غزة/ سماح المبحوح:
ناشدت سناء سلامة زوجة الأسير وليد دقة، مؤسسات حقوق الإنسان المحلية والدولية، والقيادات السياسية، لممارسة دور حقيقي وفاعل بالضغط على الاحتلال الإسرائيلي من أجل الإفراج عن زوجها، بعد تدهر وضعه الصحي.
وقالت سلامة لـ "للاستقلال" أناشد الجميع بما فيهم القيادات السياسية التي يقع عليها واجب وطني وسياسي وأخلاقي، والمؤسسات الحقوقية المحلية والدولية، للإفراج الفوري والسريع عن زوجي وليد، لخطورة وضعه الصحي".
وأضافت:" طرأ تحسن طفيف على وضعه الصحي، لكنه ما زال في مرحلة الخطر"، مشيرا إلى أنه مازال في غرفة العناية الفائقة، لكن الأطباء أزالوا عنه جهاز التنفس الاصطناعي الذي تم وضعه بعد تدهور عمل أجهزته الحيوية، خاصة الكلى والرئتين ونقص نسبة الدم.
ولفتت إلى أن الأسير دقة خضع قبل أيام لعملية استئصال رئة معقدة وعالية الخطورة، استمرت مدة 5 ساعات، وتم خلالها استئصال جزء من رئته اليمنى، ورغم ذلك الاحتلال يحرمها وابنتها "ميلاد" من زيارته والاطمئنان على صحته.
تعتيم طبي
وشددت على أن ادارة مصلحة سجون الاحتلال الإسرائيلية وإدارة مستشفى "برزيلاي"، تمتنع عن إعطاء لعائلة، مستندات طبية حول حالته الصحية وخطط علاجه مستقبلًا، وذلك بعد إصابته بسرطان التليف النقوي وخضوعه إلى عملية جراحية معقدة.
وفيما يتعلق بحجم التفاعل مع الحملة المطالبة بإطلاق سراح الأسير دقة نهاية الشهر الماضي، أكدت أن حجم التضامن مرضي، مطالبة بضرورة الاستمرار في التفاعل مع الحملة، والتضامن مع الأسرى جميعهم.
وشددت على ضرورة أن يتم التضامن مع الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي وقضيتهم العادلة كل لحظة وكل يوم، وعدم اقتصار ذلك خلال المواسم والحملات فقط، قائله:" آن الأوان لتحرير الأسرى جميعا من غياهب السجون الإسرائيلية والظلم والعذاب الواقع عليهم من السجانين".
وضع خطير
بدورها، قالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، إن الوضع الصحي للأسير وليد دقة المصاب بالسرطان في النخاع الشوكي، والمعتقل منذ 38 عاما، حرج وخطير.
وأضاف المتحدث باسم الهيئة حسن عبد ربه في اتصال هاتفي:" إن الأسير دقة خضع لعملية جراحية في الرئتين يوم الأربعاء الماضي، بمستشفى "برزيلاي" في عسقلان، بعد تعرضه لانتكاسة جديدة، حيث تم استئصال جزء كبير من رئته اليمنى، وهو حاليا في غرفة العناية المشددة".
وأشار عبد ربه إلى أن الجهود والمطالبات متواصلة للإفراج عنه لكن دون نتائج حقيقية، لافتا إلى أن التدهور الخطير بحالة الأسير دقة، في 20 آذار(مارس) الماضي، نتيجة سياسة الإهمال الطبي، لغرض القتل المتعمد في سجون الاحتلال.
والأسير دقة (60 عاما) من بلدة باقة الغربية بأراضي عام 1948، معتقل منذ 25 من آذار(مارس) 1986 وهو من عائلة مكونة من ثلاث شقيقات و6 أشقاء، علمًا أنه فقدَ والده خلال سنوات اعتقاله.
ويعتبر الأسير دقّة أحد أبرز الأسرى في سجون الاحتلال، وساهم في العديد من المسارات في الحياة الاعتقالية للأسرى، وخلال مسيرته الطويلة في الاعتقال أنتج العديد من الكتب والدراسات والمقالات، وساهم معرفيًا في فهم تجربة السّجن ومقاومتها.
يُشار إلى أن الاحتلال أصدر بحقه حُكمًا بالسّجن المؤبد، جرى تحديده لاحقًا بـ 37 عامًا، وأضاف الاحتلال عام 2018 على حُكمه عامين ليصبح 39 عاما.
وتعرض الأسير دقة لانتكاسات صحية متتالية منذ آذار(مارس) الماضي، نتيجة لجريمة الإهمال الطبي، وذلك بعد أن تم تشخيص إصابته بمرض التليف النقوي (Myelofibrosis - سرطان نادر يصيب نخاع العظم) في 18 كانون الأول(يناير) 2022، والذي تطور عن سرطان الدم (اللوكيميا) الذي تم تشخيصه في العام 2015.
ويحتاج دقة إلى عناية صحية مكثفة للرئتين والكلى والدم، وإلى إجراء عملية زرع نخاع بالغة الحساسية -علما يتوفر أكثر من متبرع-، تقتضي بيئة علاجية لا يتوفر الحد الأدنى منها في ظل ظروف الأسر، والحراسة المشددة عليه التي تمارسها إدارة السجون
التعليقات : 0