كتب رئيس التحرير خالد صادق
لا زالت التصريحات الصهيوامريكية تتسارع حول تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، وقد حول الرئيس الامريكي دونالد ترامب ترامب دفة الحديث عن قطاع غزة لصفقة استثمارية تحيل قطاع غزة منطقة سياحية باهرة تستجلب السياح بادارة واشراف امريكي كامل على ( اعادة الاعمار) فغزة حسب ترامب تقع على شاطيء البحر وقد تصبح فلوريدا بعد تهجير سكانها منها، ترامب يطلق تصريحاته هذه وكأنه يقف على حلبة من حلبات المصارعة التي كان يحبها ويختبر فيها قوته الجسدية، اليوم ترامب يقود امريكا من فوق حلبة المصارعة بمنطق القوة والجبروت، وهو لا يرى في غزة ارضٍ يعيش فوقها اكثر من مليوني فلسطيني، ويعتقد واهما انه يستطيع ان يوجه لها الضربات القاضية ليسقطها ارضا، وكأن العدوان الصهيوامريكي على قطاع غزة والذي استمر لاكثر من خمسة عشر شهرا من القتل وسفك الدماء والابادة لم يوصل لترامب ( رامبو) ان غزة غير قابلة للموت وان شعبها يستميت لاجل التمسك بارضه وان فكرة التهجير عنها غير قابلة للتحقيق، حتى وان كان الموت مزروعا في كل زقاق من ازقتها، وفي كل شارع من شوارعها، وفي كل بيت من بيوتها، فهى اشترت الموت من اجل الحياة وبايعتها البطولة فهى لا تعرف الانكسار، ولازمتها الشجاعة لان تضحياتها ليس لها حدود، فقطاع غزة متجذر بارضه وسمائه وفضائه وهوائه في قلوب الغزيين، ولا يمكن لاحد ان ينتزع هذا الشعب من ارضه، فان كان الخيار واحد وهو اما الموت واما التهجير، فان خيار الموت يغلب ولا يمكن لاحد ان يساوم على هجرة الفلسطينيين لارضهم ووطنهم فهذا خط احمر.
وعد بلفور ثانٍ تطلقه هذه المرة الادارة الامريكية برئاسة دونالد ترامب، هو وعد مشؤوم كسابقه لكنه وعد سراب لا يمكن ان يتحقق لأن زمن التهجير ولى الى غير رجعة وترامب يعد الاسرائيليين ويمنيهم، لكنه لا يعدهم الا غرورا، هو تارة يطالب الفلسطينيين بالخروج من قطاع غزة لفترة محدودة حتى إعادة اعمار القطاع وتحويله لمنطقة صالحة للعيش، وتارة اخرى يقول إن القطاع سيتحول الى منطقة سياحية عالمية عندما تتسلمه امريكا وتديره، وتارة يقول انه يريد ان يوسع من ارض اسرائيل على حساب الاراضي الفلسطينية وقد يمتد الامر ليطال الاراضي السورية واللبنانية والاردنية، ويبدو ان هذا الحديث يطرب مسامع نتنياهو الباحث عن النصر في غزة، فيكمل على نفس المنوال ان على السعودية ان تاخذ المهجرين الفلسطينيين عندها فلديها مساحات شاسعة من الاراضي التي يمكن ان تستوعب الفلسطينيين، ثم يتحدث عن سيناء المصرية والاردن لاستيعاب الفلسطينيين لديهم وكان هذا الشعب الفلسطيني ليس له ارض يقيم عليها، وما لا يعرفه نتنياهو وترامب ان الفلسطينيين لو عرض عليهم الهجرة الى مكة وهى اقدس بقعة على وجه الارض فلن يقبلوا ذلك، لانهم هم اصحاب هذه الارض التي يحاول الاحتلال تهجيرهم منها، ان منطق نتنياهو زترامب منطق غريب لا ينسجم مطلقا مع الاحداث التي صاحبت حرب الابادة الجماعية التي شنها الاحتلال الصهيوني على قطاع غزة، فكل ما فعلاه من قتل ودمار وخراب لم يقنع الفلسطينيين بالهجرة، فكيف سيقنعهم منطق الاستعراض الذي يتبناه نتنياهو وترامب ويروجان له بالهجرة من ارضهم ووطنهم.
نتمنى ان يدرك العرب ان اسرائيل وامريكا لا تتطلعان اليهم الا بمنطق ( الاستعمار) ومفاهيم القوة والبغي والطغيان وانهما يسعيان لتكريس التبعية العربية المطلقة لهما، وان يكون العرب ادوات بايديهما، فهما يدركان ان بينهما زبين العرب حواجز وسدود ومسافات بعيدة ولا يمكن ان يلتقيا، لان لكليهما مساراً مختلفاً عن الاخر، لذلك المطلوب على المستوى الشعبي العربي ان ينتفض الشارع العربي برمته في وجه المخطط الصهيو امريكي، وان يتصدى لمخطط التهجير والتوسع الصهيوني في المنطقة، أما على الصعيد الرسمي العربي فمن المقرر ان تعقد قمة عربية طارئة في السابع والعشرين من الشهر الجاري في القاهرة، وهذه القمة عليها اجماع رسمي عربي برفض التهجير وتصفية القضية الفلسطينية، لذلك يجب ان تكون قراراتها حاسمة وجادة ومتقدمة لافشال مخطط التهجير والتصفية والذي يضر ليس بالفلسطينيين فحسب انما بالمنطقة العربية والشرق اوسطية برمتها، وهناك تضامن من الكثير من دول العالم وخاصة الدول الاوروبية مع فلسطين ورفض لمخطط التهجير وتصفية القضية الفلسطينية ويجب استغلال ذلك على المستوى الرسمي العربي بتبني حملة اعلامية ضخمة لفضح مخططات التهجير والتصفية الصيو امريكية، وتبني مشروع اعادة اعمار قطاع غزة باموال عربية ودول شقيقة متضامنة مع القضية الفلسطينية، واستغلال المحافل الدولية لكشف مؤامرة التنصل من تنفيذ قرارات مجلس الامن والامم المتحدة التي تخص القضية الفلسطينية، ووقف كل اشكال التطبيع مع هذا الكيان الصهيوني المجرم، وافشال ما تسمى بصفقة القرن الامريكية، يجب ان يكون العرب موحدين في مواجهة هذا المخطط، وان يفرضوا المزيد من العزلة على الاسراذئيليين.
وعد بلفور الثاني اوهام السراب
![وعد بلفور الثاني اوهام السراب](https://alestqlal.ps/thumb.php?src=./admin-assets/uploads/imgnews/2025/01/01/56612c83d3351c1b51ae52556b3d7e92.jpeg&size=750x400)
رأي الاستقلال
التعليقات : 0