رأي الاستقلال ( 2775):
العمليات الفدائية الفلسطينية البطولية تحقق نتائج مرعبة للاحتلال الصهيوني, لأن المقاومين الفلسطينيين الشجعان يشتبكون مع عناصر الجنود الصهاينة وقطعان المستوطنين المتطرفين الأشرار من النقطة صفر, حيث تقع خسائر بشرية مؤكدة في صفوف الاحتلال, وقد أصبحت هناك جملتان متكررتان في أي عملية فلسطينية ضد الاحتلال الصهيوني, الأولى ان الاشتباك كان مباشرا ومن النقطة صفر لذلك لحقت خسائر بشرية بالاحتلال, اما الجملة الثانية المتكررة فهي ان الشرطة الإسرائيلية استطاعت تحييد المنفذ, والمقصود به منفذ العملية البطولية, وكلمة تحييد المنفذ التي يرددها الاحتلال في كل عملية فدائية تأخذ معاني عدة, فتحييده اما انه استشهد, او أصيب, او تم اعتقاله, والاحتلال عندما يأخذ جملة تحييد المنفذ, يترك لنفسه فرصة لتصفية منفذ العملية واعدامه, لأن هناك قناعة لدى الاحتلال ان أي عملية فدائية يجب تصفية منفذها ميدانيا, لإرضاء الإسرائيليين الذين يرون في اعتقال منفذ العملية وسجنه ليس كافيا ولا يشفي غليلهم, وانه يجب ان يعدم كعقاب فوري على عمليته الفدائية, فالعمليات في «تل ابيب» تعتبر اكثر ايلاما للإسرائيليين الذين يعتقدون ان تل ابيب اكثر امانا لهم, وان الحكومات الصهيونية المتعاقبة تتعامل مع تل ابيب كحصن للإسرائيليين يحتمون به من ضربات المقاومة, لكن رمزية هذه المدينة سقطت بالعمليات الفدائية والاستشهادية الفلسطينية, كما سقطت امنيا بفعل صواريخ المقاومة التي استباحتها تماما, وازالت أي حصانة عنها, واصبح استهداف «تل ابيب» لدى المقاومة, اسهل عليهم من شربة الماء, وباتت الملاجئ فيها تفتح للإسرائيليين خوفا من صواريخ المقاومة, الامر الذي انعكس سلبا على سكان المدينة, وجعلهم يتشككون في قدرة حكومتهم على حمايتهم من ضربات المقاومة, وقد فشلت الحكومة في تحقيق الامن الشخصي والجماعي للإسرائيليين, وباتت الازمات الاقتصادية تضرب في العمق الصهيوني بشدة.
تركيبة حكومة نتنياهو المتطرفة تشجع الفلسطينيين على العمليات الفدائية، فحكومة تضم وزير مالية متطرفاً يدعى بتسلئيل سموتريتش, الذي يقول للفلسطينيين بشكل استفزازي وفج حسب صحيفة يسرائيل هيوم العبرية « ليس امامكم الا خيارات ثلاثة اما الموت, واما الرحيل, واما العيش في ظل فاشية «إسرائيل», فهو يعترف بلا أي مواربة أو مداراة, بأن كيانه المجرم هو كيان فاشي ومتطرف, ولا يجد أي غضاضة في ذلك, اما ما يسمى بوزير الامن الداخلي الصهيوني المجرم المتطرف ايتمار بن غفير فقد قدم خطة للحكومة, لحسم الصراع حول المسجد الأقصى المبارك وانهائه تماما وذلك « بإعلان الاقصى انه مقدس يهودي ويتم بناء الهيكل على انقاضه لتحقيق وعد توراتي لليهود بخروج يأجوج ومأجوج وقيام دولة إسرائيل الكبرى وسيادتها للعالم كله, وتسخير كل ما هو ليس يهودي لخدمة إسرائيل واستعباد اليهود للبشر, تخيل ان حكومة يقودها المجرم المتطرف بنيامين نتنياهو, تضم هكذا شخصيات صهيونية متطرفة وشاذة وارهابية, هل يمكن القبول بها والتعايش معها والبحث عن السلام والتسوية, هذه الحكومة النازية محكوم عليها بالفشل, بالتالي تركيبة هذه الحكومة قد تتغير لأنها غير مريحة لنتنياهو وأدخلته في ازمات جمة, وتعرض للانتقاد الشديد واللاذع من المعارضة الصهيونية, وهو يغامر بمستقبله السياسي, ويراهن على قوة الصهيونية الدينية وتنامي شعبيتها بين الإسرائيليين الى حد كبير, لكنه في نفس الوقت وبعقليته القاصرة, لا ينظر الى تنامي شعبية فصائل المقاومة الفلسطينية, وقدرتها على قيادة الشارع الفلسطيني, وتراجع قوة اللاهثين الى مسار التسوية شعبيا الى حد بعيد, وعدم قدرتهم على التأثير في العقلية الفلسطينية, حتى عناصر الامن التابعين للسلطة باتوا يتمردون على قياداتهم وينفذون عمليات بطولية ضد الاحتلال, ايمانا منهم بأن الفعل المقاوم فقط هو الذي يحقق النصر لشعبهم وليس أي طريق آخر.
وحدة الساحات تتحقق فعليا على الأرض من خلال الفعل الثوري المقاوم, القدس تنتفض في وجه الاحتلال وتدافع عن قداسة المسجد الأقصى المبارك, والضفة تشتعل بالعمليات الفدائية البطولية من نابلس الى جنين الى اريحا الى الاغوار الى الخليل, ومساحة الفعل المقاوم تكبر وتتسع كثيرا في الضفة المحتلة, وغزة تفي بوعدها ولا تترك الفلسطينيين فريسة للاحتلال وتدافع عن الأقصى بالصواريخ التي انهمرت فوق رؤوس المستوطنين في منطقة الغلاف الحدودي, صحيح انها تتعرض للقصف اليومي من سلاح الجو الصهيوني, لكن صوت الصواريخ الصهيونية وصور الدمار توقظها للرد وتأجيج المعركة في وجه الاحتلال, اما الجبهة الشمالية حيث لبنان المقاومة والصمود, فلم يتخل عن واجبه, ودافع عن الشعب الفلسطيني ومقدساته فانهمرت عشرات الصواريخ على منطقة الجليل لتؤكد وحدة ساحات المواجهة ضد الاحتلال, الامر الذي اربك «إسرائيل» فتباينت مواقفها في كيفية الرد على القصف بالصواريخ من الأراضي اللبنانية, وخلصت في النهاية الى عدم قدرتها على الدخول في معركة قد يقودها حزب الله بقدراته العسكرية التي تؤرق الاحتلال الصهيوني وتقض مضجعه, ثم كانت هبة أهلنا في الأراضي المحتلة عام 1948, حيث انتفضت حيفا وام الفحم وكفر قاسم والناصرة ومدن أخرى في وجه الاحتلال, دفاعا عن المسجد الأقصى المبارك.
ونصرة لأهلنا في القدس، وتوج الفعل المقاوم بعملية دهس نفذها الشهيد البطل يوسف أحمد أبو جابر من مدينة كفر قاسم بالداخل المحتل، لتتجسد وحدة الساحات بأسمى معانيها وصورها, وتتجلى الشجاعة الفلسطينية بأبهى صورها في مواجهة الاحتلال المدجج بالسلاح من النقطة صفر.
التعليقات : 0