حوارة في رمضان.. اقتصاد مشلول وبهجة مسلوبة لإرضاء المستوطنين

حوارة في رمضان..  اقتصاد مشلول وبهجة مسلوبة لإرضاء المستوطنين
تقارير وحوارات

الاستقلال/ سماح المبحوح

لا يكاد يمضي يومًا في رمضان، إلا ويتعرض أهالي بلدة حوارة جنوب نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة، إلى اعتداءات قوات الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنيه، فالبلدة التي تشهد حصاراً خانقاً وإجراءات اسرائيلية مشددة، باتت وكأنها "منطقة أشباح".

ومنذ اليوم الأول من رمضان، أصيب العشرات من الفلسطينيين جراء اعتداءات قوات الاحتلال والمستوطنين، الذين تعمدوا مهاجمة البلدة والاعتداء على المواطنين وقت الإفطار، عدا عن الاعتقالات التي تنفذها قوات الاحتلال بحق السكان.

وخلال الأشهر الماضية، قُدرت الخسائر المادية الناتجة عن اعتداءات المستوطنين بأكثر من 18 مليون شيكل، عدا عن خسائر أخرى لحقت بأهالي البلدة، تقدر بمئات آلاف الشواكل، نتيجة استمرار إغلاق محالهم التجارية، من قبل قوات الاحتلال.

وبموازاة ذلك، لم يتوقف قادة الاحتلال عن التحريض ضد حوارة وأهلها، إذ كان وزير مالية حكومة الاحتلال "بتسلئيل سموتريتش" أبرز المحرضين والذي دعا إلى محو البلدة، وهو ما طالب به أيضا "دافيدي بن تسيون" نائب رئيس مجلس مستوطنات شمال الضفة الغربية، وأيده في ذلك وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير.

معاناة مستمرة

وفي ظل ذلك، لم يخف المواطن أيمن صوفان مخاوفه وقلقه الشديدين من تكرار حرق المستوطنين لمنزله ومنزل شقيقه ومركباتهم كما حدث قبل أسابيع قليلة.

وأوضح صوفان لـ "الاستقلال" أنه حوالي الساعة 12 ليلا قبل أسابيع، أقدم عدد من المستوطنين على حرق منزله ومنزل شقيقه ومركباتهم، بسكب البنزين واشعال النار بهما، وهم بالداخل، متعمدين ارتكاب جرائم قتل.

وبين أن المستوطنين وبشكل همجي وارهابي نفذوا فعلتهم بحماية جيش الاحتلال الإسرائيلي دون أدنى شعور بالخوف من نتائج ما ارتكبوه، مشدداً على أن المستوطنين ألحقوا بهم خسائر بالمنزل تقدر بـ 120 ألف شيكل، واحراق المركبتين بـ 70ألف شيكل.

في تلك اللحظة، عاد المواطن صوفان بذاكرته لأحداث عائله دوابشة بقرية بورين المجاورة لبلدة حوارة التي قتل جميعهم عدا طفل أصيب بحروق بالغة نتيجة اشعال النيران بمنزلهم على يد المستوطنين.

ولفت إلى أنهم يعيشون بحالة خوف دائم لعدم شعورهم بالأمن والأمان، جراء تواجد المستوطنين بالبلدة والقرى المجاورة بشكل متواصل، ينفذون جرائمهم ضد المواطنين، مؤكدا عدم استطاعته وأفراد عائلته السبعة أو عائلة شقيقه الأربعة مغادرة المنزل أو ترك الأطفال لوحدهم.

خوف وقلق مستمران

رئيس بلدية حوارة معين الضميدي، حذر من الظروف الصعبة التي عاشها ومازال 8 آلاف مواطن في بلدة حوارة خلال الأيام الماضية وبالتزامن مع شهر رمضان، نتيجة اعتداءات قوات الاحتلال والمستوطنين بشكل مباشر ومتعمد ضد ممتلكاتهم وحياتهم.

وقال الضميدي لـ"لاستقلال" إن:" المواطنين في بلدة حوارة يعيشون حالة قلق وخوف مستمرين قبل وخلال شهر رمضان، نتيجة هجمات المستوطنين المدعومة بحماية جيش الاحتلال الإسرائيلي".

وأضاف:" الاحتلال والمستوطنون عملوا خلال الأيام الماضية على اعتلاء أسطح المنازل واغلاق المحال التجارية وجميع الطرق والمفترقات المؤدية لشارع بلدة حوارة الرئيسي ونصبوا العشرات من الحواجز داخلها وبمحيطها، ما أدى لشل حركة المواطنين وتكبيد التجار والباعة خسائر مالية فادحة".

وأشار الضميدي إلى تسليم الاحتلال العشرات من الاخطارات لعدد من المواطنين، تنص على عدم أحقية امتلاكهم منازلهم وأراضيهم، لافتًا إلى أن الاحتلال والمستوطنين فرضوا حظرًا للتجوال في البلدة بشكل "مبطن" غير معلن لتصبح شبه خالية من المارة.

 وذكر الضميدي أن الاحتلال زاد من عمليات التنكيل بالمواطنين واعتقالهم، عدا عن اعاقة حركة المواطنين وخاصة كبار السن، بجانب منع المصلين من الوصول للمساجد، بعد تقطيع أوصال البلدة.

التعليقات : 0

إضافة تعليق