رأي الاستقلال (2861)

حلم إسرائيل الكبرى لا زال يراود الإسرائيليين والحاخامات

حلم إسرائيل الكبرى لا زال يراود الإسرائيليين والحاخامات
رأي الاستقلال

بقلم / رئيس التحرير أ. خالد صادق

لطالما حذرنا ولا زلنا نحذر من اطماع «إسرائيل» التوسعية في المنطقة العربية والشرق اوسطية، «إسرائيل» لم ترسَم حدود «دولتها» الجغرافية حتى الآن, لأنها لم تصل لمبتغاها بعد, ولم تتوسع في المنطقة بالشكل الذي يضمن لها ترسيم حدودها وفق التعاليم التوراتية التلمودية, وقد مثل الفلسطينيون خط الدفاع الأول عن شرف الامة وكانوا عامل دفاع صلب عن الأرض العربية التي كانت وستبقى مطمعا للاحتلال الصهيوني, واحبط الفلسطينيون بقتالهم وصمودهم ومقاومتهم المخطط الصهيوني التوسعي في المنطقة, وكونوا جدارا منيعا وكانوا حصنا حصينا لهذه الامة, ودافعوا عنها بكل ما يملكون في الوقت الذي كان زعماء هذه الامة وقادتها يتآمرون على القضية الفلسطينية, ويتاجرون بمعاناة الفلسطينيين, ويتحدثون عن السلام مع «إسرائيل» والتعايش المشترك وما يسمى بحل الدولتين, وقاموا بالتطبيع مع الكيان الصهيوني وإقامة علاقات سياسية وامنية واقتصادية وثقافية مع الاحتلال, حتى انهم قاموا باختراع ديانة مشنركة معه, اسموها الديانة «الابراهيمية» والتي طرحها الرئيس الأمريكي الأسبق دونالد ترامب, والتي تشمل تعاليم التوراة والانجيل والقرآن, وتستند في النهاية الى مرجعية التعاليم التوراتية باعتبارها اقدم الديانات الثلاث, وخرجت ما تسمى «بصفقة القرن» التي فيها التفاف واضح على كل الحقوق الفلسطينية, وتحلل من كل قيود التسوية المفروضة على إسرائيل, فباتت إسرائيل في حل مما يسمى بحل الدولتين, واعتبرت القدس كلها عاصمة موحدة لها, واسقطت خيار حق العودة للاجئين الفلسطينيين, واعتبرت ان وجود السلطة مرهون بمدى تعاونها وتنسيقها الأمني مع الاحتلال, وقدرتها على تنفيذ متطلبات الإسرائيليين, والقبول بما يمنح لها من «امتيازات» من الإسرائيليين, كسلطة تدير الأوضاع المدنية للسكان الفلسطينيين حسب التوصيف الإسرائيلي, لذلك نعود ونقول بوضوح ان الفلسطينيين يمثلون الخط الدفاعي الأول عن الامة, وان المشروع الصهيوني التوسعي لم يسقط ولن يسقط, فإسرائيل لا زالت تسعى لتحقيق حلمها التوسعي وترسيم حدود «دولتها» وفق القواعد التوراتية, رغم انف الزعماء والقادة العرب المستسلمين لإرادة «إسرائيل» والمتمترسين خلف هزائمهم, والمنساقين وراء السياسة الامريكية المنحازة كليا للاحتلال.

 

