2977

سياسة ترامب نتنياهو كالطحن في الهواء

سياسة ترامب نتنياهو كالطحن في الهواء
رأي الاستقلال

كتب رئيس التحرير خالد صادق
لقاء رئيس الوزراء الصهيوني المجرم بنيامين نتنياهو برئيس الإدارة الامريكية دونالد ترامب يأتي في إطار استكمال نتائج العدوان الصهيوني وحرب الابادة الجماعية التي شنها الاحتلال على قطاع غزة وتحقيق انجاز واضح "لإسرائيل" يمكن لنتنياهو ان يسوقه كانتصار على المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، وتحقيق اهداف العدوان التي أعلن عنها بنيامين نتنياهو منذ بداية حرب الإبادة على قطاع غزة. والسيناريو لم يكن ليكتمل ويرضي نتنياهو وحكومته الا بفرمانات مدوية لترامب تعيد "لإسرائيل" ماء وجهها، وتقنعها ان الخسائر التي تكبدتها على المستوى البشري واللوجستي لم تذهب هدرا وادت الى نتائج ترضي "إسرائيل", نتنياهو وترامب يبحثان عن مكسب لإسرائيل, وهما يخططان لسياسة التهجير القسرى لسكان قطاع غزة, بحجة ان القطاع لا يصلح للعيش والسكن فيه, وكأن "إسرائيل" التي ابادت, وامريكا التي مولت هذه الإبادة بكافة وسائل القتال المحرمة دوليا بريئان مما حدث ويشفقان بإنسانيتهما المفرطة على سكان قطاع غزة, ويريدان ان يبحثا لهم عن عيش كريم خارج حدود الوطن, وهما كمن يطحن في الهواء والماء, لانهما لم يقنعا اصغر طفل فلسطيني بصدق نواياهما, لذلك بلا ادنى شك سيفشل مخطط التهجير كما فشلت كل اهداف العدوان التي اعلن عنها نتنياهو منذ بداية الحرب على غزة, حتى وان كان ترامب يهدد ويتوعد وينذر ويلوح فكل هذا لا يقنع الفلسطيني بالهجرة.
مشهد عودة اكثر من نصف مليون فلسطيني من جنوب قطاع غزة الى مدينة غزة والشمال, يدلل عمق انتماء الشعب الفلسطيني لأرضه وتمسكه بها حتى وان كانت صحراء قاحلة, فالفلسطيني الذي عاد وهو يكبر ويهلل الى شمالي القطاع يظهر انتماءه الحقيقي لهذه الأرض وتمسكه بها بكل قوة مهما كان الثمن, نتنياهو يعتقد ان ترامب قادر على تحقيق نصر كبير لإسرائيل من خلال عدة أمور, منها اجبار الفلسطينيين في قطاع غزة على الهجرة لسيناء, واجبار الفلسطينيين في الضفة على الهجرة للأردن, وتوسيع رقعة إسرائيل الجغرافية التي وعد بها ترامب عندما قال ان إسرائيل حدودها صغيرة ويجب توسيعها, الامر الاخر ان نتنياهو يطمع في تطبيع مع دول الخليج وتحديدا المملكة العربية السعودية وهذا لن يأتي الا بضغط ترامب وتطبيق ما تسمى بصفقة القرن, كما يأمل نتنياهو بتجريد المقاومة من سلاحها, ومنع حماس من العودة لإدارة قطاع غزة, كي يضمن امن المستوطنين وتحديدا فيما تسمى بمنطقة الغلاف الحدودي, ويعتبر نتنياهو ان هذه اكبر فرصة مواتية لضرب ايران وشن عدوان عسكري عليها, بعد ان فقدت محور المقاومة في المنطقة حسب زعمه, وأصبحت بلا اذرع طويلة, والحقيقة ان ترامب يتعامل مع كافه هذه الأمور بقناعة كبيرة, وإصرار على تحقيقها, ولكنه لا يدرك توابع مثل هذه القضايا الشائكة التي قد تزلزل المنطقة والعالم كله اذا ما استجابت الإدارة الامريكية لمطالب "إسرائيل".
القضية الفلسطينية تتعرض للتصفية وتواجه اخطر مراحلها, والامر يتطلب جهدا فلسطينيا وعربيا واسلاميا كبيرا لمواجهة مخططات نتنياهو ترامب, كما ان احرار العالم ودول صديقة أعربت عن استنكارها ورفضها لسياسة ترامب الداعية لتهجير الفلسطينيين, ولتصفية القضية الفلسطينية والالتفاف على قرارات الشرعية الدولية التي تخص القضية الفلسطينية, ترامب يسعى لتوسيع الحدود الجغرافية "لإسرائيل" ليس في الأراضي الفلسطينية فحسب, انما يتطلع الى دول الطوق فإسرائيل احتلت أجزاء من سوريا ولبنان, وتسعى لتهجير الفلسطينيين الى سيناء المصرية, كي تتوسع في غزة, والكل مطالب بالتصدي لهذه السياسات العنجهية, فصفقة القرن التي يحلم بها ترامب ويسعى لتحقيقها, ستتحقق اذا ما تخلى العرب عن دورهم في مجابهة المخطط الصهيوامريكي, والمجابهة العربية تبدأ من حدود التهجير القسري لقطاع غزة, وتحويله الى منطقة غير صالحة للحياة, وقد تظاهر مئات المصريين قبالة معبر رفح من الجانب المصري لرفض مخطط التهجير القسري لسكان قطاع غزة, وهذا يعني وعي وادراك لخطورة التهجير, وتأثيره على المنطقة برمتها, وصلابة الجبهة الداخلية في قطاع غزة وافشال مخطط التهجير يأتي من خلال صلابة الموقف الرسمي لمصر والأردن, ورفضهم لسياسة التهجير, ونحن على يقين ان مصر والأردن سيجابهان سياسة الاحتلال والضغوط الامريكية, وسيظل نتنياهو وترامب يديران الرحى ظنا منهما ان بإمكانهما طحن الماء والهواء.

التعليقات : 0

إضافة تعليق