كتب رئيس التحرير خالد صادق
اكثر من خمسين خرقا اسرائيليا للهدنة منذ التوقيع عليها في شرم الشيخ وشلال الدم الفلسطيني لا زال ينزف بغزارة. الاحتلال الصهيوني وفي تحدي سافر للعالم اجمع الذي رحب بخطة ترامب التي تم التوقيع عليها قام بعدة خروقات للهدنة منها استهداف عائلة فلسطينية هى عائلة ابو شعبان ما ادى لاستشهاد احد عشر فلسطينيا من افراد العائلة منهم سبعة اطفال وسيدتين ورجلين وذلك اثناء توجههم لتفقد منزلهم في منطقة الزيتون شرق مدينة غزة. ومبرر الاحتلال للقتل دائما وابدا انهم شكلوا خطرا على جيشهم ، الاكثر اخلاقية في العالم عندما اقتربوا منه وتجاوزوا ما يسمى بالخط الاصفر وبالتالي وبحسب عقلية الاحتلال استحقوا القتل وفق اعراف الجيش الصهيوني حتى دون تحذير او محاولة للتخويف ذلك لان هواية القتل وسفك الدماء هى التي يجيدها الجيش النازي الصهيوني وترضي نزواتهم.
الحدث مر على الادارة الامريكية مرور الكرام ولم تتطرق اليه لا من قريب ولا من بعيد ولم تنبث ببنت شفه حول هذه الجريمة الصهيونية البشعة وما سبقها من جرائم فلا يكاد يمر يوم الا ويستشهد فيه مدنيون فلسطينيون ابرياء حتى وصل عدد الشهداء منذ توقيع اتفاق الهدنة لنحو اربعين فلسطينيا ومائة وخمسين مصابا حتى كتابة هذه السطور . لكن هذه الخروقات لم تزعج الادارة الامريكية ولم تحرك لسانها بكلمة ضد اسرائيل الباغية لوقف شلال الدم بينما تحرك البيت الابيض بتصريحات وبيانات ومؤتمرات صحفية دفاعا عن عصابات كانت تعمل في غزة بتوجيه من الاحتلال الصهيوني وتقطع المساعدات عن الفلسطينيين وتثير الذعر بين السكان وتعيث في الارض خرابا وفسادا وتختطف الرجال والفتيات وتقوم بتسليمهم للاحتلال. تحرك البيت الابيض للدفاع عن هؤلاء المرتزقة وهدد باستخدام القوة المسلحة ضد حماس والمقاومة واطلاق العنان للاحتلال لاستئناف عدوانه الاجرامي على قطاع غزة. ولم تتكف الادارة الامريكية بذلك بل هددت حماس بضرورة تسليم جثامين الاسرى الاسراىيليين لديها سريعا دون السماح بادخال المعدات اللازمة لتسهيل عمليات البحث او انسحاب الجيش من المناطق التي يسيطر عليها في قطاع غزة والسماح لحماس بالبحث عن قتلى الاحتلال فيها. كما رفضت اسرائيل ادخال فرق انقاذ وبحث عن اسراها لدى المقاومة لانها تريد استخدام جثث الاسرى كذريعة لاستمرار عمليات القتل والبقاء في المناطق التي يتمركز فيها الجيش في قطاع غزة فهى تزيد عن الخمسين بالمائة من مساحة القطاع.
قطاع غزة لا زال يعيش اجواء الحرب الهمجية الصهيونية بكل تفاصيلها فلم يشعر المواطن الغزي بأي تغيير في نمط حياته اليومية فهو ما زال مشردا يعيش في خيام ولا يكاد يجد قوت يومه ولا يتوفر له ادنى مقومات الحياة فلا ماء ولا دواء ولا مستشفيات ولا مدارس ولا جامعات ولا حتى مساجد يصلي فيها والعالم ينظر بعين واحدة. واسرائيل تهدد بالعودة للقتال مرة اخرى في غزة واعضاء في الليكود الصهيوني وفي حكومة نتنياهو المتطرفة وعلى رأسهم ايتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش يدعون نتنياهو ويستحثونه للعودة للقتال بقوة ضد حماس والمقاومة في قطاع غزة بعد استرداد الاسرى الاسرائيليين الاحياء وعدد من الاموات وان يدهم اصبحت طليقة اكثر في القتل وسفك الدماء بينما الادارة الامريكية تهدد وتتوعد بضرب المقاومة بيد من حديد والعالم يتفرج ويستهوية المشهد. فيما تشترط السعودية والامارات والبحرين بعدم المساهمة في اعادة اعمار قطاع غزة الا بعد تجريد حماس والمقاومة الفلسطينية من سلاحها حسب مصادر اعلامية صهيونية. وكأن مقاومة المحتل الغاصب باتت جريمة رغم ان حق المقاومة مكفول حسب المواثيق والقوانين والاعراف الدولية. هم لا يريدون حلول للقضية الفلسطينية انهم يريدون استسلام كامل من المقاومة للاحتلال الصهيوني حتى لا تقوم لها قائمة بعد الان .. فهل انتم منتهون.
اختراق الهدنة نهج تجيده اسرائيل وتحميه امريكا

رأي الاستقلال
التعليقات : 0