بقلم رئيس التحرير / خالد صادق
طالعلك يا عدوي طالع
من كل بيت وحارة وشارع
بسلاحي وايماني طالع
حربنا حرب الشوارع
طالعلك يا عدوي
طلع البطلان المجاهدان القساميان مهند فالح عبدالله شحادة (26 عاما)، من بلدة عوريف جنوب مدينة نابلس، وخالد مصطفى عبد اللطيف صباح ليزلزلا اركان الكيان الصهيوني الهمجي بعمليتهما البطولية قرب مغتصبة «عيلي» شمال مدينة رام الله بالضفة الغربية المحتلة, تلك العملية التي انتظرها الفلسطينيون, في اعقاب مجزرة الاحتلال الصهيوني في جنين والتي أدت لاستشهاد ثمانية فلسطينيين, واصابة العشرات بجراح, جاءت العملية البطولية لتشفي صدور قوم مؤمنين, وتوقع أربعة قتلى صهاينة وتصيب أربعة اخرين بجراح بعضهم جراحه خطيرة, جاءت العملية البطولية لتضرب نظرية الامن الصهيونية مجددا, وتعصف بأسطورة الجيش الذي زعموا انه لا يقهر, ارتفعت أصوات الغزاة الصهاينة وهم يتلاومون ويتبادلون الاتهامات, ويتراشقون بالكلمات التي تدل على حالة الارتباك التي يعيشها نتنياهو وحكومة الصهيونية الدينية التي تصنع السياسات لبنيامين نتنياهو الذي يجبن امام الصهيونية الدينية, ويتناغم مع مطالبها وافكارها المنحرفة والمتطرفة, لم يبق شيء الا فعله نتنياهو لأجل إرضاء الصهيونية الدينية, وهو يغامر ويعلم انه «ينتحر سياسيا» لكنه لا يملك خيارا اخر, لان ما يسمى بوزير الامن القومي الصهيوني ايتمار بن غفير يحاصره من ناحية, ووزير المالية النازي المتطرف بتسلئيل سموتريتش يحاصره من الناحية الأخرى, صحيح انه لا يقل اجراما عنهما, فتاريخه الدموي يتحدث عنه, لكنه يرتكب أخطاء في غير وقتها, وفي غير محلها, وهو وكيانه سيدفع ثمنها حتما, وانصياعه الاعمى للصهيونية الدينية يؤلب عليه المعارضة الصهيونية, ويؤجج من غضب الشارع الصهيوني الذي يتظاهر ضده لإسقاطه.
كل يوم وفي كل لحظة تثبت المقاومة انها بإرادتها وايمانها المطلق بعدالة قضيتها تستطيع انتزاع النصر من الاحتلال الصهيوني, وتجبره على وقف مخططاته العدوانية, كان التحريض بالأمس في اعقاب عملية عيلي البطولية بشن حملة عسكرية واسعة في الضفة, والقضاء على كتائب المقاومة هناك, وتصفية واعتقال المجاهدين الاطهار, واجتمع الكابينت الصهيوني, وتباينت الآراء واختلف الجمع, وتضاربت التقديرات الأمنية والعسكرية, وارتبك المشهد برمته, ووفقا لمحللين «صهاينة، فإن جيش الاحتلال يتحفظ من ضغوط الحكومة، التي يسيطر المستوطنون عليها، بشن عملية عسكرية واسعة بالضفة، ورجح محللون اسرائيليون، أن جيش الاحتلال لن ينفذ عملية عسكرية واسعة وعميقة في الضفة، بعد ان أظهرت المقاومة قدرات قتالية كبيرة في التصدي لعمليات الاقتحام لمدن الضفة, وأن جيش الاحتلال سينفذ حملة اعتقالات واسعة في صفوف الفلسطينيين وربما يقدم على عملية عسكرية في شمال الضفة، وستكون محدودة «بهدف تهدئة الوضع الميداني مؤقتا» إلى جانب «تهدئة» الدعوات المنفلتة في اليمين، وبضمنه حكومة نتنياهو، الذي يمارس ضغوطا من أجل شن عملية عسكرية كبيرة, «إسرائيل» باتت تخشى من اخفاقاتها المتكررة, وان أي اخفاق لنتنياهو في حملته العسكرية المزمعة في الضفة المحتلة, قد ينهي مستقبله السياسي, ويشدد الخناق عليه, ورغم ذلك نحن لا نستبعد ان تقدم «إسرائيل» على حماقة جديدة بالشروع بعملية عسكرية في الضفة, لإرضاء زعماء الصهيونية الدينية, ولاسترداد هيبة الجيش المفقودة, لذلك مطلوب من المقاومة في الضفة ان تبقى متيقظة, ومطلوب الحذر من عمليات التسلل لوحدات المستعربين الصهاينة, ومطلوب تجسيد وحدة الساحات من خلال تكاملها , وعدم السماح للاحتلال بالاستفراد بساحة على حساب ساحة أخرى, وان يدرك الاحتلال ان غزة ليست بعيدة عما يمكن ان يحدث في الضفة.
الجيش الصهيوني لم ينته بعد في عملية «كاسر الأمواج» التي شرع فيها قبل عامين، والتي أخفق خلالها من التأثير في قدرات المقاومة العسكرية، واليوم ينظر الإسرائيليون الى الضفة على انها تعيش نموذج غزة بكل حذافيره، وانه لن يسمح بتكرار تجربة غزة التي اوجدت فصائل عسكرية كبيرة, لم يستطع الاحتلال الصهيوني النيل منها، رغم العدوان الصهيوني المتكرر على قطاع غزة, كما ان الاحتلال لا يريد ان يشعل مناطق «هادئة» في الضفة من خلال التصعيد اللاهب الذي يؤدي لتأجيج المشاعر, وزيادة عمليات الرد العسكري على جرائم الاحتلال, حسب التقديرات الإسرائيلية, عملية عيلي البطولية القسامية سيتبعها عمليات عسكرية أخرى, والاعتداءات الصهيونية بالأمس في حوارة واحراق بيوت الفلسطينيين ومحاصيلهم الزراعية, سيتبعها رد للجم الاحتلال والتوقف عن هذه الجرائم الممنهجة لقطعان المستوطنين التي ترتكب تحت حراسة الجيش الصهيوني.
التعليقات : 0