قلم/ خالد صادق
في أي عدوان يشنه الاحتلال الصهيوني على الأراضي الفلسطينية او الأراضي العربية, تشرع جرافات الاحتلال الصهيوني التي ترافق الجيش النازي الصهيوني, بتجريف الأراضي واقتلاع الأشجار وحرق المحاصيل الزراعية وتحويلها الى مناطق صحراوية قاحلة, قطاع غزة المليء بأشجار الحمضيات والزيتون والتين الشوكي, فوفق بيان صادر عن وزارة الزراعة في قطاع غزة, بلغت خسائر القطاع الزراعي جراء عدوان إسرائيل على غزة, 204 ملايين دولار, وبيّنت أن «الاحتلال اتبع سياسة التهجير القسري للمزارعين من خلال القصف العشوائي وعدم تمكينهم من الوصول إلى أراضيهم وممارسة أعمالهم الزراعية». وأوضحت الوزارة، أن «الأضرار والخسائر في القطاع الزراعي شملت تلف مئات الدونمات الزراعية من خضار وأشجار نتيجة الاستهداف المباشر أو انقطاع مياه الري على المحاصيل الزراعية خلال فترة العدوان الإسرائيلي». وجددت الوزارة تحذيرها من «كارثة بيئية شمالي قطاع غزة، نتيجة استهداف مباشر لمخازن شركة للمستلزمات الزراعية بكافة أنواعها، كانت تحتوي أسمدة ومبيدات وبلاستيك». وطالبت الوزارة المؤسسات الدولية والحقوقية والمعنية بالبيئة، «بضرورة اتخاذ ما يلزم لمعالجة هذه الكارثة والآثار السلبية المترتبة على الإنسان والبيئة والصحة العامة», في حين قدرت وزارة الزراعة وشبكة المنظمات الاهلية الفلسطينية قيمة الأضرار والخسائر للقطاع الزراعي في قطاع غزة بأكثر من 550 مليون دولار خلال العدوان الصهيوني على قطاع غزة في العام 2014م ونوه تقرير الوزارة الى ان احد اهم نتائج هذه الحرب الهمجية هو نقص حاد في المحاصيل الزراعية المنتجة محليا وارتفاع اسعارها ما يهدد بانعدام الامن الغذائي الذي عانى منه قطاع غزة قبل الحرب حيث اشارت كافة التقارير الى ان نصف سكان القطاع يعانون من انعدام الامن الغذائي, هذه الأمثلة نسوقها للرد على الذين يحاولون تلميع «إسرائيل» والايحاء بانها «دولة حضارية» تعمر الصحراء القاحلة وتحولها الى جنة وتهدف للرخاء والسعة.
تصريحات رئيسة المفوضية الأوروبية، «أورسولا فون دير لاين»، والتي قالت فيها إن «إسرائيل» هي التي «جعلت الصحراء تزهر» في فلسطين، تدل على انحياز اعمى للاحتلال, ودفاع مستميت عن سياسة إسرائيل العنجهية تجاه الشعب الفلسطيني, وتؤكد ان المجتمع الدولي لا يرى الا بعين «إسرائيل» فقط, وان اللهاث وراء هذا المجتمع هو مضيعة للوقت, وتشتيت للجهد, وتوجه في غير محلة, فإسرائيل ازالت القناع الذي كانت تختبئ وراءه, وبدأت تظهر بوجهها الحقيقي امام العالم كله, وتظهر ولعها بإراقة الدم الفلسطيني, والتنصل من كل فرص السلام والتحلل من الاتفاقيات التي اقرها المجتمع الدولي, إسرائيل ازالت القناع الزائف تماما, وبدأت تتحدث بفجاجة ووقاحة منقطعة النظير عن مخططها الهادف الى تهجير الفلسطينيين وتهويد المدن والمقدسات, وزيادة وتسريع وتيرة الاستيطان في الضفة والقدس المحتلة, ما يسمى بوزير المالية الصهيوني بتسلئيل سموتريش رد بوقاحة منقطعة النظير على تصريحات «ودودة» اطلقها وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن بأن على «إسرائيل» وقف البناء الاستيطاني في الضفة، فقال صراحة وبكل وضوح» إن إسرائيل لن تجمد بناء المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية المحتلة، في حين تعهد ما يسمى بوزير الأمن الوطني الصهيوني إيتمار بن غفير، بالمضي قدما في خطط زيادة تصاريح حمل السلاح بمقدار خمسة أمثال ما يحمله المستوطنون من سلاح, وذلك لزيادة نسبة القتل في صفوف الفلسطينيين, وتشجيعهم على القتل لمجرد الشبهة, فهل حكومة تضم بنيامين نتنياهو المجرم الملطخة يداه بدماء الفلسطينيين الأبرياء, وتضم بتسلئيل سموتريتش الصهيوني المتطرف الذي يؤمن بإسرائيل الكبرى من الفرات الى النيل, وايتمار بن غفير الذي يدعو لطرد الفلسطينيين وطرد السلطة من الضفة ويرفع شعار الموت للعرب ويمارس سياسة التهويد والتهجير يمكن ان تكون حكومة تحارب التصحر, وتسعى للازدهار والنمو والإنتاج, انها تصريحات «مسخرة» تدل على شخصية قائلها .
حالة التبجح التي تلبست رئيسة المفوضية الأوروبية اورسولا فون دير لاين استفزت الفلسطينيين بشكل كبير, يقينا ان المجتمع الدولي بكل مؤسساته لا يدافع عن الضعفاء, ولا يتبنى قضاياهم, وان السبيل الوحيد لانتزاع الحقوق من بين انياب الاحتلال هو المقاومة بكل اشكالها وهذا حق مكفول لشعبنا وفق القرارات والقوانين الدولية, في حين دعت شبكة المنظمات الأهلية ومنظمات حقوق الإنسان الفلسطينية كافة مكونات وقطاعات الشعب الفلسطيني إلى مقاطعة احتفالات الاتحاد الأوروبي بيوم أوروبا واللقاءات مع وفود الاتحاد الأوربي طوال شهر مايو 2023 , وذلك احتجاجا على تصريحات رئيسة المفوضية الأوروبية, والتي أنكرت نكبة الشعب الفلسطيني وتشريده من وطنه. كما دعت كافة مكونات وقطاعات الشعب الفلسطيني بالوقوف صفا واحدا برفض هذه التصريحات المتنكرة للحقوق غير القابلة للتصرف للشعب الفلسطيني والتي تضرب بعرض الحائط كل الاتفاقيات وقرارات الشرعية الدولية، واعتبار أن هذه التصريحات أخطر ما صدر إذ إنها تنكر وجود الشعب الفلسطيني من الأساس ولم تأت على ذكر النكبة أو الضحايا الفلسطينيين، وهي تكريس لنظام الأبارتهايد والفصل العنصري والاستعمار الكولونيالي الذي يمارسه الاحتلال الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني, واتفق المجتمعون «بالبدء بسلسلة من الفعاليات رفضا واستنكارا للتصريحات المشينة», فالمجتمع الدولي منحاز كليا «لإسرائيل».
التعليقات : 0