2998

موت من فوقه موت من فوقه ركام

موت من فوقه موت من فوقه ركام
رأي الاستقلال

كتب رئيس التحرير: خالد صادق

اجتماع الكابنت الصهيوني اول من امس الثلاثاء كان على اجندته موضوعان الاول توسيع العملية العسكرية في قطاع غزة واحتلال المزيد من اراضي القطاع في حال اذا لم توافق حماس والمقاومة على شروط الاستسلام الاسرائيلية يعني اضافة موت الى الموت المنبعث من كان مكان وركن وزاوية في قطاع غزة وزير المالية الصهيوني بتسلئيل سموتريتش يقول خلال اجتماع الكابينت انه لا يريد عملية عسكرية في قطاع غزة انما يريد حربا شاملة على القطاع لاحتلاله مجددا والقضاء على حركة حماس وان الاسرى الاسرائيليين لدى المقاومة لم يعودوا اولوية بالنسبة للحكومة والاهم هو القضاء على حماي لضمان عدم تكرار احداث السابع من اكتوبر مجددا بينما رأى ما يسمى برئيس الاركان الصهيوني زامير انه يطلب اعطاء فرصة للمحادثات والعمل على ابرام صفقة والجيش الصهيوني يطالب في حال اتخذ قرار بتوسيع العملية العسكرية في قطاع غزة تجنيد المزيد من قوات الاحتياط لاداء الخدمة العسكرية وزيادة ميزانية الجيش بثلاث مليارات دولار على الاقل بينما رفض سموتريتش وزير المالية اي زيادة ودعا رىيس هيئة الاركان للاستقالة من منصبه.


المسألة الثانية على جدول الاعمال في الكابينت مناقشة ادخال المساعدات الى قطاع غزة وقد رفض الجيش ادخال المساعدات مما اغضب سموتريتش وانقسم اعضاء الكابينت الى مؤيد ومعارض الامر الذي دفع نتنياهو لتأجيل الاجتماع ليوم الخميس مساءا اما عن ادخال المساعدات الانسانية الى قطاع غزة والمقطوعة عن سكان القطاع منذ نحو شهرين فأصبح موضوع مؤجل الى ما لا نهاية والتأجيل ليس اسرائيليا فقط انما امريكيا وعربيا واسلاميا ودوليا وكأن هناك اجماع عالمي على قتل سكان قطاع غزة جوعا وعطشا مع منع الادوية وهدم المستشفيات والعيادات الطبية وكل المستلزمات الطبية فلا يكفي موت الجرحى والمرضى بمنعهم من العلاج في الخارج واغلاق المعابر في وجوههم بل يجب ان يراكم فوق هذا الموت موت اخر اكثر قدرة على حصد الارواح حتى وان كانت ارواح الابرياء المدنيين.


اذا الخيار الوحيد المطروح امام سكان قطاع غزة هو خيار الموت ومن فوق الموت موت ومن فوقه ركام فما يحدث في قطاع غزة لا يمكن وصفه بالمقابل لا يمكن وصف الخذلان العربي والاسلامي لقطاع غزة وكأن الكل اجمع على قتلنا بكل وسائل وادوات القتل حتى السلطة الفلسطينية بقيت صامتة امام هذه الجرائم ولا تحرك ساكنا وليس لديها خطة لمواجهة هذا القتل في غزة حتى من خلال ادوات دبلوماسية او اعلامية واصبح العجز صفة ملازمة للسلطة التي باتت تخشى ردات فعل الاحتلال الصهيوني علي اي من خطواتها السياسية ورأت ان الصمت هو الانسب بالنسبة لها كي تحافظ على وجودها وهى تستعد لمعركة اختيار نائبا للرئيس من خلال اجتماع للمجلس المركزي الذي لم يجتمع من اجل حرب الابادة في قطاع غزة ولم يضع خطة اعلامية او دبلوماسية لفضح جرائم الاحتلال.


عندما يصبح الموت جزءا من حياة الفلسطيني ويعلم انه لا مفر منه وتنعدم الخيارات امامه فانه سيتساوى لديه الموت بالحياة والغزيين اصبحوا اليوم يواجهون مصيرهم المحتوم بكل صبر وثبات لكن ما يؤلمهم حقا هو حجم الخذلان الذي بلغ ذروته في ظل الصمت على حجم القتل والخراب والدمار الذي يصيبهم فلا تكاد تمر ساعة دون مجزرة تحدث في قطاع غزة اما المجزرة الاكبر فهى قادمة لا محالة مجزرة التجويع والتعطيش ومنع العلاج وقصف المستشفيات والابادة الجماعية نحن نموت بصمت فلا تنزعجوا من موتنا الصامت واستمروا في نومكم العميق ايها العرب والمسلمين كما قال فيكم الشاعر .. ناموا ولا تستيقظوا .. ما فاز الا النوم

التعليقات : 0

إضافة تعليق