مقاتلين تحت الأرض عرضة للمفاوضات

مقاتلين تحت الأرض عرضة للمفاوضات
رأي الاستقلال

كتب رئيس التحرير خالد صادق
الحديث عن نحو مائتي مقاتل فلسطيني في مدينة رفح المحتلة يتم التفاوض حول مصيرهم هو نوع من الترف التفاوضي المرفوض فعليا من المقاومين انفسهم الذين عاشوا لاشهر طويلة في رفح المحتلة والممنوع عنها كل سبل الحياة هم ذهبوا الى هناك لمقارعة الاحتلال الصهيوني ومجابهة مخططاته العدوانية والتصدي له ولو انهم كانوا ينتظرون المساومة على مصيرهم ما ذهبوا الى هناك اصلا.
البداية كانت بضغوط للافراج عن جثة هدار جولدن وطالب الوسطاء وتحديدا الوسيط التركي الذي تربطه علاقات قوية بامريكا باخراج مقاتلي المقاومة من رفح مقابل غولدن على اعتبار انه لم يكن ضمن الصفقة وانه تم اسره ما قبل العدوان الصهيوني على قطاع غزة لكن اسرائيل كعادتها رفضت وتصلبت في مواقفها وهددت وتوعدت ووضعت خيارين لا ثالث لهما اما استسلام المقاتلين لها وتسليمهم لاسلحتهم ومحاكمتهم واما قتلهم ومسحهم تماما عن وجه الارض. اسرائيل التي كانت تقول انه لم يبق في رفح سوى مجموعه مقاتلين او اثنتين لا تتعدى اعدادهم عدد اصابع اليد لكنها تفاجأت اليوم بمائتي مقاوم فلسطيني في رفح المطهرة ما اصابها بالارباك وعدم المصداقية وعدم القدرة على ادراك وقراءة قدرات المقاومة بواقعية واعتبرت رفح منطقة مستقرة وهادئة كما اعتبرت سابقا بيت حانون وبيت لاهيا وجباليا مناطق خالية من المقاومين واذا بالمقاتلين يخرجون لهم من كل مكان ويوقعون في صفوفهم خسائر بشرية فادحة.
تركيا تعهدت لحماس بالافراج عن هدار غولدن وانتزاع موقف امريكي يلزم اسرائيل بالافراج عن المقاتلين وهناك سيناريو مطروح بابعاد هؤلاء المقاومين عن قطاع غزة والبحث عن دولة نستوعبهم وهذا ليس السيناريو الامثل للمقاومة ولا للمقاومين انفسهم على اعتبار انهم من النخبة التي تعول عليها المقاومة كثيرا ورغم ذلك اا زالت اسرائيل ترفض وتتعنت وتطالب بقتلهم او اعتقالهم والوسيط الامريكي الغير نزيه يماطل ويضغط ويحاول ان يلتف على تعهداته التي قطعها على نفسه مع الوسيط التركي لارضاء اسرائيل.
هناك جهود تبذل و كوشنير جاء الى المنطقة لايجاد حل ونتنياهو المازوم داخليا يبحث عن مشهد انتصار ليسوقه على الاسرائيليين بعد ان تدنت شعبيته وحزب الليكود الذي يقوده واليمين الذي يتحالف معه وهناك ضغوط كبيرة عليه لعدم الخضوع والتمسك بتسليمهم او قتلهم الامر الذي ربما يؤثر على علاقته بالرئيس الامريكي دونالد ترامب ويؤدي لتوتر في العلاقة بينهما خاصة ان خيار وقف حرب الاباده على غزة كما طرحته امريكا بعد ان اعطته كل الفرص لحسم الحرب دون فائدة لم يكن ليلبي حاجة نتنياهو وحكومته واصبح لزاما عليه ان يخضع لارادة امريكا بما يحقق اهداف اسرائيل ولكن بطرق مختلفة وبتحايل سياسي.
اخطر ما يواجهه المقاومين المائتين هو خطر الابعاد عن قطاع غزة فهو يمثل مرحلة جديدة يتم تدجينها لابعاد الاف الفلسطينيين عن قطاع غزة وتشتيتهم في البلاد فلا تعطوا الفرصة لامريكا واسرائيل لتمرير هذا المخطط حتى وان كانت الخيارات لديكم محدودة فهذا من المحرمات.

التعليقات : 0

إضافة تعليق