هل انتهت مهلة ترامب لنتنياهو؟

هل انتهت مهلة ترامب لنتنياهو؟
رأي الاستقلال

كتب رئيس التحرير: خالد صادق

خلال الزيارة الاخيرة لرئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو للولايات المتحدة تحدثت وسائل اعلام مختلفة ان الرئيس الامريكي دونالد ترامب منح بنيامين نتنياهو مهلة من اسبوعين الى ثلاثة اسابيع من اجل انهاء حربه على غزة تمهيدا لزيارته المرتقبة الى المنطقة السعودية وقطر والامارات واعادة احياء ما تسمى بصفقة القرن والتطبيع بين المملكة العربية السعودية واسرائيل والحقيقة ان هذه لم تكن تصريحات رسمية بمنح مهلة لنتنياهو من اسبوعين الى ثلاثة اسابيع لاجل انهاء حربه على غزة اما بحسم الحرب لصالح اسرائيل او التوقيع على تهدئة طويلة للامد مع الفلسطينيين ولكنها كانت تسريبات واجتهادات بنى عليها البعض امالا عريضة ان امريكا اتخذت قرارا بانهاء الحرب على غزة وحتى نفند هذه المزاعم يجب ان نتوقف عن نقاط عديدة منها.
اولا ان هذه ليست سياسة الادارة الامريكية في التعامل مع اسرائيل لان الحرب التي تخوضها اسرائيل في قطاع غزة تخدم اطماع امريكا في المنطقة وتمرير مخططاتها للسيطرة على مقدرات الامة وثرواتها وخيراتها وبالتالي لا يمكن لامريكا ان تضغط على اسرائيل لانهاء الحرب دون تحقيق الاهداف .
ثانيا في اعقاب زيارة نتنياهو لامريكا فتحت الادارة الامريكية مخازنها للاحتلال ليغرف كيفما يشاء من كل انواع الاسلحة ومصنفاتها الحديثة وكان هناك جسر جوي بين الادارة الامريكية اسرائيل محملا بكافة انواع الاسلحة الفتاكة واحدثها حتى تلك الاسلحة المحرمة دوليا اوصلتها الادارة الامريكية لاسرائيل.
ثالثا هناك حرب نفسية ممنهجة صهيونية امريكية مشتركة للعب على وتر انهاء الحرب وعند لحظة التنفيذ يتم التراجع فجاء حتى يصاب الناس بخيبة امل ويضغطوا على المقاومة بانهاء الحرب ووقف نزيف الدم .
رابعا امريكا مواقفها ثابته من اسرائيل لا تتغير بتغير الاشخاص والحكومات واسرائيل متنفذة في اعماق الادارة الامريكية وهى التي توجه سياستها بما يخدم مصالحها فامريكا هى حامي الحمى للكيان الصهيوني المجرم والمدافعه عنه في كل المحافل الدولية ولا تتواني في استخدام حق النقد الفيتو لافشال اي قرار لادانة اسرائيل وتجريمها.
كل ما ذكرناه لا يعني انه لا يوجد خلاف بين الادارة الامريكية ممثلة في ترامب والحكومة الصهيونية ممثلة في نتنياهو لكن الخلافات ليس في المنهج انما في الاسلوب فعدم قدرة نتنياهو على حسم الحرب في غزة يعني بالنسبة للادارة الامريكية الفشل وانه يجب ان يتغير الاسلوب والطريقة وهذه نقطة الخلاف بين الادارة الامريكية وحكومة نتنياهو فامريكا مثلا تسعى لتخليص الاسرى من يد المقاومة في قطاع غزة عبر صفقة تبادل ونتنياهو يرفض ذلك ويصر على تخليص الاسرى بالقوة العسكرية وامريكا ترى في الحصار المفروض على غزة وسلاح التجويع الصهيوني للفلسطينيين انه يشوه صورة اسرائيل في العالم ويضر بعلاقة امريكا بحلفائها ولذلك تطالب باجراء شكلية توحي بأن اسرائيل لا تفرض حصارا على المدنيين في غزة.
كما ان امريكا ترى في انهاء عزلة اسرائيل في المنطقة واقامة علاقات بينية ببين الدول العربية واسرائيل وترسيخ سياسة التطبيع فيه حفاظ على وجود اسرائيل واستقرارها في المنطقة ويخدم مصلحتهما معا.
اذا فالخلاف بينها على طرق الوصول لتحقيق الاهداف وليس في الاهداف فالرهان على الموقف الامريكي لانقاذنا مما نحن فيه هو رهان خاسر امريكا تسعى اليوم لتحييد اليمن ومنعها من اطلاق الصواريخ على اسرائيل لكي توفر غطاءا لاسرائيل لتحقيق النصر المطلق على المقاومة في القطاع وحديث ترامب عن مفاجأة كبرى قبل زيارته للمنطقة هو نوع من الحرب النفسية على الفلسطينيين فلا تراهنوا على الموقف الامريكي ولا تنتظروا شيئا من ترامب ولا تتعلقوا باحبال بالية واهنة لان امريكا شريك مباشر ورئيسي في العدوان على غزة ولن تنحاز يوما للفلسطينيين.

 

التعليقات : 0

إضافة تعليق