الاستقلال/ سماح المبحوح:
يثبت الفلسطينيون في كل مرة، استعدادهم لبذل كافة الجهود في سبيل حماية القدس ومنع تهويدها، فلم يتأخروا عن الزحف نحو المسجد الأقصى في كل مناسبة أو في كل مرة يحاول المستوطنون فيها فرض واقع جديد في الأقصى.
ويستعد الفلسطينيون، للمشاركة الواسعة والحاشدة في صلاة فجر يوم الجمعة المقبل في ساحات المسجد الأقصى، وذلك تحت عنوان « الضفة درع القدس» للتصدي لمخططات الاحتلال والمستوطنين الساعية لفرض وقائع تهويدية خلال شهر رمضان.
ومنذ بداية عيد "الفصح اليهودي" الذي حل يوم الخميس الماضي، شهد المسجد الأقصى اقتحام 3595 مستوطنا لساحاته، نفذوا خلالها جولات استفزازية وطقوسا تلمودية في ساحاته وعند حائط البراق، بمشاركة كبار الحاخامات اليهود، وسياسيين، وقيادات أمنية إسرائيلية.
يذكر أن الاقتحامات المتكررة للأقصى واعتداءات الاحتلال على المعتكفين، أدت إلى توتر الأوضاع الميدانية وتصعيد المواجهة في أنحاء الأراضي الفلسطينية، إضافة إلى إطلاق قذائف صاروخية من لبنان وقطاع غزة وسورية.
أهمية التواجد البشري
عضو هيئة العمل الوطني والأهلي في مدينة القدس المحتلة أحمد الصفدي، اكد على أهمية الدعوات التي انطلقت لإحياء حملة الفجر العظيم تحت مسمى "الضفة درع القدس"، مشيرا إلى المعاناة الكبيرة التي يلقاها المصلون من أنحاء الضفة للوصول للمسجد الأقصى.
وأوضح الصفدي في حديثه لـ "الاستقلال" أن المواطنين من أنحاء الضفة الغربية المحتلة يكابدون عناء الطريق، فمنهم من يقطع مسافات طويلة وطرقاً التفافية، ومنهم من يمشى على الأقدام ومنهم من يقفز خلف جدار الفصل العنصري وغيرهم من ينتظر ساعات طويلة على الحواجز، من أجل الوصول للمسجد الأقصى.
وأشار إلى أن المواطنين من الضفة وجميع المدن الفلسطينية، أثبتوا أنهم درع القدس الحامي في التصدي ومواجهة مخططات الاحتلال والمستوطنين الساعية لفرض وقائع تهويدية خلال شهر رمضان المبارك.
وشدد على أهمية التواجد البشري للمواطنين في صلوات الفجر بشهر رمضان والتراويح والاعتكاف، كذلك الإفطارات الجماعية والسحور في باحات الأقصى، كمشاهد تبعث الطمأنينة أن الأقصى بخير.
ولفت الصفدي، إلى أن المبادرات والفعاليات المرتبطة بهذه الحملة، ومنها تناول الكعك المقدسي والمشروبات الساخنة في ساحات المسجد الأقصى والشراء من أصحاب المحال بالبلدة القديمة وأبواب المسجد، له انعكاس إيجابي على الوضع الاقتصادي في المدينة المقدسة والتي تواجه إجراءات اقتصادية إسرائيلية صعبة.
إعادة الحسابات
واكد عضو هيئة العمل الوطني والأهلي أن تواجد المواطنين بالأقصى يهدف إلى إيصال رسائل للاحتلال الإسرائيلي تحديدا المتطرف بن غفير، أن الأقصى حق خالص للفلسطينيين والمسلمين والعرب، وأية محاولة لتغيير الأمر الواقع ستفتح معارك طويلة.
وأضاف الصفدي:" التواجد البشرى ووحدة الساحات والالتحام البطولي للمصلين والمعتكفين في وجه الاحتلال ورد المقاومة من غزة وخارجها، كلها مشاهد أسست لما بعد رمضان وليس خلاله فقط، حيث ستدفع حكومة الاحتلال لتعيد حساباتها المتعلقة بمخططاتها من جديد".
ورأى أن جرائم الاحتلال الدامية بالمسجد الأقصى خلال الأيام الأولي من شهر رمضان أعادت البوصلة له، كما أن ردة الفعل من المقدسيين وغيرهم أكدت أنه عنوان أية حرب قادمة، في حال كرر الاحتلال جرائمه.
الضفة درع القدس
د. حسن خاطر مدير مركز القدس الدولي اتفق مع سابقه، بشأن أن الضفة الغربية المحتلة أحد أدرع المقاومة التي تحمي المدينة المقدسة وتدافع عن سكانها، وثبت تواجدها في كل الأحداث التي تجري داخل المسجد الأقصى.
وشدد خاطر في حديثه لـ "الاستقلال" على فشل مخططات الاحتلال الإسرائيلي بفصل الضفة وتقطيع أوصالها عن القدس والمسجد الأقصى، فهي وحدة واحدة وجغرافيا وجسد واحد.
وأشار إلى أن المسمى ينطبق على المواطنين بالضفة كبارهم وصغارهم ونسائهم بشكل واضح وصريح، فهي أثبتت في كل الأوقات والأزمنة، حضورها وتصديها للاحتلال بصدورهم العارية.
ولفت إلى أن إصرار المواطنين من الضفة للتواجد بالمسجد الأقصى بأعداد كبيرة وابقائه عامرا في كل الأوقات، والحرص على عدم إفراغه، لعدم السماح للمستوطنين باقتحامه وفرض السيطرة عليه، لافتا إلى أن ذلك رد بليغ على من يريد أن يضع يده على الأقصى ويفرض التقسيم الزماني والمكاني عليه وخاصة في المناسبات الدينية.
التعليقات : 0