رأي الاستقلال (العدد (2777)
بقلم رئيس التحرير / أ. خالد صادق
تهديدات ما يسمى برئيس الوزراء الصهيوني المجرم بنيامين نتنياهو, إن إسرائيل “تكبد الأنظمة الداعمة للإرهاب ثمناً باهظاً” خارج حدودها, وانه وجيشه نجح في استهداف العديد من «المخربين» تؤكد مخطط التصعيد الدموي الذي ينتهجه نتنياهو وحكومته,
فقد استشهد بالأمس فلسطينيان برصاص الاحتلال الصهيوني خلال اقتحام عدة مناطق في محافظة نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة، ووفق مصادر طبية، فإن الشابين محمد الحلاق ومحمد أبو بكر ارتقيا شهيدين متأثرين بإصابتهما برصاص الاحتلال,
وبارتقاء الشهيدين في نابلس، ارتفعت حصيلة الشهداء منذ مطلع العام الجاري إلى 94 شهيدا فلسطينيا بينهم 17 طفلا وسيدة، وقالت صحيفة هآرتس العبرية،
إن المنظومة الأمنية الإسرائيلية تستعد لسيناريو «حارس الأسوار2»، من خلال عدة إجراءات ستتخذ بعد أن تمت مناقشتها مؤخرًا في أروقة تلك المنظومة, ومن بين ما تم التركيز عليه تعبئة قوات الاحتياط من جيش الاحتلال للتعامل مع أي أحداث غير عادية قد تشهدها المدن المختلطة التي يعيش فيها «العرب» واليهود بمدن ما يسمونه «بالخط الأخضر»,
وتبرر المنظومة الأمنية الصهيونية نشر قوات الاحتياط من جيشها بأن الشرطة ليس لديها ما يكفي من القوة البشرية للتعامل مع الأوضاع، وامام هذه السيناريوهات الخطيرة التي يتحدث عنها الاحتلال الصهيوني، ويأخذ خطوات فعلية لتحقيقها، أكدت حركة المقاومة الإسلامية «حماس على أنّ تصعيد جرائم الاحتلال والاستخفاف بالدم الفلسطيني يستدعي تصعيد الاشتباك مع قوات الاحتلال وقطعان المستوطنين.
وقالت:» لا سبيل للجم الاحتلال إلا بالمقاومة، وشبابنا الثائر متجهزون للرد على الجريمة، ومتأهبون للدفاع عن أهلنا ومسجدنا الأقصى في ظل العدوان المتواصل الذي تقوده قوات الاحتلال وجماعات المستوطنين الإرهابية بحماية وتحريض مباشر وعلني من حكومتهم المتطرفة», وشددت الفصائل الفلسطينية على تصعيد المقاومة، والاشتباك مع الاحتلال في ظل العدوان والجرائم بحق أبناء شعبنا، كوسيلة للجم الاحتلال.
حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين قالت «إن الجريمة النكراء بحق أبناء شعبنا واستمرار انتهاك حرمة شهر رمضان الفضيل، تأكيداً على مدى الرغبة المتوحشة في استباحة الدم ومواصلة العدوان، وإن هذا الدم الطاهر سيشعل مزيداً من أتون المواجهة، وتصعيد المقاومة ثأراً وانتقاماً حتى الحرية والخلاص،
واضافت الحركة «نؤكد استمرار عهدنا بالوفاء لدماء الشهداء ونشيد بمجاهدينا في الميدان الذين تصدوا لعدوان المحتل بكل بسالة، داعين إلى مزيد من الوحدة والتلاحم لرد الهجمة التي تستهدف أرضنا ومقدساتنا»
وقد بات من الواضح ان فصائل المقاومة الفلسطينية تتعامل مع التصعيد الصهيوني على انه تصعيد ممنهج يهدف لتغيير الواقع في القدس والمسجد الأقصى, وان استهداف المقاومين بات سلوكاً يومياً «طبيعياً» تمارسه «إسرائيل» بأريحية كبيرة وبضوء اخضر رسمي امريكي عربي أوروبي, وما اجتماعات العقبة وشرم الشيخ الا تشريع لمثل هذا السلوك الدموي, وتطبيق لسياسة الامر الواقع في المسجد الأقصى المبارك, فلك ان تتخيل ان «إسرائيل» تتفق مع المجتمعين في اجتماع العقبة الأمني على منع الاعتكاف في المسجد الأقصى المبارك, والأردن التي من المفترض انها تمارس وصايتها على الاقصى تقبل بذلك, ويساهم موظفوها في منع المعتكفين من الاعتكاف في الأقصى, والسبب اتاحة الفرصة لقطعان المستوطنين الصهاينة لممارسة طقوسهم التلمودية بحرية كاملة أيام السبت والأحد من كل أسبوع داخل باحات الأقصى المبارك, ما يعني البدء الفعلي للتقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى, وما الصورة التي تم تداولها والترويج لها «إسرائيليا» بإخفاء قبة الصخرة من المشهد الا دليل على نوايا «إسرائيل» التي تضمرها إزاء المسجد الأقصى, وهي تتحين الفرصة لتحقيق ما اسمته بنبؤاتها التلمودية.
يجب ان ندرك ان الضامن الوحيد لبقاء حكومة الصهيونية الدينية بزعامة المجرم بنيامين نتنياهو واذنابه ايتمار بن غفير, وبتسلئيل سموتريتش, بات مرهونا بالإيغال في الدم الفلسطيني الى اقصى حد, فالبديل عن حالة عدم الرضا من الإسرائيليين عن أداء هذه الحكومة النازية, هو الجرائم التي يجب القيام بها لإرضاء المجتمع الصهيوني الموصوم بالولع بالدم النازف, فنتنياهو يهدد الدول التي يطلق عليها اسم «الداعمة للإرهاب» رغم انه وحكومته يمثل الإرهاب نفسه بكل معانيه, ويهدد من اسماهم «بالمطلوبين», ويتوعد أهلنا في الضفة الغربية المحتلة وفي القدس وداخل الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 48 بالويلات, وبالأمس زعم جيش الاحتلال انه اسقط مسيرة تابعة لحماس على حدود قطاع غزة, وانه اسقط مسيرة أخرى شمال فلسطين المحتلة ادعى انها مرسلة من ايران, وهو يسوق لمثل هذه الاخبار كي يقدم مبررات للمجتمع الدولي للقبول بالجرائم التي يرتكبها, وان «إسرائيل» تدافع عن نفسها من اخطار تتعرض لها من «الأعداء» وبالتأكيد المجتمع الدولي والإدارة الامريكية ودول التطبيع العربي تقبل الرواية الإسرائيلية دون ان تتحقق منها, وتقدم كل المبررات للجرائم التي ترتكبها, «فإسرائيل» حسب رؤيتهم وجدت «لتبقى» ولو كان ذلك على حساب الشعوب, وسيادة الدول, ونهب الثروات, انها مرحلة العلو والافساد التي تعيشها «إسرائيل», والتي سيتبعها حتما سقوط واندثار, فما طار طير وارتفع, الا كما طار وقع, والاحتلال واهم ان ظن انه سيبقى جاثما فوق ارضنا الفلسطينية للابد, فمصيره زوال.
التعليقات : 0