كتب رئيس التحرير خالد صادق
في اعقاب قرار فصائل المقاومة الفلسطينية بالموافقة على خطة ويتكوف التي تبناها الوسطاء واجروا عليها تعديلات توضيحية طفيفة صرح الوسطاء ان الكرة باتت الان في ملعب اسرائيل وان عليها الموافقة على الخطة بعد الجهود المضنية التي بذلها الوسطاء بالتعاون مع الادارة الامريكية لاقناع الفصائل بالموافقة على المقترح لكن اسرائيل كعادتها دائما شرعت في خطوات معتادة لاظهار انها حققت انتصار على المقاومة واجبرتها تحت الضغط العسكري بالخضوع لاملاءاتها وشرعت اولا بالمماطلة وتأجيل الرد على المقترح في انتظار اجتماع المجلس الوزاري المصغر الذي عليه ان يتخذ قرار بالقبول او الرفض رغم ان اسرائيل طالبت الوسطاء باعادة حماس الى طاولة المفاوضات والا ستقوم باحتلال غزة وتهجير نحو مليون فلسطيني منها وعندما عادت حماس للطاولة قررت اسرائيل ان تماطل حتى تستثمر هذا الامر انه جاء تحت الضغط العسكري والتهديد.
ثانيا لجأت اسرائيل كعادتها الى لغة التهديد والوعيد وانها مستمرة في عملياتها بقوة حتى اصدار الكابينت لقرار بخصوص التهدئة المقترحة وشدد الجيش الصهيوني من ضرباته بحق الفلسطينيين وعمليات نسف البيوت وتهجير السكان من حي الزيتون بمدينة غزة واستهداف المجوعين بالقتل الممنهج والمنسق مع ما تسمى بمؤسسة غزة الانسانية والتي تمارس دورا بارزا في التجويع والقتل وتشارك بمخطط التهجير القسري للفلسطينيين هذا الحلم الذي يراود تلاسرائيليين والامريكان على حد سواء.
ثالثا توجه حكومة نتنياهو بخطاب استعراضي للمعارضة الصهيونية ولاسر الاسرى الصهاينة في قطاع غزة ان الحكومة تنتهج اقصر الطرق واسلمها لتحرير الاسرى لدى المقاومة الفلسطينية وان عليهم ان يثقوا بها ويركنوا لسياستها الهادفه لتحرير اسراهم في قطاع غزة.
رابعا تركز اسرائيل دائما على ان خطوتها الهادفة لاحتلال مدينة غزة جاءت بمشاورة ومشاركة مع الادارة الامريكية وتوجيه الشكر للرئيس الامريكي دونالد ترامب الذي يقف مع اسرائيل ويساندها بكل قوة وهى تحاول ان تلعب على العامل النفسي الذي تعتقد انه يمثل وسيلة ضغط على المقاومة والشعب الفلسطيني.
اسرائيل تحاول ان تثبت انها ليس لها ملعب وان الكرة دائما يجب ان تكون في الملعب الفلسطيني وان الوسطاء دورهم يقتصر فقط على الضغط على فصائل المقاومة التي عليها ان تستقبل اهداف اسرائيل وشروطها دون ادنى مقاومة والانصياع والامتثال لارادتها المستندة على التأييد الامريكي المطلق لها والذي وصل الى حد اعتبار الرئيس الامريكي دونالد ترامب ان نتنياهو ليس مجرم حرب انما هو بطل الحرب وهذا الاستكبار والاستعلاء الصهيوامريكي نابع دائما من نظرة القوي المتجبر الى الضعيف المهزوم فالموقف العربي والاسلامي ضعيف للغاية ولا يمثل اي تهديد لاسرائيل او انتقاد للادارة الامريكية رغم ان العرب والمسلمين يمتلكون ادوات ضغط قوية قد تجبر الادارة الامريكية على تغيير موقفها الداعم بشكل مطلق لاسرائيل لكنهم لا يقدرون ذلك ويخشون من المغامرة ويعتبرون ان مصائرهم مرتبطة برضا او عدم رضا الادارة الامريكية عنهم لذلك يكتفون بعبارات الشجب والاستنكار لجرائم اسرائيل ولا تتخطى هذه العبارات مجرد كلمات هى اقل من حبر على ورق.
التعليقات : 0