رأي الاستقلال(2786)

باقة ورد في العيد لكل حر ومقاوم وصنديد

باقة ورد في العيد لكل حر ومقاوم وصنديد
رأي الاستقلال

بقلم رئيس التحرير /  خالد صادق

يهل علينا عيد الفطر السعيد ببركاته وبهجته وبواعثه التي تبعث الفرحة في النفوس, رغم كل الاحزان والالام التي يعاني منها شعبنا, فالفرحة في العيد عبادة أوصى بها نبينا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم, فعن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: (قدِمَ النبي -صلّى الله عليه وسلّم- ولأهلِ المدينةِ يومانِ يلعبونَ فيهما في الجاهليةِ ، فقال: قدمتُ عليكم ولكمْ يومانِ تلعبونَ فيهما في الجاهليةِ، وقد أبدلكُم اللهُ بهما خيرا منهما: يومٌ النحرِ، ويومُ الفطرِ)، وعن عائشة -رضي الله عنها- قالت: (دَخَلَ أبو بَكْرٍ وعِندِي جَارِيَتَانِ مِن جَوَارِي الأنْصَارِ تُغَنِّيَانِ بما تَقَاوَلَتِ الأنْصَارُ يَومَ بُعَاثَ، قالَتْ: وليسَتَا بمُغَنِّيَتَيْنِ، فَقالَ أبو بَكْرٍ: أمَزَامِيرُ الشَّيْطَانِ في بَيْتِ رَسولِ الله -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- وذلكَ في يَومِ عِيدٍ، فَقالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: يا أبَا بَكْرٍ، إنَّ لِكُلِّ قَوْمٍ عِيدًا وهذا عِيدُنَا). وإنّ إظهار الفرح والسرور في أيام العيد من سنن العيد ولا ينبغي وأد المقصد الشرعي من العيد وتحويله إلى حزن ونواح وأشجان، فالفرح بالعيد لا يعني عدم وجود الأحزان والهموم، بل هو استجابة لأمر الله ورسوله وتحقيق للغاية والمقصد من الأعياد، فقد حثّت الأحاديث السابقة على إظهار الفرح والسرور في العيد، وقد استخلص العلماء مشروعية اللهو المباح في العيد، فالعيد هو يوم فسحة للمسلمين يتغيّر فيه نظام الحياة الذي اعتادوا عليه، فيذهب عنهم الملل والسأم, يقول ابن حجر العسقلاني رحمه الله: «إِظْهَار السُّرُورِ فِي الْأَعْيَادِ مِنْ شِعَارِ الدِّينِ, والعيد في فلسطين له طابع خاص, فالاحتلال الصهيوني يحاول دائما ان ينغص علينا في اعيادنا من خلال قتلنا واعتقال أبنائنا وممارسة سياسة الهدم والتهجير, لكن شعبنا اعتاد على تحدي الاحتلال واغاظته وبث الفرحة في نفوس أطفالنا وزهراتنا وابنائنا, فالله عز وجل يقول في كتابه العزيز وهو اصدق القائلين «مَا كَانَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُم مِّنَ الْأَعْرَابِ أَن يَتَخَلَّفُوا عَن رَّسُولِ اللَّهِ وَلَا يَرْغَبُوا بِأَنفُسِهِمْ عَن نَّفْسِهِ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ لَا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلَا نَصَبٌ وَلَا مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَطَئُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلَا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَّيْلًا إِلَّا كُتِبَ لَهُم بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ إِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ» صدق الله العظيم , فهم يُؤتَونَ تلك الأجورَ؛ لأنَّهم مُحسِنونَ، واللهُ لا يترُكُ إثابةَ مُحسِنٍ في عبادةِ اللهِ، مُحسِنٍ إلى عبادِ اللهِ, فأي فعل يغيظ العدو مهما كان بسيطا له اجر كبير.

