرار في ظلِّ التَّوهُّج الذي تُشعله الكتيبة الجهاديَّة بالضفَّة الفلسطينيَّة المحتلَّة".

 

وأضاف: "العدوّ رغم كل إجراءاته العدوانيَّة بجنين ومخيَّمها ومدن وبلدات وقرى ومخيَّمات الضفَّة من اقتحامات وملاحقات واعتقالات وإعدامات ميدانية وتدمير للمنازل وتهجير أهلها؛ لن تفلح في كبح مقاومة الشَّعب الفلسطيني"، موجِّهًا التحيَّة لمقاتلي كتيبة جنين بـ سرايا القدس، وأبطال المقاومة عمومًا، الذين خاضوا اشتباكات عنيفة مع قوات الاحتلال التي اقتحمت محيط مخيَّم جنين بالأمس، وأفشلوا مخطَّطاتها الأمنيَّة والعسكريَّة بالدخول للمخيَّم.

 

وصباح الإثنين، أعلنت "كتيبة جنين" بـ "سرايا القُدس" الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، عن اكتشاف قوة خاصَّة بجيش الاحتلال ترافقها عشرات الآليات تحت غطاء جوي، تسلَّلت إلى شارع "مهيوب" في محيط مخيَّم جنين، والتصدي لها بصليات الرَّصاص والعبوات النَّاسفة، وتمكّنها من السيطرة على طائرة مسيَّرة "انتحاريَّة" للاحتلال بعد إسقاط مقاتلي الكتيبة لها. 

 

وقالت قُوَّات الاحتلال في بيان، بعد انسحابها من محيط المخيَّم، إنَّها اعتقلت 3 مواطنين منهم مصابان، بعد إطلاقها النار عليهما خلال عمليَّة الاقتحام، فيما أُصيب 4 مواطنين آخرين، وفق وزارة الصحَّة الفلسطينيَّة.

 

وأفادت مصادر محليَّة بأنَّ قوَّات الاحتلال اعتقلت الشابَّين ورد شريم، ومعتصم جعايصة، بعد إصابتهما بجراح وآخر ثالث لم تُعرف هويَّته، في حين زعمت وسائل إعلام عبريَّة أنَّ المعتقلين الثلاثة "مطلوبون" للاحتلال بزعم التَّخطيط لتنفيذ عمليات فدائيَّة.

 

ويُعدُّ اقتحام قوات الاحتلال لأطراف مخيَّم جنين هو الأول منذ اجتياحها الكبير له مطلع يوليو/ تمُّوز الماضي، أسفر عن ارتقاء 12 شهيدًا وإصابة العشرات، مقابل مقتل ضابط بجيش الاحتلال، إضافة إلى تدمير طال المنازل والبنى التَّحتية.

 

وفي هذا الصَّدد، أكَّد عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي أنَّ "الاحتلال من خلال اقتحاماته المتكرِّرة لجنين وغيرها مدن وبلدات وقرى ومخيمات الضفَّة لن يوقف تمدُّد المقاومة، أو يفتّ من عضد كتيبة جنين، التي يلتحق بركبها مئات المقاتلين".

انتفاضة الأسرى

أمَّا بشأن انتفاضة الأسرى المرتقبة منتصف الشَّهر الجاري في سجون الاحتلال؛ ردًّا على الإجراءات الفاشيَّة بحقِّهم من المتطرِّف "إيتمار بن غفير" وإدارة السجون، فقد أشار إلى أنَّ "قيادة الجهاد الإسلامي تتابع عن كثب مجريات الأحداث وما يتعرَّض له الأسرى من سياسات انتقاميَّة"، مبيِّنًا أن "الحركة الوطنيَّة الأسيرة حدَّدت معالم الملحمة البطولية التي ستخوضها، وهي مصمِّمة على انتزاع حقوق الأسرى كاملةً، وأن يوقفوا حالة التغوُّل والإجرام الممارسة تجاههم".

 

وأردف: "نحن نشدُّ على أيدي الأسرى، ونؤكِّد لهم بأنَّ معركتهم المقرَّرة مع الاحتلال هي معركة الجهاد الإسلامي والشعب الفلسطيني بمختلف قواه وفصائله ومكونَّاته، ولا يمكن التَّخلي عنهم أبدًا"، مشدِّدًا على أنَّ "المقاومة رهْن إشارة أسرانا ولن يقرَّ لها قرار حتَّى تحريرهم وتبييض كل السجون الصهيونيَّة".

 

ونبَّه إلى أنَّ "الجهاد الإسلامي تنظر بعين الرِّيبة حال الصَّمت الذي تنتهجه الهيئات والمؤسسات الحقوقيَّة الدوليَّة إزاء الانتهاكات والممارسات الإجراميَّة التي يتعرَّض لها الأسرى في سجون الاحتلال، فضلًا عن حملة الاعتقالات والملاحقات للمقاومين من أجهزة أمن السلطة الفلسطينية بالضَّفة المحتلة".

