رأي الاستقلال( 2773)
يبدو أن الحكومة الصهيونية تتخبط سياساتها على المستوى الداخلي والخارجي, ولا تعرف كيف تتعامل مع مستجدات الاحداث التي تعصف في المنطقة عصفا, فهي حكومة موصومة بالإرهاب والتوغل وسفك الدم الفلسطيني, الامر الذي يتفاخر به رئيس هذه الحكومة بنيامين نتنياهو فيقول ان يد «إسرائيل» تطال المطلوبين اليها داخليا وخارجيا, واننا قمنا باغتيال مطلوبين لإسرائيليين على المستوى الداخلي والخارجي,
لكن بنيامين نتنياهو يتجاهل حجم الرد الفلسطيني على جرائم الاحتلال الصهيوني, وقدرة الفلسطينيين على الضرب في عمق الاحتلال واختراق منظومته الأمنية وايقاع خسائر بشرية في صفوفه, الامر الذي تقف امامه الحكومة الصهيونية عاجزة, وترد عليه بمزيد من الحماقات والجرائم, فتأتي اللطمة مجددا على يد الفلسطينيين, لتدل على ان معادلة الدم بالدم والقتل بالقتل والقصف بالقصف أصبحت راسخة ولا يمكن الالتفاف عليها,
فقد أعلن الإعلام العبري الثلاثاء، عن إصابة جنديين «إسرائيليين» إحداهما حالته خطيرة في عملية طعن في ريشون لتسيون بتل أبيب.
وقالت إذاعة الاحتلال: إن «حالة أحد المصابين في عملية الطعن خطيرة».
وبين الإعلام العبري أنه تم إطلاق النار صوب المنفذ، واعتقاله على الفور.
وان منفذ عملية الطعن هو شاب من الخليل ويبلغ من العمر 20 عاماً,
وقال مكتب إعلام الأسرى ان الشاب الذى أعتقل على خلفيه تنفيذ الطعن في «تل أبيب» هو محمد محمود عواودة 21 عاماً من سكان دورا قضاء الخليل,
فالخليل باتت تتحدث عن نفسها من خلال أدائها البطولي وعملياتها النوعية في وجه الاحتلال, وقدرتها على الصمود في وجه التهويد الصهيوني الممنهج للمدينة, والحفاظ على الهوية الفلسطينية والعربية والإسلامية للخليل, والتمسك بالحرم الابراهيمي الشريف كأحد المساجد المقدسة للفلسطينيين, والذي لا يمكن التخلي عنه والتسليم به للاحتلال الذي يسعى لتهويده بالكامل .
بالأمس أظهرت كتائب عز الدين القسام الذراع العسكري لحركة حماس فيديو مصور لإطلاق صاروخ ارض جو تجاه طائرات صهيونية كانت تحوم في سماء قطاع غزة، الامر الذي دفعها للهرب والاختفاء من سماء القطاع، وهذا له معاني كثيرة ودلالات يمكن البناء عليها وتأكيدها بالآتي.
أولا: ان المقاومة الفلسطينية لا زالت قادرة على تطوير قدراتها القتالية على المستوى اللوجستي رغم الحصار الخانق المفروض على قطاع غزة منذ ما يزيد عن خمسة عشر عاما، ورغم الضربات التي تتعرض لها على يد الاحتلال الصهيوني، من خلال الغارات التي يشنها الاحتلال عبر السلاح الجوي على مواقع المقاومة في القطاع.
ثانيا: ان الاحتلال بات يدرك ان أي عدوان على القطاع ليس مجرد نزهة، وانه سيحقق أهدافه، لكنها باتت مغامرة غير مضمونة النتائج، ويمكن ان تتحول الى كارثة على الاحتلال وجيشه الموصوم زيفا وكذبا انه لا يقهر.
ثالثا: يصعب على الاحتلال الصهيوني الالتفاف على المعادلات التي فرضتها المقاومة الفلسطينية عليه بالقوة في اعقاب ملحمة سيف القدس، والتي تتمسك بها المقاومة ولن تسمح للاحتلال بتجاوزها بأي حال من الأحوال.
رابعا: ان سلاح المسيرات دخل المعركة بقوة، وأصبح سلاحا ناجعا يخترق المنظومة الأمنية الصهيونية ويرصد مواقع حساسة يخفيها الجيش الصهيوني وباتت كلها في مرمى صواريخ المقاومة، فالاحتلال قال انه أسقط طائرة مسيرة جنوب القطاع وأخرى شمال فلسطين المحتلة وانهما كانا يقومان بعمليات رصد ومتابعة.
خامسا: فصائل المقاومة الفلسطينية يدها على الزناد وتدرك ان هناك معركة قادمة مع الاحتلال الصهيوني, وهى على اتم الجهوزية لخوض أي معركة مع «إسرائيل», ولن تقف مكتوفة الايدي امام انتهاك الاحتلال لحرمة المقدسات, ومنع الاعتكاف في الأقصى ومحاولة ادخال المستوطنين «قرابينهم» الى الأقصى, كخطوة فعلية للتقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى المبارك, وان وحدة الساحات ستتحقق فعليا وعمليا, اذا ما تجرأ الاحتلال على تجاوز الخطوط الحمراء وقرر تغيير الواقع في الاقصى, فغزة لن تترك القدس والمسجد الأقصى فريسة للاحتلال وستدافع عنه بكل الإمكانيات التي لديها وبكل الطرق , مهما بلغ حجم التضحيات وارتفع.
نحن ندرك ان حكومة نتنياهو حكومة مرتبكة, وانها مترددة في خطواتها, وتسعى لتأجيل اشتعال المعارك مع الجميع, لأنها تعاني من أوضاع داخلية صعبة عبرت عنها المعارضة الصهيونية بتظاهرات عارمة اجلت التصويت على قرار التعديلات القضائية, كما اجلت الحكومة الصهيونية المرتبكة قرار اخلاء الخان الأحمر, وهدم نحو مائتي منزل فلسطيني في بلدات في القدس, خوفا من اندلاع انتفاضة عارمة بوجه الاحتلال, واجلت الحكومة الصهيونية المهترئة ما اسمته بعملية «سور واقي2» على الضفة الغربية المحتلة والقدس, لأنها غير مضمونة النتائج, وانه قد يكون لها انعكاس سلبي على حكومة الصهيونية الدينية, والحكومة الصهيونية لم تقر فعليا السماح للمستوطنين بإدخال قرابين للمسجد الأقصى, لكنها تركت الباب مواربا لقياس ردة الفعل الفلسطينية والعربية والإسلامية, خوفا من حالة غضب عارمة تسود المنطقة نتيجة سياسة الاحتلال واطماعه في الأقصى, لذلك وصمت هذه الحكومة الواهنة, انها حكومة مرتبكة ومترددة وضعيفة تنظر اسفل قدميها خشية الانفجار.
التعليقات : 0