الإعلان الأمريكي الإسرائيلي وصفة لتفجير المنطقة

الإعلان الأمريكي الإسرائيلي وصفة لتفجير المنطقة
رأي الاستقلال

كتب رئيس التحرير خالد صادق

لم يكن حجم التفائل الذي خرج به المجتمعون العرب والمسلمين مع الرئيس الامريكي دونالد ترامب معبرا عن مخرجات اللقاء فالتفاؤل الرسمي لم يكن في محله ومخرجات اجتماع الرئيس الامريكي دونالد ترامب برئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو كانت مخيبة للامال وكما وصفها الامين العام لحركة الجهاد الاسلامي القائد زياد النخالة بأن الاعلان يمثل وصفة لتفجير المنطقة وقد كشفت جهات اعلامية عن تعديلات جرت على ما تسمى بمبادرة ترامب بعد ان عقد نتنياهو اجتماعا مع توني بلير رئيس الوزراء البريطاني السابق وجاريد كوشنير صهر الرئيس الامريكي دونالد ترامب واجريا تعديلات على الخطة وفق تعليمات مباشرة من نتنياهو ثم تبنى ترامب هذه المبادرة التي لا تعني الا دفع المقاومة للاستسلام كوسيلة وحيدة لوقف العدوان الصهيوني على قطاع غزة وفي كل مرة يحدث هذا والمشهد يتكرر ويعيد نفسه فامريكا تتوعد بضوء اخضر مفتوح ودعم غير مسبوق لاسرائيل واطلاق يدها لتفعل ما تشاء في قطاع غزة واسرائيل تشكر امريكا على موقفها الداعم لها والمنسجم تماما مع سياستها وتتوعد بالويلات للفلسطينيين وانها ستحسم الحرب في غضون فترة قصيرة بينما تبقى المقاومة ثابتة على مبادئها و منسجمة مع ذاتها ولا يدفعها هذا التكالب العالمي والتغول الصهيوامريكي عليها الى التراجع عن الثوابت التي حددتها وتوافقت عليها.
يجب ان ندرك ان المفاوضات جزء من المعركة التي يخوضها الاحتلال وحلفائه ضد الشعب الفلسطيني فهى تظهر امام العالم ان المعتدي المجرم يبحث عن حل وينشد السلام ويسلك الطرق الدبلوماسية من اجل الوصول لحل وذلك حتى يستطيع ان يقف امام العالم وفي منابر الامم المتحدة ليقول انه لم يخرج عن قوانين الشرعية الدولية ولم ينتهك معايير النظام الدولي تماما كما انكر نتنياهو وترامب ان اسرائيل ترتكب حرب ابادة ومجازر جماعية وحرب تجويع وتعطيش وان كل من يقول غير ذلك فهو معاد للسامية ويتجاهل مظلومية اسرائيل في السابع من اكتوبر انه منطق الطغيان بعينه وقانون الغاب الذي يحكم ويدير ويعربد تحت نظرية البقاء للاقوى.
امريكا واسرائيل تعتبران ذلك جزء من معركتهما النفسية ضد الفلسطينيين الذين يقتلون ويذبحون ويشردون ويجوعون على ايديهما لكن المقاومة هى المسؤولة عن ذلك بعنادها واصرارها على المضي في المعركة وعدم الاستسلام وان الشعب هو الذي يدفع الثمن فتروج لدعايات كاذبة عن العثور على ملايين الدولارات في انفاق لحماس وعن عيشة قادتها في فنادق قطر الفارهة ومتنزهات تركيا الجميلة بينما الفلسطينيين في قطاع غزة يموتون ويتضورون جوعا وليس لهم مأوى ويحفهم الموت من كل مكان وبذلك تضغط بالعامل النفسي على الجبهة الداخلية لعلها تنجح في احداث فوضى او فلتان امني او حرب اهلية ومجابهة مع المقاومة وهذا اسلوب معروف يسلكة الاحتلال للضغط على المقاومة لذلك يدرك الشعب الفلسطيني جيدا دوافع هذه الحرب النفسية ويتحصن بوحدته وتكاتفه وتعاضده في كسر كل هذه الامواج المتلاحقة من المخططات الصهيوامريكية.
امريكا لن تكون يوميا وسيطا نزيها ولن تقدم اي مبادرات لصالح الفلسطينيين ولن توافق على خروج اسرائيل مهزومة من هذه المعركة لان اسرائيل ذراعها الضارب في المنطقة وحلمها المنشود بخلق شرق اوسط جديد ولا يكاد نتنياهو يتوقف عن الحديث عن هذا الحلم الامريكي في كل كلمة او خطاب او لقاء صحفي معه لانه يدرك انه بذلك يدغدغ مشاعر الامريكين و يذكرهم بالغاية المشتركة لامريكا واسرائيل وانها لن تتحقق دون سيادة اسرائيل وريادتها وقيادتها للمنطقة وجعلها القوة المتفردة الاكبر عسكريا والتي لا يستطيع مجابهتها احد فامريكا اعطت اسرائيل مجددا وصفة لتدمير المنطقة مستغلة عجز العالم عن مواجهة جرائم اسرائيل وكبح جماحها.

التعليقات : 0

إضافة تعليق