غزة/ سماح المبحوح:
شهدت أسعار الذهب تغييرات جديدة في سعر جرام الذهب بالأسواق الفلسطينية، متأثرة بعدة أسباب منها ما يتعلق بالسوق المحلي وأخرى بالسوق العالمي، وسط إقبال المستثمرين على شرائه باعتباره الملاذ الآمن في ظل الأزمة الاقتصادية التي يمر بها العالم.
صعدت عقود الذهب الآجلة والفورية منذ مطلع أبريل/نيسان الجاري فوق ألفي دولار للأونصة لأول مرة منذ أغسطس/آب 2020، وسط ارتفاع حدة المخاطر الاقتصادية العالمية.
بلغ سعر أونصة الذهب خلال وقت سابق الشهر الجاري 2024 دولارا، قرب القمة التاريخية المسجلة في أغسطس/آب 2020، البالغة حينها 2073 دولارا.
وبينما ارتفعت حدة التوقعات اليوم بإبقاء الفدرالي الأميركي (البنك المركزي الأميركي) على أسعار الفائدة، أو إبطاء الزيادات الحادة، فإن ذلك يضيف قوة للذهب، إذ يُتداول أمس الجمعة عند متوسط 1995 دولارا للأونصة.
وهزت مشاكل بنك سيليكون فالي الأميركي الأسواق العالمية وأثرت على أسهم البنوك، مما زاد الاهتمام بالذهب الذي ينظر إليه عادة باعتباره مخزنا للقيمة ويستخدم أداة للتحوط من التضخم وملاذا آمنا في أوقات الأزمات الجيوسياسية والاضطرابات الاقتصادية والمالية.
ويعتبر الذهب من المعادن الثمينة ذات القيمة العالية، الذي دائمًا كان محط اهتمام المستثمرين بتداول الفوركس أو في بورصة الذهب والأشخاص المقبلين على الزواج سواء في صورته الخام أو المصنعة على شكل حلى ومصوغات، كما يعتبر معدن الذهب من أهم أدوات الزينة للمرأة على مر العصور.
ويتبع سعر الذهب على نطاق واسع في الأسواق المالية في جميع أنحاء العالم، حيث كان أساس الرأسمالية الاقتصادية لمئات السنين حتى إلغاء المعيار الذهبي، مما أدى إلى توسع نظام العملة القاتلة التي لا تملك فيها النقود الورقية دعما ضمنيا بأي شكل مادي من أشكال الاستثمار.
ملاذ آمن
عضو مجلس إدارة نقابة الصاغة والمعادن الثقيلة وائل الغول أكد وجود اقبال أكبر من المواطنين على شراء الذهب خلال الأيام الجارية، مقارنة بالشهور الماضية.
وأوضح الغول لـ «الاستقلال» أن سبب الاقبال على شراء الذهب يعود إلى توفر السيولة بعد عيد الفطر ولدى عمال الداخل المحتل بغزة وموسم الأفراح، كذلك إلى مخاوفهم من ارتفاع أسعاره بشكل أكبر، في ظل توقعات الخبراء والمحللين بذلك.
وبين أن المواطنين يفضلون شراء معدن الذهب باعتباره ملاذ آمناً لديهم، أكثر من العملات المالية، التي قد يخسرون فيها نسبة عالية، متوقعا ارتفاع أسعار الذهب خلال الفترة القليلة القادمة.
أسباب عدة
من جهته، أرجع المختص بالشأن الاقتصادي أحمد أبو قمر ارتفاع أسعار الذهب في الأسواق المحلية في غزة والضفة المحتلة والعالمية، لأسباب عدة.
وأشار أبو قمر لـ «الاستقلال» إلى أن «السبب الأول يتمثل بوجود مخاوف لدى المستثمرين من ركود يضرب الاقتصاد العالمي، بجانب المخاوف من انهيار النظام المصرفي العالمي، خاصة بعد ظهور مشاكل في بنك «سيليكون فالي» الأمريكي وبنوك أخرى، مما زاد الاهتمام بالذهب، كملاذ آمن.
وبشأن الأسباب المتعلقة بالوضع المحلي؛ ذكر أبو قمر أن السوق الفلسطيني يتأثر بالسوق العالمي، بجانب تأثر الأسعار بالطلب والعرض، عدا عن صعوبات في حركة جلبه وإيصاله من وإلى أسواق الضفة.
ولفت إلى أن بالرغم من ارتفاع أسعار الذهب، إلا أن الفرصة مازالت سانحة لدى المواطنين لاقتنائه، خاصة في ظل موسم الأعراس وتوفر السيولة المالية لديهم.
أوضح أن سعر جرام الذهب في الأسواق المحلية وصل حد 40 ديناراً، أما بالأسواق العالمية وصل سعر الأونصة لـ 2000 دولار، وسط توقعات بارتفاع سعرها في الربع الثالث من العام الجاري لـ 2300 دولار.
ونصح المختص المواطنين ممن يمتلكون المال، بالتنويع وعدم التركيز على شراء سلعة دون أخرى، إذ يشترون بجزء من المال الذهب وبجزء آخر الأسهم والعملات، وبالتالي حال البيع بعد ذلك يحققون فائدة أكبر.
التعليقات : 0