 

وقال: "إنَّ ما تقوم به السلطة وأجهزتها الأمنيَّة من اعتقالات وتعذيب للمقاومين بسجونها، وخصوصًا أبناء الجهاد ممارسات لا تخدم إلَّا العدو الصهيوني وأجنداته، وهي وَصْمة عار على جبينها، ونؤكِّد أنَّها لن تفتّ في عضد المقاومين، بل ستدفعهم نحو مزيد من العمل المقاوم"، مبيّنًا أنَّ تصعيد المقاومة عملياتها بالضفَّة الردّ الأمثل على السلطة وسياساتها الممنهجة.

تهديدات جوفاء

في السياق، حَذَّر المدلَّل الاحتلال من مغبَّة لجوئه لتفعيل الاغتيالات لقادة المقاومة الفلسطينية في فلسطين المحتلَّة أو خارجها، في ظلِّ عجزه عن إيقاف العمليات الفدائية وتنامي الانتفاضة المسلَّحة بالضفَّة الغربيَّة.

 

وقال: "إنَّ تهديدات العدوّ الصهيوني اليائسة والجوفاء بالعودة إلى الاغتيالات قديمة جديدة، لا يمكن أنْ تخيف المقاومة وتدفعها للتراجع أو تؤثِّر على دافعيّتها، بل ستجعلها أكثر قوَّة وعزمًا على الاستمرار في مشاغلة وضرب الاحتلال ومستوطنيه بكل الأرض الفلسطينية المحتلَّة".

 

وأوضح أنَّ "تلك التهديدات التي يعيد الاحتلال التَّلويح بها مجدّدًا تأتي ضمن محاولاته إعادة الثقة المفقودة بين جمهور المستوطنين ومسؤوليهم"، مضيفًا أنَّ "ذلك الجمهور فاقد للثّقة ويشهد حالة من التفكّك على المستويات كافَّة".

 

وقبل نحو أسبوعين، خوَّل "كابينت" الاحتلال، "بنيامين نتنياهو"، ووزير حربه "يوآف غالانت"، اتِّخاذ خطوات تستهدف المقاومين و"مرسليهم"؛ ردًّا على تصاعد العمليَّات الفدائية بالضفَّة المحتلَّة، فيما يرجِّح سياسيون ومراقبون فلسطينيون أنَّ القرار بمثابة "ضوء أخضر"؛ للبدء بتنفيذ اغتيالات لقادة المقاومة الفلسطينيَّة في فلسطين المحتلة وخارجها.

 

يأتي ذلك بينما تتجهَّز فيه منظومة الكيان الأمنية والعسكريَّة لموجة واسعة من العمليات الفدائيَّة، ولا سيَّما عمليات إطلاق نار "نوعيَّة وقاتلة" ضد أهداف لقُوَّات الاحتلال والمستوطنين، في مختلف مدن وبلدات وقرى ومخيَّمات الضفَّة المحتلة.

طعنة غادرة

وعن محاولات الرَّامية لتطبيع العلاقات بين كيان الاحتلال والسُّعودية، شدَّد عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي على أنَّ "كلَّ هذه المحاولات طعنة غادرة في خاصرة الشعب الفلسطيني والتَّضحيات التي يبذلها، كما أنَّها طعنة بخاصرة التَّاريخ النضالي العربي والشُّهداء العرب والمسلمين الذين قدَّموا أرواحهم فداءً لفلسطين وقضيتها العدالة".

 

وأضاف: "التَّطبيع لا يمكن أن يخدم القضيَّة الفلسطينية، بل سيمنح العدوّ شرعية وغطاء لارتكاب المزيد من الحروب والجرائم ضد شعبنا وأسرانا ومَسرانا وكل أرضنا التَّاريخيَّة المحتلَّة، وحال طبَّعت السعودية علاقاتها مع العدو الصهيوني؛ فهذا يعني أنَّها ستفرِّط بأرض الحجاز، وستكون مستباحة من قبل هذا العدوّ المجرم، الذي لا يخفي مطامعه فيها".

 

وتابع: "لذا فإنَّ هذا التَّطبيع يمهِّد الطريق أمام الاحتلال لتحقيق أهدافه التوراتيَّة الشيطانيَّة على أرضنا العربيَّة"، لافتًا إلى أنَّ الأنظمة العربيَّة التي هرولت نحو اتِّفاقيات التطبيع مع الكيان "لم يزدها إلَّا بؤسًا ومآسي ونكبات"، بحسب تعبيره. 

 

وكان موقع "أكسيوس" الأمريكي، أفاد بأنَّ كبير مستشاري رئيس الإدارة الأمريكيّة "جو بايدن" لشؤون الشرق الأوسط "بريت ماكغورك"، سيسافر خلال الأسبوع الجاري إلى المملكة السعودية للقاء مسؤولين في السلطة الفلسطينيَّة ومناقشة دورها في اتِّفاق تطبيع محتمل بين الرِّياض وكيان الاحتلال برعاية واشنطن. وقال الموقع إنّ "إدارة بايدن تأمل التوصل إلى تفاهمات واقعية مع السلطة الفلسطينيَّة"، مشيراً إلى أنّ "ماكغورك سيلتقي عند وصوله الرِّياض حسين الشيخ، وماجد فرج، ومسؤولين آخرين في السلطة".

 

التعليقات : 0

إضافة تعليق