غزة/ الاستقلال
قال المكتب الإعلامي الحكومي صباح اليوم الأحد، إن 22 مواطناً استُشهدوا وأُصيب أكثر من 115 آخرين، في مجزرة جديدة ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق مدنيين جوعى كانوا محتشدين عند مواقع توزيع المساعدات الإنسانية، التي تشرف عليها شركة أمريكية إسرائيلية.
وأوضح المكتب، في بيان أن الحصيلة أولية، والعدد مرشّح للارتفاع.
وأشار إلى أن عدد ضحايا اعتداءات الاحتلال في مواقع المساعدات ارتفع إلى 39 شهيداً وأكثر من 220 جريحاً خلال أقل من أسبوع، في مشهد دموي يعكس طبيعة هذه المواقع كمصائد موت جماعي، لا كنقاط إغاثة إنسانية.
وأكد المكتب أن ما يجري هو استخدام ممنهج وخبيث للمساعدات كأداة حرب، تُستغل لابتزاز المدنيين الجوعى، وحشدهم قسراً في نقاط قتل مكشوفة تُدار وتُراقب من قبل جيش الاحتلال، وتحظى بتمويل وتغطية سياسية من الاحتلال والإدارة الأمريكية، التي تتحمّل المسؤولية الأخلاقية والقانونية الكاملة عن هذه الجرائم.
وأضاف أن الوقائع أثبتت أن "المساعدات عبر المناطق العازلة" مشروع فاشل وخطير، يُستخدم كغطاء لسياسات الاحتلال الأمنية والعسكرية، ويُروّج كذباً على أنه استجابة إنسانية، بينما يغلق الاحتلال المعابر الرسمية ويمنع الإغاثة الحقيقية من الوصول عبر جهات دولية محايدة.
ولفت إلى أن هذه الجريمة، بهذا العدد الكبير من الضحايا يومياً، تُعدّ دليلاً إضافياً على مضيّ الاحتلال في تنفيذ خطة إبادة جماعية ممنهجة، تبدأ بالتجويع وتنتهي بالقتل الجماعي عند نقاط التوزيع، ما يشكّل جريمة حرب مكتملة الأركان بموجب القانون الدولي، وخاصة المادة الثانية من اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية لعام 1948.
وطالب المكتب الأمم المتحدة ومجلس الأمن بتحمّل مسؤولياتهم القانونية والإنسانية، وفتح المعابر الرسمية فوراً دون قيود، لتمكين المنظمات الأممية والدولية من إيصال المساعدات بعيداً عن تدخل الاحتلال أو إشرافه.
كما دعا إلى تشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة على وجه السرعة، لتوثيق هذه المجازر، بما فيها جرائم القتل في مواقع المساعدات، ومحاسبة المسؤولين عنها أمام المحاكم الدولية.
وأعرب عن رفضه القاطع لكل أشكال "المناطق العازلة" أو "الممرات الإنسانية" التي تُقام بإشراف الاحتلال أو بتمويل أمريكي، محذراً من خطورة استمرار هذا النموذج القاتل الذي أثبت أنه فخ للمدنيين الجوعى لا وسيلة للنجاة.
وفي ختام بيانه، حثّ المكتب الإعلامي الدول العربية والإسلامية والدول الحرة على التحرّك العاجل والفعّال لتأمين ممرات إنسانية مستقلة وآمنة بعيداً عن الاحتلال، لإنقاذ ما تبقى من سكان غزة المحاصرين في ظل المجاعة والمجازر المتواصلة.
التعليقات : 0