كتب رئيس التحرير خالد ثادق
لا نستغرب استدعاء اكثر من عشرين رئيس دولة عالمية للمشاركة غي مؤتمر شرم الشيخ الذي سينعقد اليوم بهدف وقف العدوان الصهيوني على قطاع غزة وسعي الكثير من دول العالم ليحظوا بشرف المشاركة فغزة التي لا تزيد مساحاتها الجغرافية عن 365 كيلو متر ا اذهلت العالم على مدار عامين كاملين بصمود اسطوري غير مسبوق وغير معهود وغير مستساغ عقليا من بني البشر .
غزة اليوم تلملم جراحها وتخرج من بين الركام كطائر العنقاء لتعلن للعالم انها لم تمت وان عمرها اطول من عمر مغتصبيها وجلاديها وان حلمها بالحرية والاستقلال لم يتوقف ولن يتوقف ولا زالت تقاوم وتقارع الاحتلال وتبحث عن استقلالها متحدية كل العقبات والصعوبات التي تحاول اعتراض مسيرة حريتها.
غزة تنهض اليوم والدماء تقطر من جسدها الممزق لتعلن صرختها في وجه العالم الظالم ان الموت والقتل والابادة لن يزيدنا الا قوة واصرار على المجابهة والمقاومة حتى تحقيق اهدافنا مهما كان حجم التضحيات.
يجتمع زعماء العالم في شرم الشيخ من اجل غزة التي لم تكن معلومة لاحد لكنها اليوم ساطعة كالشمس تتصدر عناوين الاخبار والصحف والمواقع الالكترونية حتى وان كانت النوايا خبيثة وتهدف تلك الزعامات لتأمين اسرائيل وسلامتها وتثبيتها ك استعمار جاثم فوق صدورنا لكن هذا المشهد في شرم الشيخ ما كان ليحدث الا بفضل تضحيات غزة وشعبها العظيم.
غزة التي قهرت العالم الذي وقف كله بجانب اسرئيل يدعمها عسكريا وسياسيا واقتصاديا وهى تصب حممها فوق رؤوس المدنيين الابرياء سبعين الف شهيد حتى الان ولا زلنا نحصي في اعداد شهدائنا واكثر من مائة وتسعين الف جريح ونحو عشرة الاف مفقود وحصار وتجويع وتعطيش وتطهير عرقي وتهجير ومكاره صحية وامراض واوبئة لكن كل هذا لم يكن كافيا لكسر ارادة الغزيين ورفعهم لراية الاستسلام فقد كانوا ندا في المواجهة في الميدان وندا في المفاوضات وكسروا الطاولة في وجه الاحتلال مرات عدة وضحوا بكل شيء من اجل غزتهم رمز عزتهم وكرامتهم واوقفوا العدوان رغم تعنت الاحتلال واصراره على انهاء المقاومة تماما في قطاع غزة واعادة احتلاله من جديد واطلاق سراح الاسرى عنوة واستمرت المحاولات لعامين كاملين من الابادة الجماعية الا انها فشلت امام ارادة الفلسطينيين وتضحياتهم الجسام.
هناك من يتساءل الان ومن حقه ان يسأل هل توقفت الحرب تماما ولن تعود اسرائيل مرة اخرى للحرب على غزة بعد ان تتسلم اسراها والجواب ان اسرائيل لا يؤمن لها جانب وهى دائما ما تتنصل من الاتفاقيات التي توقع عليها لكن هناك تقديرات بأن اسرائيل لن تفعل ذلك منها ان هناك تباعد في المواقف بين المستوى السياسي والعسكري الذي لا يرى اي طائل من وراء الاستمرار في هذا العدوان كما ان الادارة الامريكية اعطت فرصا عديدة لحكومة نتنياهو لحسم الحرب وانهائها دون قدرة على ذلك وبدأت الادارة الامريكية تقلق من تزايد حالة العزلة التي تعيشها اسرائيل على مستوى المجتمع الدولي والحراك الجماهيري اليومي العالمي ضد جرائم اسرائيل في قطاع غزة ومواقف بعض الدول الاوروبية العقابية ضد اسرائيل والتي اثرت عليها ووضعتها في دائرة الملاحقة الدولية لبعض قادتها مجرمي الحرب كما ان دخول تركيا في الوساطة ورعاية الاتفاق جاء بضمان امريكي لتنفيذ قرار وقف الحرب على غزة واحترامه وتركيا لها ثقلها السياسي وهو حليفة لامريكا وعلاقتها جيدة مع الجميع وبالتالي لا يمكن ان تجازف تركيا في رعاية اتفاق لا يمكنها حمايته كما ان لمصر وقطر دور ملموس في وقف العدوان ولم تتوقف جهودهما للحظة طوال فترة العدوان وامريكا لا يمكن ان تخسر حلفاءها لاجل مغامرات نتنياهو وسموتريتش وبن غفير حتى وان كان ذلك من اجل عيون اسرائيل الحليفة الاكبر والذراع الضارب في المنطقة للادارة الامريكية.
غزة كلمة السر في الصمود الاسطوري

رأي الاستقلال
التعليقات : 0