الاحتلال يعيش أسوأ أيامه

القدس في يومها العالمي.. قلب "محور المقاومة" ومحرك للعرب والمسلمين

القدس في يومها العالمي.. قلب
تقارير وحوارات

الاستقلال/ معتز شاهين

القدس والمسجد الأقصى والقضية الفلسطينية بعمومها، باتت معادلة ترتبط بالعواصم العربية والإسلامية، وذلك بعد أن دعا الإمام الخميني قبل 43 عاماً تقريباً إلى واحدة من أكبر التظاهرات السياسية الداعمة للقضية الفلسطينية والرافضة للاستكبار العالمي، الذي تقف على رأسه الولايات المتحدة الأميركية، و"إسرائيل".

 

وأصبح هذا اليوم من كل عام الذي يوافق الجمعة الأخيرة من شهر رمضان مناسبة لدول محور المقاومة وحركاته، لإحياء ذكرى "يوم القدس العالمي" للتعبير عن تأييدها ووفائها لفلسطين والقدس.

 

وضمن فعاليات إحياء مراسم "يوم القدس العالمي"، الذي يوافق الجمعة الأخيرة من شهر رمضان، أحيا العالم العربي والإسلامي، الجمعة الماضية، هذه المناسبة بمسيرات ضخمة في عدة عواصم عربية وإسلامية، رافعين أعلام فلسطين، ولافتات تنادي بنصرة الشعب الفلسطيني وتندد بجرائم الاحتلال.

 

وتزامن يوم القدس العالمي هذا العام مع تطورات ميدانية خاصة فيما يتعلق بمحور المقاومة ورده على العدوان الاسرائيلي على المعتكفين بالمسجد الأقصى.

 

واستحقت الضفة الغربية هذا العام شعار يوم القدس العالمي الذي حمل عنوان (الضفة درع القدس)، إكراما وفخرا لتلك البقعة الصغيرة من جغرافية فلسطين، التي استطاعت تُشعل المنطقة بأسرها وأدخلت الاحتلال في أزمة حقيقية على المستوى الوجودي.

 

عدة رسائل

الكاتب والمحلل السياسي خليل القصاص، أكد أن فعاليات "يوم القدس العالمي" هذا العام بعثت بعدة رسائل لدولة الاحتلال، أبرزها أن الاعتداء على المسجد الأقصى المبارك يعني حربا إقليمية بالمنطقة، وأن التصعيد العسكري لم يعد يقتصر على قطاع غزة او الضفة الغربية والقدس فقط.

 

وقال القصاص في حديث مع  "الاستقلال"، السبت" أن الاحتلال أصبح لديه خشية وجودية حقيقية من خلال توحيد الجبهات لمحور المقاومة وأن الخشية في المواجهة المقبل أن تدخل جبهات جديدة كساحة العراق واليمن، ما دفع الاحتلال أن يوقف اقتحاماته للمسجد الأقصى خلال العشر الاواخر من رمضان حتى يمتص حالة الغضب.

 

وأضاف أن ما يميز فعاليات إحياء "يوم القدس العالمي" هذا العام، هي الأعداد المشاركة فيه من شتى الدولة العربية والإسلامية، مشيراً إلى أن هناك التفاف كبير حول مدينة القدس والمسجد الأقصى في ظل التغول الإسرائيلي بحق المسجد الأقصى والاعتداء على المرابطين والمعتكفين قبل عدة أيام.

 

وأوضح القصاص، أن التفاف محور المقاومة وتوحيد ساحات المواجهة والعمل الجماهيري والشعبي وخطابات دولة مقاومة، سواء في غزة ولبنان أو العراق او إيران واليمن يؤكد بأن يوم القدس العالمي هذا العام كان يوما استثنائيا وكان له زخم عالي يناسب حجم الخطر المحدق بالمسجد الأقصى".

 

وأشار، أن اللافت كانت مشاركة الرئيس الايراني إبراهيم رئيسي في خطاب متزامن بين غزة وطهران، الأمر الذي له أبعاد تتعلق بان الجمهورية الإسلامية في إيران كانت وستبقى الداعم الحقيقي والاساسي لقوى المقاومة في فلسطين والمنطقة وان إيران لا تخجل من اعلان ذلك

 

وتابع القصاص: "خطاب رئيسي يدلل على أن الموقف الإيراني موحد في دعم المقاومة الفلسطينية دون أي حسابات سياسية وهذا الدعم غير مشروط ولا يمكن ان يكون بثمن سياسي لأي توافق إيراني مع القوى الكبرى ضمن الاتفاق النووي لو أُعيد إحياؤه من جديد".

 

وعن مشاركة الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي القائد زياد النخالة، بخاطب في فعاليات "يوم القدس العالمي" من العاصمة العراقية بغداد، أعتبره المحلل السياسي، بأنه تحدي أمني لدولة الاحتلال التي تهدد باغتيال قادة المقاومة. 

