العدد 2791

خضر عدنان وهو يحتضر في أمس الحاجة لشعبه

خضر عدنان وهو يحتضر في أمس الحاجة لشعبه
رأي الاستقلال

قلم/ خالد صادق

اليوم يدخل الشيخ خضر عدنان القيادي البارز في حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين يومه الرابع والثمانين في اضرابه المفتوح عن الطعام في سجون الاحتلال الصهيوني, وهو اليوم اقرب ما يمكن ان يصل الى الشهادة في ظل تعنت الاحتلال ورفض الافراج عنه, والإصرار على تقديمه للمحاكمة بملف ملفق ولا يحمل في طياته الا الكذب والافتراء والزيف الذي اعتاد عليه الاحتلال في مواجهة الاسرى وملاحمهم البطولية, الشيخ خضر عدنان تم نقله الى احدى المستشفيات داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948م, وهو ما يدل على خطورة الوضع الصحي الذي وصل اليه الشيخ, ففي اخر حضور اليه امام المحكمة الصهيونية اغمى عليه مرتين, وقد فجعت اسرته بمشاهدته واغمى على زوجته ام عبد الرحمن بعد ان شاهدت وضع الشيخ خضر الصحي المتردي, والذي وصل الى مرحلة خطيرة جدا وقد يعلن عن استشهادة في اية لحظة, والحقيقة ان الشيخ خضر عدنان يرفض تلقي المدعمات تماما, ويرفض كذلك الخضوع للفحص الطبي على يد السجان الصهيوني, ويرفض أي حلول تنتقص من حقه المشروع في نيل حريته, لان الاحتلال لا يجد لائحة اتهام يقدمها للمحكمة الصهيونية ضد الشيخ خضر عدنان سوى التحريض والمشاركة في فعاليات وطنية والانتماء لتنظيم «إرهابي» الجهاد الإسلامي, وهذه ليست اتهامات فشعبنا الفلسطيني كله منتمِ لتنظيمات, ويشارك في الفعاليات الوطنية, ويجابه سياسة الاحتلال بالكلمة والتحريض مصداقا لقوله تعالى: «وحرض المؤمنين على القتال» فالاحتلال الذي يدعي الحرية والديمقراطية بات يخشى الكلمة, ويعتبرها تحريضا في ظل تنامي ظاهرة المقاومة في الضفة الغربية المحتلة, ففي الأسبوع الماضي فقط, اعترف الاحتلال بوقوع اكثر من مائة وخمس وثلاثين عملية فدائية في الضفة والقدس, الامر الذي جعله يخشى الكلمة, كما يخشى البندقية, ويحاكم على الكلمة كما يحاكم على البندقية.

الاحتلال الصهيوني ادرك ان الشيخ خضر عدنان, استطاع ان يشعل فتيل الثورة في وجهه من خلال تنظيم الفعاليات الوطنية المناوئة لسياساته, ومن خلال لغة التحريض ضده, ومن خلال المشاركة في تشييع الشهداء واستقبال الاسرى المفرج عنهم من السجون الصهيونية, والقاء الخطابات السياسية التي تكشف جرائم الاحتلال وتدعو للتصدي له, واحباط مخططاته ومؤامراته العدوانية, انتقال الشيخ خضر في كل ربوع الضفة من جنين الى نابلس الى الخليل الى بيت لحم الى رام الله, ازعج الاحتلال, فقد زرع الشيخ خضر عدنان ثورة في كل مكان يصل اليه, بلغته الثورية البسيطة, وتبنيه لهموم الناس, ودفاعه عن الاسرى والشهداء والوقوف الى جانب اسرهم, والتصدي لظلم أجهزة امن السلطة, كان المواطنون في كل ربوع الضفة يستقبلون الشيخ خضر عدنان استقبال الابطال, حتى في ظل تحريض أجهزة امن السلطة عليه, والاعتداء الذي تعرض له على أيديهم, واعتقاله اكثر من مرة على يد أجهزة امن السلطة, والاعتداء على زوجته وترويع اطفاله, كل ذلك لم يجعل أبا عبد الرحمن يتراجع قيد انملة عن واجباته الوطنية والدينية, أرادوا ان يكتموا صوته فاطلقوا عليه النار, لكن صوته بقى صداحا ينطق بالحق والكلمة الشجاعة, ويدعو الى الوحدة والتلاحم والتراص لإفشال مخططات الاحتلال, ويغلب المصلحة العامة على المصالح الشخصية, حتى ان الشيخ خضر عدنان لم يتصف يوما بالحزبية والدعوة لتنظيمه الذي ينتمي اليه, بكل كانت دعوته دائما الى الوحدة حول فلسطين كلها من نهرها الى بحرها, بخطاب وطني عام تتبناه كل فصائل المقاومة الفلسطينية, وتردده في ايديولوجياتها الأدبية والحزبية, الامر الذي اكسبه احترام الجميع, وخرج قادة الفصائل السياسيين والعسكريين, في اكثر من مناسبة للإشادة به وبمواقفه الوطنية المسؤولة والدفاع عنه, وتبني دعواته فهو رجل وحدوي وواعٍ ومثقف يدرك ان معركته مع الاحتلال فقط, وليس غيره.

اليوم الشيخ خضر عدنان وهو يحتضر في سجون الاحتلال الصهيوني في امس الحاجة الى شعبه وفصائل العمل الوطني للوقوف الى جانبه, ومساندته في معركته مع السجان, ليس فقط لأجل اطلاق سراحه من سجون الاحتلال, انما لكسر سياسة الاعتقال التعسفي المبني على الباطل والاكاذيب والادعاءات, وهو نهج ينتهجه الاحتلال الصهيوني بشكل دائم وآن الأوان لمواجهته, كما واجه خضر عدنان من قبل سياسة الاعتقال الإداري التعسفية, وخاض خمس إضرابات مفتوحه عن الطعام في سجون الاحتلال, انتهت جميعها بنصره, وهذه هي المعركة الأصعب التي يخوضها الشيخ خضر عدنان, لأنها تدشن لمرحلة جديدة من المعارك مع الاحتلال الصهيوني, وهى رفض الاعتقال التعسفي واسقاطه, وهذه ليست معركة خضر عدنان وحده, انما هي معركة الشعب الفلسطيني كله بفصائله المختلفة, فهل يبقى خضر عدنان فارساً بل جواد, ام سيرفعه شعبه على سواعدهم ويتحدون به عنجهية الاحتلال وصلفه, وهل يبقى جيشه في الضفة المحتلة شعبيا مقتصرا على زوجته واطفاله الأربعة, في مشهد محزن زهم يقفون وحدهم في دوار المنارة ليتضامنوا مع ابيهم, ام سيخرج أبناء شعبنا الصامدون المرابطون الاوفياء للدفاع عنه, والمطالبة بإطلاق سراحه, تحرك كتيبة جنين ونابلس وطولكرم وطوباس وغيرها دفاعا عن خضر عدنان يحتاج الى تحرك شعبي واسع مساند له, وهذا الامر يمكن ان يحدث في أي لحظة, فمن وقف مع نزار بنات وخرج ليدافع عن دمه, سيخرج أيضا ليدافع عن حياة الشيخ خضر عدنان ودمه, لان ثقتنا في شعبنا كبيرة ولن تتزعزع, فهذا شعب معطاء لن يقف مكتوف الايدي امام جريمة الاحتلال بحق خضر عدنان.

التعليقات : 0

إضافة تعليق