تعددت الأسباب والموت واحد

تعددت الأسباب والموت واحد
رأي الاستقلال

كتب رئيس التحرير خالد صادق : 

لا تنادي غزة على احد لنصرتها او الدفاع عنها او اسكات جوعها لكن الامة كلها تسمع انينها وترى باعينها ما لا يخطر على بال او يستسيغه عقل او يتصوره منطق لقد بلغ الخذلان منتهاه ووصلت الامور الى ذروتها واستكان الجميع امام مشاهد الموت التي تحيط بالغزيين من كل جانب لقد تعددت الاسباب والموت واحد اما ان تموت بالرصاص او الصاروخ او القذائف او تموت لعدم توفر الدواء او تموت لعدم قدرة سيارة الاسعاف من الوصول اليك او تموت بالوباء المنتشر في كل ارجاء القطاع يموت الطفل لعدم توفر رضعة الحليب او انقطاع السولار عن المستشفيات يموت مرضى الكلى والضغط والامراض القلبية والمزمنة لعدم قدرة المستشفيات على استيعابهم يموت الشباب والرجال بالمئات امام مناطق المساعدات وهم يحاولون الحصول على كيلو دقيق يموت الرجل وهو لا يملك النقود لشراء الطعام لاسرته في الخيمة وتموت النساء حسرة على ابنائهم واطفالهم الذين يذبلون امام اعينهم لغياب الطعام لايام عدة وهى تحاول ان تقطع من لحمها لاطعامة لكن اجل الله اقرب تودعه بالالام مضاعفه فهى تشعر بالعجز وقلة الحيلة والحرة تموت ولا تأكل بثدييها.
سياسة التجويع التي يعيشها قطاع غزة هى دائرة من دوائر الموت التي تحيط بالفلسطينيين برتكبها الاحتلال الصهيوني بشكل ممنهج لاجبار المقاومة على الاستسلام والقبول بشروط اسرائيل للتهدئة واستجلاب صورة انتصار للاحتلال المستشار الالماني قال ان اسرائيل تخوض حرب قذرة من اجلنا وهذا معنى دقيق لما يحدث في قطاع غزة حرب قذرة يتواطأ فيها العالم كله مع اسرائيل ويغض الطرف عن جرائمها ويداري عليها ويدافععن نازيتها لانه يدرك ان اسرائيل تخوض اقذر حرب من اجله وهو صاحب الحضارة المادية القائمة على شريعة الغاب وقانون البقاء للاقوى وهو يعلم تماما ان انتصار المقاومة في غزة وانكسار اسرائيل بداية لانهيار حضارته الماديه وزوال هيمنته على العالم لذلك يقوم بالتغطية على جرائم حرب الابادة بالقصف والتجويع بل ويدعم الاحتلال بكل الادوات اللازمة ودون قيد او شرط لان المصالح بينهم مشتركة والاهداف واحدة والغاية دائما منع امة الاسلام من النهوض وابقاء حالة التبعية العمياء لهم وتغريب المجتمعات الاسلامية وتجزئتها حتى لا تقوم لها قائمة.
قد تلتقي مصالح الغرب الصليبي مع اسرائيل لكن لا يمكن ان تلتقي هذه المصالح مع الدول العربية والاسلامية لكن هناك اختراق كبير وعظيم للعقلية العربية والاسلامية من خلال الشرائح المتنفذه داخل الدول والحكام والقادة وحالة سيطرة على العقول واختطاف لها وهى فئة متنفذة لكنها لا تمثل الاغلبية في المجتمعات العربية والاسلامية والسؤال اليوم اين عمقنا العربي والاسلامي ما هو مقع قضيتنا الفلسطينية في الوجدان العربي والاسلامي هل القضية الفلسطينية هى قضية مركزية لدى الامة العربية والاسلامية ام باتت عبء عليهم يريدون الخلاص منهم بأي شكل كان.
ما يحدث من سكون في العواصم العربية والاسلامية صادم للشعب الفلسطيني وغير متوقع وهو الذي ادى الى استمراء اسرائيل للقتل والتجويع واحكام الحصار والابادة الجماعية واقصى ما وصل اليه البعض في عالمنا العربي والاسلامي انهم يقولون اللهم انا نبرأ اليك مما يحدث في غزة ومن الخذلان او يخرج مفتي ليقول انصروا اخوانكم في غزة ويختم بالقول اللهم اني بلغت اللهم فاشهد او يطالب احد بادخال المساعدات الغذائية للقطاع وهناك من يقول يااهل غزة العزة لا تطالبونا بشيء فنحن اعجز من ان نستجيب لكم وكأنه بهذا قد برأت ذمته وانتهى دوره وهو لا يعلم انه بمواقفه الاستسلامية هذه يراكم من استكانة المسلمين الذين يرددون نفس العبارات دون ان يجتهد احدهم للخروج في تظاهرة نصرة لغزة انه الخذلان الذي ستسألون عنه امام الله عز وجل كبيركم وصغيركم حاكمكم ومحكومكم عالمكم ومتلقيكم والله عز وجل يقول ولا تركنوا للذين ظلموا فتمسكم النار .. اللهم انا مغلوبون فانتصر.

التعليقات : 0

إضافة تعليق