 

وأوضح، أن القائد النخالة من خلال زيارته للعراق ترجم ما رسمه بالدم خلال معركة "وحدة الساحات" من خلال ان العراق أصبحت ساحة من ساحات العمل الجهادي، وجبهة من جبهات محور المقاومة، رُغم محاولة الولايات المتحدة الأمريكية إبعاده عن العمق العربي والإسلامي.

 

التعبئة الروحية والفكرية

بدوره الكاتب والمحلل السياسي د. قسام الزعانين، رأى أن "يوم القدس العالمي" هذا العام تزامن مع تطورات ميدانية خاصة فيما يتعلق بمحور المقاومة ورده على العدوان الاسرائيلي على المعتكفين بالمسجد الأقصى، معتقداً أن ذلك يؤسس لقواعد اشتباك جديدة مع الاحتلال.

 

وقال الزعانين لـ "الاستقلال"، السبت، إن هناك لقاءات مكثفة تُعقد على مستوى قيادة محور المقاومة من أجل تقييم الاحداث فيما يتعلق بمدينة القدس المحتلة، ما يُدلل أن مرحلة أن يكون هناك مقاومة فلسطينية من داخل فلسطين وحدها ولت، وأن موعد توحيد الجبهات من ساحات أخرى لزيادة الضغط حاضرة.

 

وأضاف، أن هذه التحركات في يوم القدس العالمي والمسيرات الضخمة التي تشارك فيها الشخصيات السياسية والعسكرية والجماهيرية ستنعكس بشكل إيجابي على تعزيز صمود المقدسيين في مواجهة وافشال مخططات الاحتلال بالمسجد الأقصى المبارك.

 

وعَد الزعانين، أهمية "يوم القدس العالمي"، بأنه أصبح يوما تاريخيا هاما في مسار القضية الفلسطينية وفي عملية التعبئة الروحية والفكرية للجماهير العربية حول مدينة القدس والمسجد الأقصى المبارك.

 

وأشار، أن الاحتلال فوجئ من حجم المشاركة الجماهيرية والرسمية في إحياء "يوم القدس العالمي" نصراً للمسجد الأقصى والقضية الفلسطينية، خاصة في الدول التي أرادت لها إسرائيل والولايات المتحدة الامريكية أن تنكسر عبر مشاريع التطبيع.

لماذا (الضفة درع القدس)؟

 

وشدد المحلل السياسي، أن مشاريع الاحتلال التهويدية وكذلك الولايات المتحدة بالمنطقة اليوم تتكسر أمام مشاريع محور المقاومة التي تؤمن بان فلسطين قضية مركزية وان القدس جوهر الصراع بالمنطقة وان الاحتلال غدة سرطانية يجب أن تستأصل من المنطقة.  

 

وعن شعار (الضفة درع القدس)، أكد المحلل السياسي، أن لذلك دلالة كبيرة تتعلق بشكل الصراع خلال المرحلة المقبلة مع الاحتلال، خاصة وأن الضفة المحتلة شكلت جدار حماية للمدينة المقدسة، عبر مشاغلة الاحتلال يوميا بجملة من عمليات المقاومة استطاعت من خلالها ادخال الاحتلال في أزمة حقيقية على مستوى الوجودي.

 

وأحيا العالم العربي والإسلامي، الجمعة، فعاليات "يوم القدس العالمي"، الذي يوافق الجمعة الأخيرة من شهر رمضان، وشهدت عدة عواصم عربية وإسلامية مسيرات حاشدة دعمًا للقدس والقضية الفلسطينية، رافعين أعلام فلسطين، ولافتات تنادي بنصرة الشعب الفلسطيني وتندد بجرائم الاحتلال.

 

ومن أبرز وأضخم هذه المسيرات في العاصمة الإيرانية طهران، حيث انطلقت مسيرات مليونية في كافة أنحاء إيران دعمًا للقضية الفلسطينية، كما انطلقت مسيرات شعبية حاشدة في المخيمات الفلسطينية وبعض المدن اللبنانية ومخيم اليرموك في سوريا ومدنا سورية.

كما وشهدت العاصمة اليمنية صنعاء، مسيرة شعبية حاشدة، ضمن فعاليات إحياء مراسم "يوم القدس العالمي" بمشاركة قادة سياسيين وعسكريين إلى جانب آلاف المواطنين، الذين ردّدوا الشعارات المنددة بكيان الاحتلال الاسرائيلي، وداعميه، والمسانِدة لمقاومة الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة

 

واليوم العالمي للتضامن مع القدس، هو حدث سنوي يتم إحيائه في يوم الجمعة الأخيرة من شهر رمضان لمناهضة الاحتلال الإسرائيلي للقدس، ويتم إحياء هذا اليوم عبر تظاهرات في دول عربية وإسلامية خصوصًا في إيران التي كانت أول من اقترح المناسبة من الإمام الخميني.

التعليقات : 0

إضافة تعليق