إبادة بنيامين بلسان عربي مبين

إبادة بنيامين بلسان عربي مبين
رأي الاستقلال

رأي الاستقلال العدد (2957)

يكتبه/ خالد صادق


اكثر من الفي مجزرة ارتكبها الاحتلال الصهيوني في قطاع غزة, حرب إبادة جماعية تمارس ضد شعب اعزل, القتل لا يتوقف عند الضربات العسكرية المميتة, والتي يستخدم فيها الاحتلال الصهيوني قنابل تزن الفي رطل من المتفجرات, وما يسمى بصواريخ يوم القيامة, والأسلحة المحرمة دوليا, بل امتد القتل للتجويع والتعطيش ونشر الامراض والاوبئة بين المواطنين الفلسطينيين في قطاع غزة, ورغم كل هذا الاجرام الغير مسبوق في عصرنا الحديث, والقتل بأبشع اشكاله, الا ان العربي يخشى ان ينطق بلسان عربي مبين, ويفضل ان يبقى صامتا امام كل هذا الاجرام, حتى الشجب والاستنكار والادانة لم تعد تنطق بها تلك الالسن العربية, واصبح الصمت هو سيد الموقف, وهناك من يصنف الصمت عدة أصناف, صمت العاجز الذي لا يقدر على فعل أي شيء, وصمت الخائف الذي يخشى من غضب "إسرائيل" والإدارة الامريكية اذا ما خرج بتصريح استنكاري لما يحدث في قطاع غزة, والنوع الثالث والأخطر هو صمت المتآمر والمتخاذل والمؤيد لسياسة القتل الممنهج التي يرتكبها الاحتلال الصهيوني بحق الفلسطينيين, وهو الامر الذي بدأت تتحدث عنه وسائل اعلام عبرية ودولية بشكل فاضح وتنسب عبارات تأييد لإسرائيل وسياستها الممنهجة بالقتل والابادة الجماعية لزعماء وقادة عرب, وتتحدث ان هناك من الرسميين العرب من اسعده قتل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الشهيد القائد يحيى السنوار أبا إبراهيم, وكذلك قتل امين عام حزب الله سماحة السيد حسن نصرالله أبا هادي, وهناك من ايد مجازر "إسرائيل" في قطاع غزة وطالب باستمرارها على اعتبار ان حركة المقاومة الإسلامية حماس هي التي تدير غزة, وانه يبدي تأييده المطلق لسياسة إسرائيل بالاتصال بقادة الاحتلال وتهنأتهم على نجاحهم في الاغتيال والقتل, وانهم لا يستطيعون التصريح بذلك علانية عبر وسائل الاعلام, لكنهم يؤيدون سياسة القتل الإسرائيلية الممنهجة بحق الفلسطينيين, ويطالبون باستمراريتها وزيادتها حتى كسر حماس "المقاومة الفلسطينية, وكسر حزب الله اللبناني.


رئيس الوزراء الصهيوني المجرم بنيامين نتنياهو, وفي خطابه امام الكنيست الصهيوني بافتتاح الدورة الشتوية تحدث عن أهمية التطبيع مع الدول العربية, وطمأن الإسرائيليين على ان المواقف العربية كلها مؤيدة لإسرائيل وداعمة لها, وان التطبيع مع جل الدول العربية سيتم بعدم حسم الحرب في غزة ولبنان لصالح "إسرائيل" حسب قوله, وبدأت تسريبات تخرج عن ضغوط تمارس على حركة حماس من اجل الموافقة على شروط "إسرائيل" لإنهاء الحرب في غزة بانتصار مطلق واستسلام حماس, وهناك من يقد لإسرائيل الغذاء والخضروات بعد ان منعت تركيا تصدير الخضروات لها, وهناك من يسمح بإدخال الأسلحة المدمرة التي تأتي من أمريكا والدول الغربية الداعمة "لإسرائيل" عسكريا ويسمح بدخولها عبر أراضيه, وهناك من يحرض على استمرار المعركة حتى يتم القضاء على حركة حماس نهائيا على اعتبار انها الرافد الأخير المتبقي من جماعة الاخوان المسلمين, التي باتت هدفا للحكومات العربية يجب انهائه والقضاء عليه تماما, وكل هذا يساعد "إسرائيل" بالاستمرار في معركتها حتى تحقيق أهدافها, ويسمح لها باستخدام كل اشكال القتل والابادة الجماعية دون رقيب او حسيب, فالموقف العربي على المستوى الرسمي والشعبي ليس على قدر الحدث, ولا يمكن ان يتماشى مع حجم الجرائم التي يرتكبها الاحتلال, لقد بات العربي يسمع اعداد الشهداء في قطاع غزة ويمر عليها مر الكرام وكأنها مجرد ارقام لا تعني بالنسبة له شيئا, فما يحدث في شمال قطاع غزة من جرائم على يد الاحتلال الصهيوني سواء بالقتل او الحصار وتجويع الناس وتعطيشهم, وإخراج مستشفيات شمال قطاع غزة عن العمل, واستهدافها واعتقال المرضى والطواقم الطبية لم يعد يعني شيئا بالنسبة للناطق باللسان العربي المبين, وقد شغلته الدنيا بزينتها وزخرفها عن واجبه تجاه شعب يتعرض ليل نهار للإبادة الجماعية, ويظن انه بعيد عن الاستهداف, وان الدور لن يأتي عليه, وانه محصن من القتل والابادة على يد "إسرائيل" وتجده يصم اذانه عما يردده ما يسمى بوزير المالية الصهيوني بتسلئيل سموتريتش ووزير الامن القومي الصهيوني ايتمار بن غفير بقتل العرب والمسلمين.


"إسرائيل" لا تخفي اطماعها بشرق أوسط جديد, تحلم فيه بقيادة المنطقة العربية والتحكم بها وسلب خيراتها, ونهب ثرواتها, وتحويل العرب لعبيد تسخرهم لخدمتها ودعم هذا الكيان لضمان استمراريته لأطول فترة ممكنة, وان لم يستفيق العرب جميعا من سباتهم, سيصحون على واقع جديد تخطط له "إسرائيل" منذ نشأتها, وهى لن تتخلى عن حلمها حتى تحققه, وتعينها على ذلك الإدارة الامريكية ودول غربية, فالمشروع الشرق الاوسطي الجديد متوافق عليه أمريكيا وغربيا واسرائيليا, ولا تخشى "إسرائيل" من الحديث عنه بشكل واضح وعلني, بل انها استجلبت العديد من المواقف العربية المؤيدة لهذا المشروع, تحت مسمى صفقة القرن, ومشروع "ابراهام" واعتبرت الدول العربية ان هذا المشروع سيضمن لهم الاستمرار في الحكم والسيادة على شعوبهم, حتى وان كانت تلك السيادة منقوصة ومرتبطة بجهات خارجية "كإسرائيل" وامريكا وحلفائهم, وقد اصبح فلسطين وشعبها قربانا تقدمه الأنظمة العربية "لإسرائيل" لنيل رضاها وقبولها, وباتت إبادة بنيامين للشعب الفلسطيني, مؤيدة بلسان عربي مبين.

التعليقات : 0

إضافة تعليق