رأي الاستقلال(2785)

شهر رمضان يشهد المزيد من الفعل الفلسطيني المقاوم

شهر رمضان يشهد المزيد من الفعل الفلسطيني المقاوم
رأي الاستقلال

بقلم رئيس التحرير / أ. خالد صادق

بمزيد من الفعل المقاوم, يودع الشعب الفلسطيني شهر رمضان المعظم, شهر الانتصارات والفتوحات الإسلامية, اكثر من 280 الف مصلٍ احيوا ليلة القدر في باحات المسجد الأقصى المبارك, متخطين كل الحواجز العسكرية والقيود التي فرضها الاحتلال الصهيوني, هذا العدد من المصلين داخل باحات المسجد الأقصى المبارك, ارعب الاحتلال, وجعله يدرك ان المسجد الأقصى غير قابل للتقسيم او الهدم او التغيير, وان الامة العربية والإسلامية لا تفرط ولا تتخلى ولا تساوم على أقصاها, مسؤول في المعارضة الصهيونية قال انه لولا الاقتحامات في الأقصى لاستطاعت «إسرائيل» فرض اجندتها وتمرير مخططاتها لكن الأقصى يوحد المسلمين ويفجر المعارك بوجه «إسرائيل», الأقصى عنوان عريض لمقاومة شعبنا الفلسطيني للاحتلال الصهيوني, خلال الساعات الأخيرة فقط, أي في غضون اقل من 24 ساعة, أُصيب شاب مقدسي بجراح وصفت بالخطيرة برصاص جنود الاحتلال «الإسرائيلي»، في حي «نيفي يعقوب» في مدينة القدس المحتلة. وذكرت مصادر محلية، بأن أحد جنود الاحتلال أطلق النار تجاه شاب مقدسي، بذريعة أنه كان يحاول إشعال النار في إحدى مركبات المستوطنين في الحي الاستيطاني «نفي يعقوب» بمدينة القدس. كما أصيبت فتاة فلسطينية، برصاص قوات الاحتلال الصهيوني قرب مفرق «عتصيون» شمالي مدينة الخليل بزعم محاولتها تنفيذ عملية طعن. ووصفت حالة الفتاة المصابة بإطلاق النار قرب «غوش عتصيون» بالخطيرة. كما أعلنت وسائل إعلام عبرية، صباح أمس الثلاثاء، عن إصابة مستوطنين إثر تعرضهما لعملية إطلاق نار في حي الشيخ جراح بالقدس المحتلة. وأوضحت القناة الـ 13 العبرية، أن منفذ العملية تمكن من الانسحاب من المكان، عقب قيامه بتنفيذ عملية إطلاق النار من سلاح كارلو. واستنفرت شرطة وجيش الاحتلال في مكان عملية إطلاق النار في حي الشيخ جراح، ووصفت إصابة أحد المستوطنين بالمتوسطة، وطلب الاحتلال من المستوطنين في الحي إغلاق المنازل وعدم الخروج منها عقب العملية.

 

ظاهرة تنفيذ العمليات الفدائية ضد جنود الاحتلال وقطعان مستوطنيه تقلق الاحتلال بشدة، ولها دلالات عديدة يعمل لها الاحتلال الصهيوني ألف حساب.

 

 أولها: سهولة الوصول الى الأهداف لتنفيذ العمليات الهجومية ضد جنود الاحتلال وقطعان مستوطنيه.

 

 ثانيها: اريحية كبيرة في تنفيذ العمليات حيث يقوم المنفذ بالعملية الفدائية وينسحب من المكان بسهولة.

 

 ثالثها: حالة الرعب المتزايدة التي يعاني منها الجنود وقطعان المستوطنين المدججين بشتى أنواع السلاح لكنهم لا يستطيعون الدفاع عن أنفسهم، نتيجة الرعب والفزع والخوف الذي يصيبهم وقت الهجوم وتنفيذ العملية.

 

 رابعا: ضعف المنظومة الأمنية الصهيونية التي باتت تخفق كثيرا ولا تستطيع الحد من العمليات الفدائية التي ينفذها الفلسطينيون، وتتسع مساحتها من مكان لآخر وفقدان القدرة على حصرها او انهائها او الحد منها.

 

 خامسا: عدم الاعتماد على التنسيق والتعاون الأمني بين أجهزة امن السلطة والاحتلال الصهيوني, لان السلطة حسب وجهة نظر «إسرائيل» غير قادرة على التحكم في الشارع الفلسطيني والسيطرة عليه, خاصة في الضفة الغربية المحتلة, فرغم تلبية السلطة لكل مطالب «إسرائيل» بملاحقة المقاومين واعتقالهم, وتقديم معلومات عنهم للاحتلال, الا ان «إسرائيل» غير راضية عن أداء السلطة تماما, وتصف أداءها بالهزيل والباهت, وانها في اضعف حالتها وباتت منبوذة من الفلسطينيين, بعد ان تراجعت شعبيتها الى حد كبير في الشارع الفلسطيني, ولا تمثل بالنسبة للفلسطينيين اكثر من بنك لضخ الأموال, او حسب تعريفهم مجرد «صراف الي».   

 

سادسا: تطور أداء المقاومة العسكري، خاصة في جنين ونابلس، وتزايد عدد المنتسبين لكتائب المقاومة في الضفة المحتلة، واتساع رقعة المواجهة مع الاحتلال الصهيوني، وتنوع الأساليب والوسائل القتالية المستخدمة في العمليات الفدائية، سواء بسكين المطبخ، او المسدس، او السلاح الرشاش وقنابل المولوتوف الحارقة.

 

سابعا: لم يعد الاحتلال يعرف من اين ستأتيه الضربة القادمة، فالمقاومة أصبحت ثقافة سائدة بين كل شرائح مجتمعنا الفلسطيني, فالشاب يقاوم والفتى يقاوم والفتاة تقاوم والشيخ يقاوم, فرسوخ فكر المقاومة في اذهان الفلسطينيين هو الذي يؤدي الى هذه الممارسة لها من كل الشرائح المجتمعية, واجرام الاحتلال ومجازره البشعة وعدوانه على الأقصى والمقدسات, يفاقم من حالة الحنق من فعل الاحتلال, ويدفع باتجاه الانتقام منه, وتدفيعه ثمن جرائمه, من خلال تأجيج واشعال الفعل المقاوم في وجهه, ومشاغلته باستمرار بالعمليات البطولية. 

 

عملية الشيخ جراح بالأمس هي استمرار لمقاومة شعبنا لهذا الاحتلال المجرم ورد طبيعي على جرائمه المستمرة بحق شعبنا ومقدساتنا، والشعب الفلسطيني ومقاومته سيبقى متمسكا بحقه في الدفاع عن وجوده وأرضه ومقدساته في وجه الاحتلال الذي يستبيح الدماء والمقدسات مهما فعل الاحتلال، ومهما ارتكب من جرائم بحق شعبنا، فالدم يطلب الدم، والدم قانون المرحلة، طالما بقي الاحتلال يستبيح دمائنا وينتهك حرمة مقدساتنا. 

 

التعليقات : 0

إضافة تعليق