كتب رئيس التحرير خالد صادق
من يراهنون على تأجيج الخلافات بين الرئيس الامريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو واهمون لان الاهداف بينهما واحدة ومشتركة وربما يكون الخلاف على الوسائل التي تهدف لتحقيق هذه الاهداف وهذا الامر لا يفسد للود قضية وعقلية ترامب تتطابق تماما مع عقلية نتنياهو الدموية فالمصالح والاهداف المشتركة بينهما واحدة وربما يظهر احيانا تباين في المواقف للوصول لهذه الاهداف لكنها لا تصل الى حد الخلاف او القطيعة وسرعان ما تنتهي بتراجع ترامب عن مواقفه لصالح نتنياهو الذي سيخرج ويشيد كالمعتاد بالمواقف الامريكية المنسجمة مع اسرائيل وتفهم ترامب لمطالب نتنياهو لحفظ امن اسرائيل وتقويض اي جهود لتهديد امنها.
نتنياهو ذهب هذه المرة لامريكا وهو يحمل مقترح جديد فيما يخص عمليات تهجير الفلسطينيين فهو وقع اتفاق مع اقليم ارض الصومال للاعتراف المنبادل بينهما في مقابل استيعاب عشرات الاف الفلسطينيين وقد تم ذلك الصيف الماضي خلال زيارة ما يسمى برئيس ارض الصومال سرا الى اسرائيل واستعداده الكامل للتعاون بينهما في كافة المجالات في مقابل الاعتراف بارض الصومال كدولة مستقلة مع وعد باقناع الادارة الامريكية بالاعتراف بها في مقابل استيعاب فلسطينيين في ارض الصومال وربما تحمل زيارة نتنياهو لامريكا طرحا لهذا الامر وضغطا على امريكا للموافقة عليه على اعتبار ان خيار تهجير الفلسطينيين هو خيار امريكي ايضا وكانت المعضلة في عدم ايجاد دولة تستقبل الفلسطينيين على ارضها والان نجح نتنياهو في تحقيق ذلك وهو يضغط على امريكا لانجاح هذه الخطوة ومنح ارض الصومال استقلالا تسعى اليه منذ امد طويل دون ان تحظى باعتراف بها..
نتنياهو الطامح بالفوز بالانتخابات الاسرائيلية القادمة يسعى لتحقيق انجاز فعلي على الارض ليقول انه حقق انتصارا على غزة بعد ان شكك الاسرائيليين انفسهم في تحقيق اي من اهداف العدوان على القطاع وان هناك بعض الانتصارات التكتيكية التي ربما تكون قد تحققت لكنها لا تمثل انتصارا مطلقا على المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة والتي لا زالت تملك سلاحها وادوات المقاومة بيدها ولا زالت تقف على اقدامها وتملي شروطها وتحافظ على تواجدها الاداري في قطاع غزة لذلك يضغط نتنياهو بشدة لخيارين اما العودة للقتال مجددا في قطاع غزة او تجريد المقاومة ممثلة بحركة حماس من سلاحها كي يشعر الاسرائيليين بأن نتنياهو حقق لهم وعده بالقضاء على حماس ووفر لهم الامن والاستقرار المنشود ونتنياهو قال مرارا وتكرارا اننا ندفع اثمانا باهظة في سبيل الوصول لذلك خسائر بشرية في صفوف الجيش واضرار اقتصادية كبيرة وعزلة دولية ايضا ورغم كل ذلك لم يصل بعد ولن يصل مطلقا الى مرحلة القضاء على المقاومة لان المقاومة ثقافة وخيار مزروع في الاجيال وهى ظاهرة غير قابلة للاندثار.
نتنياهو يسعى للتهجير القسري لسكان قطاع غزة ولم تتوقف الة التدمير والخراب دقيقة واحدة عن نسف البيوت وتدمير تلبنى التحتية وقتل كل سبل العيش في قطاع غزة وتحويله الى منطقة غير قابلة للحياة ورغم ذلك يبقى الفلسطيني صامدا ومتمسكا بارضه رافضا اخلائها والهجرة منها فماذا سيفعل نتنياهو وشريكه ترامب في قمتهما المرتقبه فلننتظر لنرى.
نتنياهو وترامب الاهداف والوسائل
رأي الاستقلال


التعليقات : 0