الابعاد الحقيقية لحرب الابادة الجماعية

الابعاد الحقيقية لحرب الابادة الجماعية
رأي الاستقلال

رأي الاستقلال العدد (2956)

كتب/ رئيس التحرير خالد صادق

يتساءل البعض عن انجع السبل والوسائل لوقف حرب الابادة الجماعية التي يشنها الاحتلال الصهيوني منذ اكثر من عام على قطاع غزة، ويستغربون من الموقف الامريكي والدولي المتماهي تماما مع تلك الجرائم البشعة التي يرتكبها الاحتلال ضد المدنيين في قطاع غزة، والتي كان اخرها الثلاثاء الماضي باستشهاد نحو مائة وخمسين فلسطينيا في غارة واحدة على عمارة سكنية في بيت لاهيا بمحافظة شمال قطاع غزة، والعالم بقى صامتا لا يرى ولا يسمع ولا يتكلم، حتى بيانات الشجب والاستنكار العربي لتلك المجازر غابت تمأما، لانها قد تغضب الادارة الامريكية وتزعج (اسرائيل)، رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو في خطابه الاخير امام الكنيست في افتتاح الدورة الشتوية قال اننا قمنا بالتطبيع واقامة علاقات مع اربع دول عربية واننا بصدد استكمال هذا المسار التطبيعي، مضيفا ان دولا عربية اسعدها ما قمنا به في غزة ولبنان وقتل يحيى السنوار وحسن نصرالله وان هذا قد اضعف الحركتين وقوض من نفوذهما وقوتهما العسكرية، ونحن هنا لسنا بصدد تحليل هذا الكلام لنتنياهو، انما سقناه لندلل على الابعاد الحقيقية لحرب الابادة الجماعية على قطاع غزة، ولندلل على التقاء الاهداف بأبعادها المختلفة مع قوى الطغيان من اجل هدف واحد وموحد وصريح، يتمثل في عدم انبعاث هذه الامة من جديد.

 

 

وعودة الى خطاب نتنياهو في افتتاح الكنيست الصهيوني لدورته الشتوية قال ان (إسرائيل) تدافع عن مصالح امريكا والغرب في المنطقة وهو بذلك اراد ان يعطي هذا العدوان الاجرامي على قطاع غزة الصفة الدينية، بمعنى ان (اسرائيل) تدافع عن اليهودية والمسيحية خوفا من انبعاث الاسلام من جديد، والذي يمثل انبعاثه هزيمة ل(اسرائيل) وامريكا والغرب الصليبي وسيادة وقيادة وريادة للإسلام وهو صراع حضارات مع انه يرفض ان يطلق مصطلح حضارة على الاسلام ويصفه بالظلامية وان انبعاث الاسلام من جديد يعني زوال الحضارة والسيادة الصليبية واليهودية على حد سواء، وهذا هو العامل المشترك بينهما لمواجهة الخطر الاسلامي، لذلك على العالم وكل قوى الشر فيه ان تغض الطرف عما يحدث من جرائم ومجازر وحرب ابادة ضد الفلسطينيين، لان خروج حماس والمقاومة من هذه الحرب منتصرة يعني بداية النهاية ل(إسرائيل) وحلفائها وامريكا وسيادتها المطلقة على العالم، وقد استخدم نتنياهو اكثر من مرة كلمة ان (اسرائيل) تخوض معركة وجود فاما نحن واما هم، مستدلا بتصريحات قائد كتائب القسام محمد الضيف ابو خالد الذي قال في السابع من اكتوبر الماضي ان حرب التحرير قد بدأت، ليدلل على حقيقة هذا الصراع من وجهة نظره الخاصة، ويتمسك بضرورة استمرار هذه الحرب حتى تحقيق انتصار مطلق ل(اسرائيل).

 

 

واضح ان نتنياهو يستخدم هذه المصطلحات لكي يكسب دول العالم الى جانبه، فلا يكفية مخازن الاسلحة المفتوحة على مصراعيها لدعم (اسرائيل)، ولا يكفيه الحصانة السياسية المتوفرة لها من دول العالم لحمايتها من اي قرارات يمكن ان تقوض من دمويتها في مواجهة الفلسطينيين واللبنانيين، ولا يكفيها حالة الكبت والضغط التي تمارسها حكومات الطغيان على شعوبها لعدم التضامن مع الفلسطينيين، حتى وان كان تضامنا سلميا داخل الجامعات والاماكن المغلقة، لتضحي تلك الدول بديمقراطيتها الزائفة وحرية الرأي والتعبير عندما يتعلق الامر(باسرائيل)، انما تريد ان يقاتل معها العالم في حربها الدموية على غزة ولبنان،  وتروج خطابا خبيثا ومفضوحا انها تقاتل على سبع جبهات، وتحاول ان تجر امريكا لموجهة عسكرية مع ايران، حتى لا تتحمل تبعات عدوانها على الجمهورية الاسلامية الايرانية في حال قررت شن عدوان على ايران، فهى لا تستطيع وحدها مواجهة ايران انما تحتاج الى كل حلفائها لمشاركتها في هذه الحرب المحتملة، لذلك لا تتردد (اسرائيل) في استخدام مصطلحات كبيرة وخطيرة كالصراع بين الحضارات وما اسمته (بمحور الشر) الذي تعني به ايران وحزب الله والمقاومة الفلسطينية في غزة والضفة وعلى رأسها حماس والجهاد الاسلامي، وكذلك سوريا واليمن والعراق.

 

(اسرائيل) ارادت ان تقحم بعض الدول العربية في هذا الانحياز لصالحها عندما قالت ان هناك من الدول العربية من يؤيد (اسرائيل) ويدعمها في حربها على غزة ولبنان وانه قد اسعدها اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الشهيد القاىد يحيى السنوار، والامين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله، وبغض النظر عن حقيقة ما تقول وتروج له فان الموقف الشعبي العربي متضامن تماما مع فلسطين والقضية الفلسطينية ويقينا انه لن يتخلى عن واجباته تجاه القضية الفلسطينية، وسيقى الصراع مشتعلا بين تمام الحق المتمثل في امتنا وشعبنا وتمام الباطل الذي تقوده (اسرائيل) وكل من يتحالف معها، ولا يمكن للباطل ان ينتصر.

 

التعليقات : 0

إضافة تعليق