من كل هذا القهر ينبعث النصر

من كل هذا القهر ينبعث النصر
رأي الاستقلال

كتب رئيس التحرير: خالد صادق

قساوة المشهد قد تصيبك احيانا بالخوف والذعر والفزع وتسيطر عليك حالة من اليأس والاستسلام للواقع الذي تعيش لكن فجأة يتغير هذا الشعور ويتحول الى ارادة واصرار وعزيمة وامل في رحمة الله عز وجل ان تتحول المحنة الى منحة وان يزول الهم والغم ويعم الامن والامان والسلام والاستقرار والراحة والطمأنينة تخيل انك تعيش كل هذه المأساة بطل تفاصيلها لكنك لا تفقد الامل رغم قساوة حرب الابادة وحجم تلخذلان العربي والاسلامي والمعايير الدولية المنحازة كليا لاسرائيل والدعم الامريكي زالشراكة في معاناة الفلسطينيين وزيادة همومهم واوجاعهم رغم كل ذلك لم تفقد الامل ولم يسكنك اليأس ولم يسيطر عليك الاحباط طويلا مع هذا الخذلان الممنهج والغير مسبوق.
كان مشهد وداع الدكتورة الاء النجار لابنائها التسعة مؤلما الى ابعد الحدود تخيل قساوة المشهد ان يقصف الاحتلال النازي الصهيوني منزلك وفيه الاب والاطفال وانت في عملك تقوم بواجبك نحو شعبك وتداوي جراح الاطفال وتواسيهم وتحنو عليهم ثم فجأة ترى اطفالك التسعة جثامين متفحمة ووالدهم في العناية المركزة واحد اشقائهم جراحه خطيرة اي قلب هذا الذي يتسع لحجم الكارثة واي قدرة لام ان تلملم اطفال اشلاء ابنائها التسعة وتحتضنهم الواحد تلو الاخر انها غزة يا سادة تلك التي صنعت المعجزات وجعلت من فاجعة الخنساء بابنائها الاربعة هينة امام عظم التضحيات التي تقدمها الام الفلسطينية تلك الام التي تشيع ابنائها بصبر ويهدم البيت فوق رأسها واسرتها بصبر وتشرد في الشوارع دون مأوى هى وافراد اسرتها وتحتسب ذلك عند الله عز وجل بصبر وتجوع وتعطش وتمرض دون ان تجد علاجا لمرضها بصبر وتنظر الى الخذلان الذي يأتيها من كل حدب وصوب بصبر وتبقى تعيش على الامل بأن تجظى بحياة كريمة امنة مطمئنة.
اي واقع هذا الذي نعيش واي عالم هذا الذي نحياة واي فراغ هذا الذي يملؤنا ونحن نحتضن الموت نلو الموت ان غزة تعيش عالمها الذي لا يستطيع احد فهمة الا الفلسطيني الذي يعيش تحت نير الاحتلال انه اسوء احتلال عرفه العالم لا قيم ولا اخلاق ولا قوانين ولا اعراف ولا مباديء ولا انسانية انهم قطيع منفلت من الحيوانات الضارية التي تنهش وتاكل وتدمر وتسلب دون ان يعيقها او يعترض سبيلها عارض الكل يهرب من امام هذا الموت المنفلت ويحاول ان ينجو بنفسه الا غزة وحدها تقاوم وتجابهة وتدافع وتثبت صحيح ان خسائرها كبيرة وفاجعتها عظيمة لكنها لا تنكسر وتريد ان تكون جسرا لتعبر عنه اجيال النصر القادمة لا محالة لا تستغربوا من هذا الثبات ومن قوة الارادة والعزيمة لانها كرامات الهية اكبر من ان يستوعبها عقل او يحللها منطق فما يحدث في غزة يبقى صناعة محلية بحتة تخص الغزيين وحدهم الذين يضربون المثل في التضحية والفداء.
شكرا للطبيبة الاء النجار على كل هذا الثبات ومئات الاف الامهات الفلسطينيات اللواتي قدمن تضحيات سيخلدها التاريخ طما خلد الخنساء وهند وحتما لن تضيع كل هذه التضحيات سدى لان الله عز وجل لا يضيع اجر المحسنين واي احسان عظيم هذا الذي تقدمه امهات فلسطين سيبقى الامل يحذونا ولن يفارقنا طالما بقيت ام فلسطينية تنبض عروقها بالحياة ولن يكسرنا كل هذا الخذلان وستبقى الطبيبة الاء النجار بصبرها وثباتها وعزيمتها اقوى من الانكسار انها ارادة النصر التي لن نفارقنا ما حيينا ابدا.

التعليقات : 0

إضافة تعليق