2976

معركة التهجير.. اثبتوا فوق ارضكم

معركة التهجير.. اثبتوا فوق ارضكم
رأي الاستقلال

كتب رئيس التحرير خالد صادق
اخطر ما يواجه الشعب الفلسطيني اليوم هو مخطط التهجير الصهيوامريكي، فبعد تصريحات الرئيس الامريكي دونالد ترامب بدعوة مصر والاردن لاستيعاب مهجرين فلسطينيين، بات مخطط التهجير معلنا واهدافه واضحة، فوقف العدوان الصهيوني على قطاع غزة مرتبط بعدة نقاط كلها تهدف لتهجير الفلسطينيين من الضفة الغربية الى الاردن لتنفيذ مخطط ضم الضفة لاسرائيل بشكل كامل، وتهجير سكان قطاع غزة الى سيناء لإنهاء المقاومة والقضاء عليها تماما، وحالة العجز العربي لوقف مخطط التهجير تشجع اسرائيل والادارة الامريكية على المضي بهذا المخطط الاخطر على القضية الفلسطينية، والذي سيتبعه خطوات عدة تحدد مصير القضية الفلسطينية وتؤثر في منطقة الشرق الاوسط برمتها، فمن الواضح ان قرار التهجير للفلسطينيين في الضفة وغزة متفق عليه بين الطرفين كبداية لتمرير ما تسمى بصفقة القرن، حلم الرئيس الامريكي ترامب الذي يراوده منذ الولاية الرئاسية الاولى له لرئاسة امريكا، والتي طرح خلاالها مخطط تمرير صفقة القرن وحشد لها تأييدا رسميا عربيا طوعا وكرها، لأن العرب باتوا لا يملكون من امرهم شيئا، وهم لا يستطيعون الوقوف في وجه الادارة الامريكية واسرائيل، لأنهم فقدوا كل اشكال القوة بيدهم عندما خسروا شعوبهم، وزادوا الفجوة اتساعا بين الشعوب والحكام، وبالتالي لم يعد لديهم اي اوراق ضغط بايديهم، ولم تعد لديهم اي قدرة لافشال المخطط الصهيو امريكي المفروض قسرا .
اسرائيل وبمخطط ممنهج قتلت فعليا كل اشكال الحياة في قطاع غزة، وحولت قطاع غزة الى كومة من الركام، ومنعت كل محاولات ادخال المعدات اللازمة للدفاع المدني ومواد الاعمار ومنازل الايواء والخيم، واعلن المكتب الاعلامي الحكومي في قطاع غزة ان القطاع اصبح منطقة منكوبة بكل ما في الكلمة من معنى، كما اعلنت حركة حماس ان الاحتلال لم يلتزم بادخال المساعدات اللازمة لاجلاء الشهداء من تحت الانقاض، والمقدر عددهم بنحو اربعة عشر الف شهيد، وادخال المعدات الثقيلة والمواد اللازمة لاعادة الاعمار وفق الاتفاق الموقع مع الاحتلال، وهذا التعنت الصهيوني هو جزء من مخطط التهجير، والادارة الامريكية شريك مباشر في منع ادخال مواد الاعمار والبيوت المتنقلة والخيم لقطاع غزة، العدوان الصهيوني على قطاع غزة يهدف لتهجير الفلسطينيين، ويقضي بمنع حماس من العودة لادارة قطاع غزة، وتجريد المقاومة الفلسطينية من سلاحها، واجلاء عدد كبير من سكان القطاع وتهجيرهم الى الخارج، وهو ما يمثل الانتصار لنتنياهو اذا ما نجحت الادارة الامريكية في تحقيق هذه المطالب. والنشاط السياسي الامريكي المحموم في المنطقة يمثل اوراق ضغط حقيقية على الدول العربية ودول الجوار لتسهيل مهمة الادارة الامريكية في الوصول للاهداف، وتحقيق غايات اسرائيل واهدافها وأظهار أنها خرجت منتصرة في. هذه الحرب، وان المقاومة وحدها تتحمل مسؤولية ما جرى.
مخطط التهجير القسري يتطلب معر كة فلسطينية حقيقية فيها الكثير من المثابرة والقوة والصلابة ، معركة يخوضها الشعب الفلسطيني من خلال تعزيز صموده في وجه الاحتلال وافشال مخطط التهجير، فاولى الخطوات المطلوبة ان يثبت الفلسطينيون الذين انتقلوا من جنوب قطاع غزة الى ارضهم وبيوتهم في غزة والشمال في اماكنهم التي عادوا اليها، وعدم العودة مجددا الى جنوب قطاع غزة بحجة انعدام سبل الحياة في شمال القطاع، او في مدينة غزة، فالاحتلال لا زال يراهن على عدم قدرة الفلسطينيين في غزة والشمال على الصمود والثبات فوق ارضهم ؛ لأنه اعدم كل سبل الحياة هناك، فلا ماء ولا غذاء ولا كهرباء ولا دواء، وكل ذلك لا يتوفر الا بالمعاناة والصبر والتعب، لكنه تحدٍ كبير وجزء من معركة الفلسطيني للثبات فوق ارضه والانتصار في معركة التهجير وافشال هذا المخطط الخطير، فمن لم تجبره الصواريخ والمدافع والقذائف على الهجرة، يمكن ان ينتصر على جوعه وعطشه ومرضه، وان يفشل مخطط التهجير، فلا تخدعنكم تصريحات الادارة الامريكية بان القطاع منطقة لا تصلح للحياة، وانه يجب تهجير الفلسطينيين منه لثلاث او خمس سنوات حتى يعاد بناؤه من جديد، ومن ثم اعادة الفلسطينيين اليه بعد اعادة بنائه وتأهيله، فهذه حيلة تستخدمها الادارة الامريكية بالاتفاق مع اسرائيل، ولن يسمح لمن خرج من ارضه ان يعود اليها من جديد، فاحذروا مخططات الادارة الامريكية للتهجير، واثبتوا في هذه المعركة لافشال المخطط الصهيو امريكي، فلا كرامة للفلسطيني الا فوق ارضه ووطنه وعلى ثرى ترابه.

التعليقات : 0

إضافة تعليق