الضفة المحتلة – غزة/ قاسم الأغا:
حذَّرت هيئة شؤون الأسرى والمُحرَّرين الفلسطينيَّة من خطورة الحالة الصحيَّة للقيادي الأسير الشيخ خضر عدنان، المضرب عن الطعام منذ75 يومًا؛ رفضًا لاعتقاله التعسفيّ في سجون الاحتلال "الإسرائيلي".
ودعا الناطق باسم الهيئة حسن عبد ربّه في مقابلة مع صحيفة "الاستقلال"، يوم أمس، إلى التدخّل الفوري والعاجل لإنقاذ حياة القيادي الأسير عدنان من بين فكيّ الاحتلال وإدارة سجونه التي تواصل تجاهلها المتعمّد لمطالبه، منبِّهًا من أنَّ "الشيخ خضر قد يفقد حياته في أيَّة لحظة".
وقال: "إنَّ الأسير الشيخ خضر عدنان يتعرَّض لاعتقال تعسفيّ، وتَعْمَد سلطات الاحتلال ومخابراته ومحاكمه العسكريَّة على توجيه لائحة اتّهام بحقِّه لتجنّب مسألة الاعتقال الإداري، وخوض الشيخ عدنان الإضراب المفتوح عن الطَّعام".
واستدرك: "لكنه لجأ إلى خطوة الإضراب عن الطعام منذ اليوم الأول من اعتقاله؛ تأكيدًا منه على رفض اعتقاله التعسّفيّ، خصوصًا أنَّ لائحة الاتِّهام الموجّهة للشيخ خضر من محكمة سالم العسكريَّة تتعلَّق بقضايا اعتُقل وجرت محاكمته على إثرها في سنوات سابقة".
وشَدَّد على أنَّ "ذلك يؤِّكد بأنَّ اعتقال الاحتلال الشيخ خضر خلفيته انتقاميّة وتعسُّفيَّة؛ لتقييد حريّته وتحركاته، لا سيَّما أنَّه امتداد نضالي ومقاوِم للحركة الوطنيَّة الفلسطينية"، واصفًا حالته الصحيَّة وظروف اعتقاله بـ "الخطيرة والصعبة"، "لا سيمَّا على وقع منع عائلته من زيارته؛ بذريعة إضرابه المفتوح عن الطَّعام".
وفي هذا الصَّدد، أوضح أنَّ الشيخ خضر عدنان يرفض تناول المدعّمات وإجراء التحاليل الطبيَّة، في وقتٍ ترفض فيه إدارة سجون الاحتلال نقله إلى أحد المشافي المدنيَّة (بالكيان)؛ "تحت حجَّة رفض الشيخ الخضوع لتعليمات الإدارة".
وتابع الناطق باسم هيئة شؤون الأسرى والمحرَّرين الفلسطينيَّة: "بناءً على ذلك، فإنَّ حالته الصحيَّة تزداد سوءًا وخطورة، خصوصًا أنَّه يعاني من تقيؤ مستمر، وغياب عن الوعي بين الحين والآخر، وهزال شديد، وآلام في أنحاء جسدته كافَّة".
ولفت إلى أنَّ "هذا كلّه يعكس خطورة الوضع الصحي للأسير الشيخ عدنان"، مبيّنًا في الوقت ذاته أنَّ "الإضراب الذي يخوضه عن الطعام حاليًّا هو السادس، وأمضى 8 سنوات في الأسر، وتعرَّض أكثر من 12 مرَّة للاعتقال".
وجدَّدَ "عبد ربُّه" "التَّحذير من خطورة الوضع الصحي للقيادي الأسير خضر عدنان، وارتقائه شهيدًا بأيَّة لحظة، في ضوء تجاهل إدارة سجون الاحتلال المتعمَّد لحالته، ومماطلة البتّ في الاستئناف المقدّم للإفراج عنه؛ نتيجة المنحى المتصاعد لخطورة وضعه الصحيّ".
وهنا، أشار إلى أنَّ ما تُسمّى بـ "محكمة سالم العسكريَّة" "جدَّدت توقيف الشيخ خضر حتى 29 مايو/ أيَّار المقبل".
ودعا إلى رفع الصوت عاليًا، وتكثيف وقفات الدِّفاع والتضامن مع الأسير الشيخ عدنان، في معركة الإرادة الصمود التي يخوضها ضد الاحتلال وإدارة سجونه العنصريّة والفاشيَّة، بالإنابة عن شعبنا الفلسطينيّ.
وقال: "المطلوب بذل المزيد من الجهود والتحرّكات الأكثر فاعلية دفاعًا عن الأسرى وقضيتهم الإنسانيَّة العادلة، وفي مقدمتهم الأسير الشيخ خضر عدنان".
وعن دور المؤسَّسات الدوليَّة وفي مقدمتها اللجنة الدولية للصليب الأحمر، إزاء ما يتعرض له القيادي الأسير عدنان، بَيَّن "عبد ربُّه" أنَّ "دور تلك المؤسسات ومنها الصليب الأحمر شبه معدوم؛ إلَّا من الأدوار البروتوكليّة والشكليَّة"، بحسب تعبيره.
وقال: "في الجوهر لا يوجد لهذه المؤسسات أيّ تأثير حقيقي لجهة الضغط على الاحتلال لإنهاء معاناة أسرانا الأبطال وأسيراتنا الماجدات، لا سيما المرضى والمضربون منهم عن الطَّعام".
ولليوم الـ 75 على التوالي؛ يواصل القيادي بحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين الأسير خضر عدنان (44 عامًا)، إضرابه المفتوح عن الطعام فيما تُسمَّى "عيادة سجن الرملة"؛ رفضًا لاعتقاله التعسّفيّ، وسط تحذيرات من خطورة بالغة على حالته الصحيَّة.
وكان القيادي الأسير "عدنان" شرعَ في الإضراب المفتوح عن الطعام منذ اعتقاله يوم 5 فبراير/ شباط الماضي، بعد اقتحام قُوَّات الاحتلال منزله في بلدة "عرّابة" جنوب جنين، شمال الضفَّة الفلسطينيَّة المحتلَّة.
التعليقات : 0