كتب رئيس التحرير: خالد صادق
افتقدت تصريحات رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو لابسط قواعد الدبلوماسية وانطلق بلسان منفلت وعبارات غير مضبوطه وهو يتخبطويسير كالاعمى في طريق منعرج ومليء بالعقبات فتارة يتحدث عن الاستيلاء على مدينة غزة والمحافظة الوسطى والمواصي وتارة يتحدث عن اسرائيل الكبرى بحدودها الجغرافية التي تمتد حسب معتقده التوراتي من الفرات الى النيل وتارة اخرى يتحدث عن شروط تعجيزية لانهاء عدوانه على قطاع غزة لخصها في نقاط خمسة هي نزع سلاح حماس وإعادة المختطفين والسيطرة على غزة وإقامة سلطة بدون حماس أو السلطة الفلسطينية وهو يدرك تماما ان مثل هذه الشروط لا يمكن ان تقبل بها المقاومة لكنه يراهن دائما على التأييد المطلق للرئيس الامريكي دونالد ترامب لسياسته وان عدم تحقيق هذه الاهداف سينهي مستقبله السياسي تماما ويضع حدا لطموحاته واهدافه التاريخية التي طالما كان يحلم بها باقامة اسرائيل الكبرى.
نتنياهو الذي بات يدرك تماما ان اسرائيل فقدت الكثير من التعاطف والعالمي معها باستخدامها الدائم لاسطورة الهولوكوست بات اليوم يهدد ويتوعد بالهولوكست ضد الفلسطينيين ويلوح بتصريحات توحي بمدى المأزق الذي يعيشه اليوم على المستوى الداخلي والخارجي واصبح يستخدم لغة انه اذا غرقت لحقها رجلك فقال مصرحا يمكننا قصف غزة كما قصف الحلفاء مدينة درسدن بألمانيا بالحرب العالمية الثانية لدينا القدرات الكافية لمحو غزة من على الخريطة. ليزيد نتنياهو من حجم الغضب الجماهيري العالمي من سياسة اسرائيل الامر الذي فتح عليه موجات من الانتقاد على المستوى الداخلي والخارجي وبدأ يحرج زعماء العالم امام شعوبهم واضطر بعض حلفاء اسرائيل المقربين من امثال بريطانيا والمانيا والتشيك والدنمارك الى اتخاذ خطوات شكلية عقابية سياسة نتنياهو بوقف تصدير السلاح لاسرائيل ومنع قطع غيار الاسلحة عنها وعدم التعامل مع منتجات المستوطنات وغيرها من الخطوات الشكلية الهادفة فقط لتهدئة الشارع الغاضب من سياسة حكوماته تجاه اسرائيل والحد من التظاهرات المناهضة للسياسة الاسرائيلية.
نتنياهو يختنق سياسيا ولا يكاد يستطيع ان يتنفس والتظاهرات التي تخرج في الاراضي المحتلة ضد سياساته تجعله اكثر انعزالا عن محيطة ومحل انتقاد مستمر من المعارضة الصهيونية وهو لم يستطع حتى الان ان يتخذ اي خطوة لابرام تهدىة يتم بموجبها الافراج عن اسراه لدى المقاومة لان التهدئة مرهونة بوقف العدوان وهذا ما لا يريده نتنياهو لانه يعتبر ان ذلك يعني الاستسلام امام حماس وبداية انهيار الحلم الذي لا زال يراوده بإقامة دولة اسرائيل الكبرى من النهر الى البحر.
ربما يندفع نتنياهو بعملية عسكرية على قطاع غزة وتحديدا مدينة غزة وهو يوحى انها ستكون نهاية لحربه على القطاع ولكن ما هى الضمانة لقدرة نتنياهو على حسم هذا المعركة لصالحة الاجابة كانت من القادة الامنيين والعسكريين الصهاينة بان هذه مغامرة غير محسوبة لا يمكن ضمان نتائجها وسيتكبد خلالها الجيش خسائر بشرية كبيرة لكن نتنياهو لم يضع امامه اي خيار اخر سوى استسلام حماس والمقاومة وان البديل يعني نهاية حقبة نتنياهو وحكومته المتطرفة للابد وبات من الواضح ان نتنياهو يضغط على المقاومة من خلال استهداف المدنيين وايقاع اكبر الخسائر في صفوفهم والمقاومة تدرك ذلك جيدا وهى لن تألوا جهدا من اجل تجنيب الشعب الفلسطيني نفس المصير الذي هدد به نتنياهو لمدينة درسدن الالمانية التي ضربت بالنابالم والاسلحة الفتاكة ومسحت عن وجه الارض تماما وخلفت نحو ثلاثين الف ضحية فالمقاومة تفهم عقلية نتنياهو وفكره الدموي الذي يستند الى لا منطق القوة ولكنها تريد ان تنقذ ما يمكن انقاذه بوقف العدوان على غزة ووقف شلال الدم الذي لا يتوقف والذي لن ينتهي الا بنهاية العدوان.
التعليقات : 0