يكتبه رئيس التحرير / أ. خالد صادق
في مخيم عقبة جبر بمحافظة اريحا كانت وحدات صهيونية تحاول التسلل الى داخل المخيم لاعتقال "مطلوبين" فلسطينيين للاحتلال,, لكن فتية فلسطينيين جابهوا تلك والوحدات الصهيونية بالحجارة, ومنعوهم من التوغل داخل المخيم, فكانت الحصيلة طفل فلسطيني استشهد برصاص الاحتلال الصهيوني الذي استدعى قوات معززة لتأمين عملية الانسحاب من المخيم واصابة أربعة اخرين بجراح, الشهيد الفتى محمد فايز بلهان استشهد وهو يحمل حجرا بين يدية يحاول ان يدفع به الموت الذي يحيط به من كل جانب, والغاز السام الذي اطلق بكثافة تجاه الفتية الفلسطينيين حاملي الحجارة كاد ان يخنقهم, ويفتك بهم لولا مساعدة الأهالي لهم, كانت الرصاصة تسبق صرخة محمد وصيحته في وجه المحتلين اخرجوا من مخيمنا أيها الغزاة, لا مكان لكم على ارض المخيم, ولن نسمح لكم بدنيس تلك الأرض الطاهرة, وعلى المقلب الاخر كان الفلسطينيين في بلدة بيتا جنوب نابلس يتصدون لقطعان المستوطنين الصهاينة الذين وصلوا الى منطقة جبل أبو صبيح لإعادة تشريع وبناء بؤرة افيتار العشوائية, والتي ازالها الفلسطينيين بالنضال والتضحيات والارباك الليلي على مدار سنوات طوال, تصدى الفلسطينيين لقطعان المستوطنين الذين غزو المنطقة بسبعة وزراء وأعضاء كنيست صهاينة على رأسهم الصهيوني المجرم المتطرف بتسلئيل سموتريتش وزير المالية الصهيوني, والمجرم المتطرف ايتما بن غفير وزير الامن الداخلي الصهيوني, والهدف من انفاذ هذه المسيرة يتلخص في رفع معنويات المستوطنين الذين فقدوا الثقة تماما في حكومة الصهيونية الدينية, وعلموا انهم كانوا يتعرضون للخداع بالكلمات البراقة على لسان المتحدثين من غلاة المستوطنين أمثال سموتريتش وبن غفير وغيرهم, فالواقع شيء وما وعدوا به شيء اخر, لذلك جاءت جبل مسيرة أبو صبيح لإعادة تفعيل بؤرة افيتار لرفع المعنويات وتصدير الصورة ليس اكثر.
وحدة الساحات تتحقق, ودائرة المواجهة مع الاحتلال تتسع, الخليل كانت حاضرة في المشهد بقوة, وقرية عزون بقلقيلية قدمت شهيد وسطرت ملحمة في المواجهة مع الاحتلال الصهيوني, ورام الله ببلداتها وقراها لا تهدأ ولا تخفت ثورتها في وجه الاحتلال الصهيوني, وهناك ملحمة سطرها أهلنا في رام الله وهم يتصدون لقطعان المستوطنين الذين حاولوا دخول رام الله وبلداتها لارتكاب جريمة قتل وحرق وابادة للفلسطينيين, فخرج اليهم الأهالي بالحجارة والاطارات المشتعلة والمقاليع ليحبطوا عمليات التسلل لبلدات المحافظة, بينما القدس تخطف القلوب وتدير دفة المعركة بأولئك الابطال المعتكفين بالمصلى المرواني بالمسجد الأقصى, والمرابطين داخلة, لتصبح صرخة المرابطة خديجة خويص في وجه مستوطن صهيوني مقتحم للأقصى تساوى قذيفة مدفع تنطلق من اعتي جيش عربي يتصدى للاحتلال, رغم ان المدافع العربية لا تنطلق في وجه "إسرائيل" انما تنطلق فقط لإعلان موعد الإفطار في شهر رمضان, خديجة خويص لا يضاهيها لواء ولا عميد ولا ميجر جنرال في أي جيش عربي, بشجاعتها وقوتها وارادتها وصمودها في وجه الاحتلال, فهي بصيحة الله اكبر تزلزل اركان هذا الكيان الصهيوني المسخ , وتفشل مخططاته العدوانية في واطماعه في المسجد الأقصى, اما مدينة حيفا وام الفحم وكفر كنا وقرى النقب, وفي سخنين وشفا عمرو ويافا والناصرة، فقد وقف أهلها على الجبل لحماية المقاتلين وليحرسوا وطنهم, ويفتدوه بأرواحهم وفلذات اكبادهم, جاءت الثورة هذه المرة من هناك حيث كفر قاسم التي لا تنسى ولن تنسى شهداء "المجزرة" فانتفضت نصرة للمسجد الأقصى والقدس, اعتقالات في صفوف أهلنا في الأراضي المحتلة عام 48م لكن هذه الاعتقالات لم تنجح في كسر الإرادة, ولم تفت في عضد الفلسطينيين, بل زادتهم إصرارا على المواجهة, لان الأقصى خط احمر ولا يمكن التهاون بحقة وهم الصف الأول في الدفاع عن الاقصى.
لكأن كلمات الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين القائد زياد النخالة جاءت في سياقها الطبيعي وهو يخاطب الشعب الفلسطيني قائلا "إن تهديدات العدو لن تخيفنا بل تجعلنا أكثر قوة وأكثر تماسكًا, مضيفا فلتكن المقاومة صفًا واحدًا في مواجهة أي عدوان, وأوعز القائد النخالة، للمقاتلين الأبطال في كافة أماكن تواجدهم أن يكونوا على أهبة الاستعداد للرد على أي عدوان", لقد كان القائد النخالة يرد على تهديدات قادة الاحتلال بثقة ويقين, حيث كان رئيس وزراء الاحتلال الصهيوني بنيامين نتنياهو، يهدد بإن حكومته ستجلب ثمنًا باهظًا من "أعدائها" بعد إطلاق الصواريخ الأخيرة من غزة ولبنان والجولان, مهدد ومتوعدا بالقول سوف نشل أعداؤنا وسيدفعون ثمن كل عمل عدواني, وتابع المجرم نتنياهو قائلا "الخلاف الداخلي في إسرائيل لن يمنعنا من العمل ضد أعدائنا وتوجيه ضربات لهم في أي مكان وفي أي وقت، ومتى اقتضت الضرورة، فنحن جميعًا بلا استثناء متحدون في هذا الأمر", انها محاولات لإنقاذ ما يمكن إنقاذه, فالحكومة الصهيونية لم تحقق أي انجاز والأزمات تلاحقها من كل مكان, ومحاولة البحث عن صورة نصر يسوقها نتنياهو على الإسرائيليين ستبقى قائمة, لذلك سيبقى نتنياهو يقامر, وينتقل من مشهد دموي لمشهد دموي اخر, يحاول ترميم صورة جيشه الموصوم بانه لا يقهر, لكنه في نفس الوقت يدرك انه ليس هناك معركة سهلة يمكن ان تحقق له صورة نصر ولو "زائفة", فكل المعارك التي يقودها نتنياهو فيها مقامرة كبيرة, لذلك ستبقى كل خطواته مرتبكة وفاشلة, ومن هنا جاءت توصية امين عام الجهاد الإسلامي القائد زياد النخال ان تبقى المقاومة صفًا واحدًا في مواجهة أي عدوان على شعبنا.
التعليقات : 0