 

في عيد الفطر السعيد يقدم شعبنا باقة ورد الى المقاومين الصامدين الصابرين المرابطين, الواقفين على الثغور لحماية الوطن ودحر الأعداء والدفاع عن شعبهم ووطنهم, باقة ورد من جنين لكتائبها المظفرة التي تدافع عن المدينة ومخيمها بكل بسالة وتقدم تضحيات جسام, وباقة ورد لكتيبة نابلس المظفرة, وعرين الأسود الباسلة, والتي ترابط رباط الابطال الميامين الذين يذودون عن ارضهم وشعبهم ببسالة, وباقة ورد لكتيبة عقبة جبر المظفرة والتي اذاقت الاحتلال الويلات, وباقة ورد يقدمها شعبنا الى مجاهدينا في الخليل ورام الله وبيت لحم وطولكرم وقلقيلية, وباقة ورد الى أولئك المرابطين في بيت المقدس, وفي رحاب المسجد الأقصى المبارك, والذين تحدوا الاحتلال على مدار شهر رمضان, ودافعوا عن اقصاهم بصدورهم العارية, واعتكفوا في المسجد الأقصى المبارك رغم انف الاحتلال, واشتبكوا مع جنود الاحتلال وقطعان المستوطنين الصهاينة, الذين دنسوا حرمة المقدسات وداسوا بأقدامهم النجسة المصلى المرواني وقمعوا المعتكفين داخله وفضوا حلقات الذكر والصلوات, فكان لهم المرابطون من أهلنا في القدس, وداخل الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948م بالمرصاد, وباقة ورد يقدمها شعبنا في العيد لأهلنا في ام الفحم وكفر قاسم وسخنين وحيفا والناصرة, والذين انتفضوا دفاعا عن الأقصى والمقدسات الإسلامية واثبتوا انهم لا يتخلون عن شعبهم وقضيتهم مهما حاول الاحتلال, ولن يستطيع العدو الصهيوني ان يسلخهم عن هويتهم الفلسطينية والعربية والإسلامية, وباقة ورد في العيد لأهلنا في مخيمات الشتات في الأردن ولبنان وسوريا, والذين مثلوا حصن امان لقضيتهم, وانها ستبقى في الذاكرة, ولن يتم التخلي عنها, وانهم حاضرون وقت الازمات لانهم جزء من هذا الشعب العظيم, الذي يخوض معاركه للدفاع عن ارضه ومقدساته وهويته وتاريخه, فقد تجسدت وحدة الساحات بأسمى معانيها في شهر رمضان المعظم, الامر الذي اذهل الاحتلال, ووقف مشدوها امام وحدة المشهد الفلسطيني, وقدرة الفلسطينيين على التحرك دفاعا عن ثوابتهم ومقدساتهم بشكل جماعي وموحد, فعدوان الاحتلال يوحدنا والدم يوحدنا والميدان يوحدنا والأزمات توحدنا.

 

 

ونحن نستقبل عيد الفطر السعيد لا يمكن ان ننسى اسرانا البواسل في سجون الاحتلال الصهيوني, عنوان كرامتنا, وصانعي انتصاراتنا, وكاتبي تاريخنا النضالي المجيد ضد الاحتلال الصهيوني, والذين يخوضون معاركهم في وجه الاحتلال الصهيوني ومصلحة السجون, ويدفعون حياتهم ثمنا لعزتهم وكرامتهم وحريتهم, ما ان يخرجوا من معركة ضد السجان, حتى يدخلوا في معركة جديدة, يحاربون بأمعائهم الخاوية, وبجوعهم وعطشهم ومعاناتهم, فشعبنا لا ينسى عطاءهم ويقدم لهم اجمل باقة ورد في عيد الفطر السعيد, وباقة ورد للمجاهد القائد الكبير خضر عدنان الراقد على سرير الموت, يجابه الاحتلال بأمعائه الخاوية لليوم الخامس والسبعين على التوالي ويتمسك بتلابيب الانتصار, ويصر على المضي بمعركته حتى ينتصر على السجان, وباقة ورد للأسير البطل وليد دقة صاحب 37 عاما في الاسر, والذي يعاني من السرطان ويجابه الموت, ويرفض الاحتلال اطلاق سراحه, انها باقات ورد يقدمها شعبكم عنوانها الحرية والكرامة والعزة والاستقلال, فكل عام وانتم بألف خير.   

 

التعليقات : 0

إضافة تعليق