كتب رئيس التحرير خالد صادق
فور تسلم الاحتلال الصهيوني لاسراه العشرين من المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة بدء الاحتلال يستحضر كل الذرائع التي تجعله يتنصل من التزاماته تجاه غزة والتي انتزعتها المقاومة الفلسطينية والغزيين بالقوة وبصمود اسطوري تعجز عن فهمه العقول ولا يستوعبه بني البشر ولا تستسيغه المفاهيم والمقاييس الدنيوية.
اسرائيل تبحث عن الذرائع ولا تكاد تعدم الوسيلة لمحاولة الالتفاف على الاتفاقيات خاصة ان حكومة نتنياهو تشعر انها لم تحقق ايا من اهدافها في هذا العدوان الا بالجلوس على طاولة المفاوضات والتفاهم عبر الوسطاء وان امكانية القضاء على المقاومة باتت حلما بعيد المنال وتهجير الناس تكسر على قاعدة صلابة الجبهة الداخلية وتماسكها وسياسية التجويع والتعطيش ونشر الاوبئة تحداها الغزيين بصلابة وتعاملوا معها بكل صبر وحكمة فتبددت امال الاحتلال وتكسرت اهدافه على صخرة الصمود الفلسطيني الذي تعجز عن وصفه الاقلام مهما عظمت بلاغتها.
الاحتلال كنوع من التعجيز طالب المقاومة بتسليم الاسرى الاسرائيليين لديها احياء واموات في غضون ثمانية واربعين ساعة واعتبرت المقاومة ان هذا تعجيز يهدف لافشال الاتفاق خاصة ان الاسرى الصهاينة الاموات ليس من السهل الوصول اليهم في غضون ساعات او ايام نتيجه الدمار الهائل وتواجد الاحتلال في اغلب مناطق قطاع غزة ومنع الفلسطينيين من الوصول الى نقاط بعينها في القطاع لا زال الاحتلال يسيطر عليها فخرجت اسرائيل بقبحها وصلافتها وعنجهيتها لتمنع ادخال المساعدات لغزة وتؤجل فتح معبر رفح لحين تسليم اسراها الموتى بينما استمر منع ادخال الادوبة ومواد البناء والخيام ومنع ادخال المجمدات والبيض والخضروات والفواكه لقطاع غزة وعدم السماح بعمل البنوك وتدفق الاموال للقطاع واستمرار التنسيق المالي الضخم للتجار لدخول المواد الغذائية لقطاع غزة والتي يسمح بها الاحتلال لتصل للمواطن الغزي باثمان باهظة لا يستطيع تحملها.
امام هذه السياسة الصهيونية المجحفة بحق الفلسطينيين وجدنا خطاب متناغم من الرئيس الامريكي دونالد ترامب الذي طالب المقاومة بسرعة تسليم جثامين الاسرى الصهاينة لديها وهدد بتوجه ضربات مؤلمة وقاصمة لحماس ان لم تسلم سلاحها وبات يهدد بتحقيق خطته في غزة بمنطق القوة دون ان يوجه كلمة لوم واحدة لاسرائيل التي لا زالت تقتل وتدمر وتعتقل وتغلق المعابر لوقف هذه الممارسات بحق الفلسطينيين ولم يتحدث عن اخلال الاحتلال بقراره وقف اطلاق النار فورا في قطاع غزة ولم يتحدث عن اخلال الاحتلال بقوائم الاسرى الفلسطينيين التي تم التوافق عليها وقام الاحتلال بالتلاعب بها.
الغزيين ما زالوا لا يشعرون بأي تغيير في تفاصيل حياتهم اليومية سواء باستمرار العدوان او بعد خفوته ولا زال الغزيين ينامون في الشوارع والطرقات والاحتلال يمنع ادخال مستلزمات الدفاع المدني والبلديات لاجلاء الضحايا و الشهداء وفتح الشوارع واعادة المياه ولا زالت المستشفيات بلا ادوية ولا مستلزمات طبية والمواطن يعيش على البقوليات ومعلبات المواد الحافظة ويشرب المياه الملوثة وينتظر امام تكيات الطعام ويطوف على كل المستشفيات بحثا عن دواء .. فما الذي ينتظر غزة واهلها ومتى يرفع عنها كل هذا الظلم .
الذرائع حاضرة للتنصل من الالتزامات

رأي الاستقلال
التعليقات : 0