نتنياهو يتحرك برغبات ترامب واماله

نتنياهو يتحرك برغبات ترامب واماله
رأي الاستقلال

كتب رئيس التحرير خالد صادق

خلال اجتماع ما يسمى بالمجلس الوزاري المصغر الكابينت عرض رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو على المجتمعين رغبة الرئيس الامريكي دونالد ترامب التي تركزت حسب قوله على ضرورة سحق المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة واسقاطها بأي وسيلة او شكل كان معتبرا ان احتلال اسرائيل لقطاع غزة سيكون اكثر امنا لاسراها الصهاينة لدى المقاومة الفلسطينية واعلن نتنياهو انه يتبنى تماما موقف ترامب وقدم له الامتنان والشكر على هذا الموقف الجريء تجاه اسرائيل والذي يثبت ان هناك فهم امريكي واضح وعميق لنوايا اسرائيل تجاه غزة واعتبر نتنياهو من يشككون في تحقيق انتصار في عدوانها على غزة ولبنان وايران واليمن بانهم واهمون وان انجازاته العسكرية تحققت تماما وستثبت للجميع ان النصر قد تحقق ليس نصرا تكتيكيا كما يزعمون انما نصرا مطلقا لا شك فيه ويبدو ان نتنياهو بدأ يستعد لمعركته الانتخابية من الان فهو يسوق انتصارا وهميا ويخشى من سقوط حكومته في اي لحظة ويخشى ايضا من تراجع شعبيته في اعقاب استطلاعات الرأي الاخيرة التي لم تكن في صالحه ولا في صالح الليكود .
وكان نتنياهو في حديثه عن موقف ترامب المخزي والغير مسؤول حول غزة يوجه كلامه لما يسمى برئيس هيئة الاركان الصهيوني ايال زامير الذي طالب بالموافقه على خطة ويتكوف التي وافقت عليها فصائل المقاومة الفلسطينية معتبرا ان احتلال غزة لن يغير كثيرا على ارض الواقع وسيكلف اسرائيل اثمانا باهظة على كل المستويات وان الجيش الاسرائيلي مرهق بعد مضي نحو عامين من القتال في قطاع غزة وما لم يقله زامير ويعلمه نتنياهو وحكومته جيدا ان هناك تهرب من الخدمة العسكرية في الجيش الصهيوني وان استدعاء نحو ستين الف للالتحاق بالجيش يكاد يكون مستحيلا مع اقرار اسرائيلي بان من التزموا بالتجنيد في الجيش من قوات الاحتياط لم يتجاوز الخمسين بالمائة حتى الان وحالات الانتحار في صفوف الجنود الصهاينة تتزايد وهناك عشرات الاف يعانون من اضطرابات نفسية فلماذا هذا التعنت السياسي تجاه الصفقة حسب زامير والصفقة التي وافقت عليها حماس هى في الاصل صفقة امريكية طرحها المبعوث الامريكي الخاص في الشرق الاوسط ستيف ويتكوف وعرضها على نتنياهو قبل ان يسلمها للوسطاء وقد وافق عليها نتنياهو وعندما اقرتها الفصائل الفلسطينية تخلى عنها متذرعا بأن ترامب طالبه بالقضاء على حماس واقصائها من المشهد السياسي تماما وانه يرى ان هذه فرصة حقيقية امام اسرائيل لتحقيق مشروعها التوسعي في المنطق وخلق شرق اوسط جديد تكون هى القوة الاكبر التي تتحكم في المنطقة وتديرها وفق مصالحها بالتعاون والتنسيق مع الادارة الامريكية.
نوايا اسرائيل باتت واضحة ومعلنة والغريب ان هذه النوايا لم تقلق العرب والمسلمين ولم تدفعهم لانتقاد تصريحات نتنياهو عما تسمى باسرائيل الكبري التي تشمل دول الطوق واجزاء من العراق والسعودية انما تم الالتفاف على تلك التصريحات بل ومحاولة ايجاد مبررات لها ولم نسمع كلمة واحدة من الرئيس الامريكي ترامب تدين تصريحات نتنياهو خاصة انها طالت عواصم عربية حليفة للامريكان ويبدو ان هذا يروق للرئيس ترامب الذي يريد حسم العدوان على غزة في اقرب فرصة وبأي شكل كان ومهما كان الثمن وذلك خوفا على اسرائيل التي باتت تعاني من عزلة دولية وفقدت الكثير من حلفائها وداعميها في امريكا حتى بين الجمهوريين الامريكان الذين يساندون اسرائيل بكل قوة فقد بات واضحا ان هناك انقسام في المواقف بين اعضاء الكونغرس ولم يعد التكتل الحامي لاسرائيل متماسكا كما كان من قبل حسب ترامب لذلك هو يريد انهاء العدوان على غزة وعلى اسرائيل ان تختار الوسيلة مع تقديم الدعم العسكري والسياسي والاقتصادي اللازم لها وبلا حدود وهو يتحدث عن اسابيع قليلة لانهاء العدوان على غزة واسرائيل تبحث عن الوسيلة المناسبة لذلك لتحيق رغبة ترامب فهى تراهن تارة على سياسة التهجير وتارة اخرى على الابادة الجماعية والتجويع والتعطيش وتتوعد بالمزيد لكن غزة اختارت طريقها وارتضتت مصيرها وقدرها بالثبات والصمود وهى تعلم ان الموت قصفا او تجويعا او تعطيشا اصبح قدرها في ظل كل هذا الخذلان العربي والاسلامي فلا خيار امام الغزيين الا الصمود والثبات او الموت والشهادة انه مصير محتوم لا يمكن الفرار منه لان البديل اصعب من الموت نفسه وان كان من الموت بد فمن العار ان تموت جبانا.

التعليقات : 0

إضافة تعليق