العدوان متواصل ولكن بشكل مختلف

العدوان متواصل ولكن بشكل مختلف
رأي الاستقلال

كتب رئيس التحرير خالد صادق
لم يشعر المواطن الفلسطيني بأن العدوان الصهيوني على قطاع غزة قد توقف ولكنه اخذ شكل اخر فبدلا من القتل الصاخب الذي ادى لمظاهرات شعبية في كافة دول العالم وتعرض اسرائيل لانتقادات حادة وتهديد بقطع العلاقات التجارية والاقتصادية معها وحالة العزلة التي شعرت بها احدثت الادارة الامريكية تحولا في العدوان على قطاع غزة لانقاذ اسرائيل من نفسها وسياسة حكومتها المتطرفة واخذت الحرب شكل الاستنزاف اليومي بلا صخب وابقاء التجويع والتعطيش وندرة الدواء كسلاح وتحويل قطاع غزة الى منطقة غير صالحة للحياة بغرض تهجير سكانه منه قسرا ولا زال رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو يعلن صراحة انه لم يتراجع حتى يحقق اهداف العدوان وهى استعادة الاسرى الاسرائيليين لدى المقاومة في قطاع غزة وهو ما حدث فعلا من خلال صفقة تبادل والقضاء على حماس ونزع سلاحها وابقاء السيطرة الامنية على مساحات واسعة من قطاع غزة حتى تضمن اسرائيل ان تتسلم القطاع جهة رسمية موالية لها تحافظ على امن وسلامة اسرائيل ولا تؤمن بالمقاومة وتقبل بما تمنحه اسرائيل لها دون اية معارضة.
حسب المرصد الاورومتوسطي فان إسرائيل تقتل كل يوم بمعدل 10 فلسطينيين وتصيب أكثر من 28 آخرين منذ وقف إطلاق النار في قطاع غزة في العاشر من اكتوبر 2025م وتواصل تنفيذ جريمة الإبادة الجماعية بوتيرة أقل ضجيجًا وهو ما يعني ان العدوان فعليا لا زال مستمرا والمعاناة اليومية المعيشية تتفاقم والغزيين لا يزالون يعيشون في الخيام بمناطق محددة حيث تسيطر اسرائيل على 54/ من مساحة قطاع غزة وترفض الانسحاب منها وتطلق النار على اي فلسطيني يحاول ان يصل الى بيته داخل ما يسمى بمنطقة الخط الاصفر وهى المنطقة التي يسيطر عليها الجيش الصهيوني وهو يحاول اليوم عبر مخطط صهيوامريكي تقسيم قطاع غزة الى نصفين النصف الذي تسيطر عليه اسرائيل حاليا والتي تمثل 54/ من مساحة القطاع والمنطقة المحدودة التي يعيش فيها نحو مليونان وأربعمائة الف فلسطيني وهناك دعوات من وزراء في حكومة نتنياهو واعضاء في الليكود بإقامة مستوطنات في المنطقة الصفراء وفرضها كسياسة امر واقع.
مدير عام وزارة الصحة بغزة د. منير البرش قال في مؤتمر صحفي ان الاحتلال ينتهج سياسة التقطير في القطاع في دخول المساعدات و الإمدادات.. والاحتلال ما زال يمنع دخول الأدوية والمستلزمات الطبية رغم الحاجة الماسة لها مضيفا ان
90/ من احتياجات غزة الطبية لم تدخل وهو شكل من اشكال المعاناة الذي يقف العالم امامه صامتا ولا يستطيع ان يدخل حبة دواء واحدة لمرضى مزمنين عددهم يفوق 350 ألف مريض وان 40/ من مرضى السرطان والكلى سقطوا ضحايا منذ بدء العدوان على قطاع غزة .
لا يمكن ان نتحدث عن وقف للعدوان الصهيوني على قطاع غزة انما هو تغير في اسلوب العدوان واستمرار للقتل والتجويع والحصار الخانق الامر الذي دفع مصر لان تحذر من انهيار وقف اطلاق النار في ظل الخرق الاسرائيلي الدائم للتهدئة واستياء تركيا من الخروقات الصهيونية وتقديم احتجاجات رسمية للادارة الامريكية على سياسة الخرق للتهدئة والتي تنذر بالعودة للحرب مرة اخرى وادانة قطر للخروقات الصهيونية و استنكارها لهذه السياسة الخرقاء لحكومة الاحتلال المتطرفة فهذه هى الدول الراعية للاتفاق مع الادارة الامريكية المنحازة كليا لاسرائيل انه اتفاق هش يحتاج الى ضغوطات حقيقية على الاحتلال الصهيوني كي يلتزم ببنوده والضغوطات التي تلزم اسرائيل هل الضغوطات الامريكية فقط فهل يفي ترامب بتعهداته بوقف الحرب كما قال ام سيبقى يتغاضى عن سياسة الاحتلال وخرق للاتفاق ؟.

التعليقات : 0

إضافة تعليق