في درسه الأسبوعي لعدد من طلابه قال الحاخام الصهيوني المتطرف، أليعازر ميلاميد : «إن حدود «إسرائيل» يجب أن تمتد من نهر النيل في مصر إلى الفرات في العراق»، وأضاف «طالما أنه لا يوجد عدد كافٍ من اليهود في أرض إسرائيل، فإن أعداءنا مستمرون في الوجود هناك ويقتلوننا»، زاعما بأن حدود إسرائيل من نهر النيل في مصر حتى الفرات بالعراق، وأنه لم يتم الاستحواذ سوى على المنطقة المحيطة بنهر الأردن في إشارة إلى أرض فلسطين, وأضاف لا يوجد عدد كافٍ من اليهود في أرض «إسرائيل» عموما وفي يهودا والسامرة –بشكل خاص، فكما قيل في التوراة: وإذا لم تترك سكان الأرض أمامك، فليكن أن تتركهم عبيدا في عينيك، حتى لا يحاصروك في الأرض التي تسكن فيها» معتقدات الاحتلال وقادته وحاخاماته قائمة دائما على انكار الاخر, ومنعه من ابسط قواعد الحياة, لذلك يقول الحاخام الصهيوني المتطرف لتلامذته من طلاب ما تسمى بالمعاهد الدينية «إنه بعد أن يتكاثر شعب إسرائيل ويصبح أقوى جسديا وروحيا سيغادر الأعداء، ومن المحتمل أن يكون هناك البعض منهم الذين سينضمون إلينا، ومن ثم يتحولون من الأعداء إلى العشاق. ومن المحتمل أن يكون هناك من سيقاتل ويهزم، وسيكون هناك من يفضل الهجرة إلى دولة أخرى» ويؤدي الحاخامات دورا بارزا في المجتمع الإسرائيلي، ويستمد هؤلاء قوتهم من نصوص تشريعية توراتية رفعت مكانتهم، وأحاطتهم بالقداسة والعصمة، مما جعل لهم مكانة خاصة ومرموقة داخل المجتمع الإسرائيلي, وهم يحددون سياسة الحكومات الصهيونية المتعاقبة, وتتحكم الصهيونية الدينية التي تستند الى التعليمات التوراتية اليوم في سياسات حكومة بنيامين نتنياهو, ويرتبط القرار دائما بمدى رضى وموافقة الوزير الصهيوني المتطرف بتسلائيل سموتريتش وزير المالية, وما يسمى بوزير الامن القومي الصهيوني ايتمار بن غفير, فهما يعتبران حاخامان في حكومة نتنياهو معروفان بمواقفهما المتشددة تجاه الفلسطينيين, ويرفعان شعار الموت للعرب, والعربي الجيد هو العربي الميت, ولا يمكن لهذين الوزيرين المتطرفين ان يسمحا لنتنياهو وحكومته مطلقا بالخروج عن تعاليم التوراة وتطبيقها.

 

على الحكام والزعماء العرب ان يدركوا ان دفاع الفلسطينيين عن ارضهم, واحباط مخططات الاحتلال التوسعية, هو هدف يسعى من خلاله الفلسطيني لإفشال مخططات الاحتلال التوسعية, وبدلا من ان يكافأ الفلسطيني على موقفه هذا, نجده يحاصر, ويتعرض للمؤامرات ويعتقل ويتم التحقيق معه, وكأنه بدفاعه عن امته وارضه العربية يرتكب جريمة نكراء, المطلوب عربيا تعزيز صمود الشعب الفلسطيني من محيطه العربي والإقليمي ليبقى قادرا على مواجهة الاحتلال واحباط مخططاته التوسعية, والمطلوب دعم الفلسطيني سياسيا وعسكريا وتبني القضية الفلسطينية عربيا بشكل كامل, والمطلوب وقف كل اشكال التطبيع مع الاحتلال الصهيوني, لأنه احتلال احلالي توسعي لديه اجندة ومخططات واطماع في المنطقة يسعى لتحقيقها باي ثمن كان, فصراعنا مع الاحتلال الصهيوني هو صراع وجود وليس صراع حدود, فإن ادركنا كعرب هذه الحقيقة, اصبح الخلاص من الاحتلال اقرب, واصبحنا على موعد مع الانتصار الذي يخلص الامة من كل الاخطار المحدقة بها, والتي يحملها المشروع الصهيوني للمنطقة برمتها, ويسعى لتحقيقها باي شكل كان, وهو يستهدف الجميع وليس الفلسطينيين فحسب. 

 

 

التعليقات : 0

إضافة تعليق