كتب رئيس التحرير : خالد صادق
العالم يتحدث عن المجاعة في قطاع غزة ويطالب اسرائيل ادخال المساعدات ليحول قضيتنا من قضية سياسية الى مجرد قضية انسانية ويتجاهل عن عمد نحو اثنين وستين الف شهيد اربعين في المائة منهم من الاطفال ويتجاهل عن عمد مصائد الموت التي تنسجها ما تسمى بمراكز غزة الانسانية التي يشرف عليها موظفو هذه الشركة المشبوهه التي يديرها مجوعة مارقة من القتلة الامريكان والصهاينة المجرمين والتي تؤدي كل يوم الى استشهاد نحو مائة جائع فلسطيني لمجرد انهم يسعون للحصول على الطعام.. رغم المعاناة والتجويع والإبادة الجماعية الا ان مطالب الشعب الفلسطيني تتخطى مجرد البحث عن الطعام .
اسرائيل تقول انها قد تسمح بدخول القليل من الطعام لقطاع غزة حتى تواصل عمليتها العسكرية وتصعد من هجمتها وفي نفس الوقت تخرس تلك الالسنة التي تهاجمها بسبب المجاعة المنتشرة في قطاع غزة والتي تتفاقم وتشتد يوما بعد يوم.
لا يمكن لمأساة الجوع الطاحنة مهما بلغت شدتها ان تطغى على قضيتنا الفلسطينية كقضية سياسية تحتاج الى حل دائم وعادل يضمن لشعبنا حريته واستقلاله هذا الشعب العظيم الذي يقدم كل هذه التضحيات لاجل وطنه لن يسمح بأن تتحول قضيته الى مجرد قضية انسانية الهدف منها اشباع بطون الناس دون حلول لمشكلتهم الرئيسية ممثلة بالحل الشامل والعادل للقضية الفلسطينية وحلمهم بالحرية والاستقلال.
الشعب الفلسطيني يرى في تركيز العالم على التجويع لقطاع غزة مؤامرة تهدف للالتفاف على حقوق الفلسطينيين ونضالهم لاجل نيل حريتهم وان كل هذه التضحيات الجسام لا يمكن اختصارها بادخال القليل من الطعام الى قطاع غزة فتضحيات الشعب الفلسطيني اكبر من ذلك بكثير ولا يمكن حصر مطالب شعبنا في حل مشكلته الغذائية رغم حرب التجويع الممنهجة نحن اصحاب رسالة وما يقدمه الشعب من تضحيات اكبر بكثير مما يعتقد هؤلاء فلن ترضي شعبنا مجرد كلمات لرئيس الادارة الامريكية ومطالبته بادخال الطعام لقطاع غزة ولا مطالب رئيس الحكومة البريطانية ولا الرئيس الفرنسي فهم يتحدثون عن جانب من جوانب معاناة شعبنا ويغفلون عن عمد جوانب اخرى من هذه المعاناة هم يتسترون على جرائم اسرائيل بالقتل والهدم والتدمير واحتلال الارض وانتهاك العرض ويبرزون بشكل ممنهج جانب تنساني من جوانب المعاناة وكأن معاناة شعبنا الفلسطيني ستنتهي بادخال الطعام والغذاء لقطاع غزة.
اننا نعود ونكرر ان قضيتنا ليست مجرد قضية انسانية انها قضية شعب يناضل من اجل حريته واستقلاله لكن هذا هو منطق الطغاة والمتجبرين في الارض منذ الاف السنين وهذا المنطق يذكرني بالصحابي الجليل ربعي بن عامر رضى الله عنه في حواره مع رستم قائد الفرس عندما خيره ربعي بن عامر بين الدخول في الاسلام او الجزية والا فالحرب فقال له قائد الفرس مستصغرا يا هذا ان كنتم تريدون المال اعطيناكم حتى ترضوا وان كنتم تريدون الطعام والغذاء ملأنا مخازنكم بها وكفيناكم فرد عليه الصحابي الجليل ربعي بن عامر رضى الله تعالى عنه وارضاه قائلا ايها القائد .. لقد ابتعثنا الله لنخرج العباد من عبادة العباد الى عبادة رب العباد ومن جور الاديان الى عدل الاسلام ومن ضيق الدنيا الى سعة الدنيا والاخرة.
ونحن ندرك ان امريكا ودول الغرب المتصهينة تعلم تماما ان شعبنا وامتنا تتوقان للحرية والاستقلال وانه لا يمكن ان يقدم كل هذه التضحيات لاجل اشباع رغباته فقط.
عليكم ان تنظروا الى كل ما تفعله اسرائيل بشعبنا وتدركوا ان صراعنا مع هذا الكيان المجرم صراع وجود اليس هذا ما صرح به مرارا وتكرارا رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو وقالها في الكثير من التصريحات بشكل علني وامام العالم اجمع اما نحن واما هم وانا نقاتل من اجل ذلك هذا هو مفهوم الصراع بين الشعب الفلسطيني والعصابة الصهيونية وهذا المفهوم يدركه شعبنا جيدا ويسعى لتحقيق اهدافه مهما بلغ حجم التضحيات.
قد يبحث البعض عن حلول مؤقتة للازمات ويسعى لتفكيكها شيئا فشيئا لكن الاحتلال يربط الازمات ببعضها سعيا منه لابتزاز الفلسطيني ودفعه لحل ازماته على حساب حقوقه وثوابته وهناك من يتساوق معه تماما في سياسته هذه ويتحدث عن حلول مؤقته سرعان ما تعيدنا الى نقطة الصفر من جديد وتبدأ دائرة جديدة من دوائر القتل والتهجير والتخريب التي يعاني منها شعبنا الفلسطيني منذ العام الف وتسعماىة وثمانية أربعين فشعبنا ينتقل من مجزرة الى مجزرة ومن خيمة الى خيمة ومن دمار الى دمار والعالم لا يرى في قضيتنا اكثر من انها قضية انسانية لحل ازمته الغذائية ومنع التجويع ويتغافل ان الاحتلال القى مائة الف طن من القنابل على قطاع غزة ما يوازي ثمانية اضعاف لقنبلة نووية.
هل يعقل ان نبقى ندور في حلقات الموت التي ينسجها ويخيطها الاحتلال الصهيوني ليل نهار ليوغل في دمنا شعبنا الفلسطيني يناضل من اجل حقوقه التي كفلتها له المواثيق والاعراف الدولية ولا يمكن ان يتخلى عن مطالبه العادلة ويجري وراء سراب واوهام ومؤمرات تحاك ضده للالتفاف على حقوقه المشروعة فبالامس نضال واليوم نضال وغدا نضال حتى تتحقق مطالب شعبنا بحريته واستقلاله شاء من شاء وابى من ابى.
التعليقات : 0