خاطر لـ"الاستقلال": الأقصى يعيش مرحلة خطيرة و الصمت العربي دفع الاحتلال للتمادي في جرائمه

خاطر لـ
تقارير وحوارات

غزة/سماح المبحوح:
أكد رئيس مركز القدس الدولي والخبير بالشأن المقدسي د. حسن خاطر، أن الانتهاكات الإسرائيلية والاقتحامات بحق المسجد الأقصى مؤخرا ليست عشوائية ولا جديدة، إنما سلسلة مستمرة ومتواصلة تطورت في المرحلة الأخير بشكل كبير وخطير، بحيث أصبح يقودها شخصيات رسمية ووزراء وأعضاء كنيست.
وقال خاطر لـ "الاستقلال" إن تصعيد الاحتلال وقادة مستوطنيه هجمتهم الشرسة ضد المسجد الأقصى، هي سياسة ممنهجة تهدف إلى فرض السيطرة والسيادة الكاملة على مدينة القدس، حيث يرى الاحتلال في المسجد رمزا مهما لسيادته على القسم الشرقي من المدينة".
و اقتحم الاثنين الماضي أكثر من 2000مستوطن، بينهم وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير ومسؤولون إسرائيليون، المسجد الأقصى بحماية أمنية مشددة من قبل شرطة الاحتلال، احتفالا بما يسمى "ذكرى توحيد القدس".
وتزامن ذلك مع منع قوات الاحتلال الفلسطينيين من دخول المسجد بشكل كامل، والاعتداء بالضرب على حراس المسجد الأقصى وإبعادهم عن الساحات، وفرض طوق أمني على البلدة القديمة وأبوابها في إجراءات وصفها الفلسطينيون بانتهاكات لحرمة المسجد بطريقة غير مسبوقة.
وأضاف خاطر :" إن التطور الإسرائيلي الخطير بحق المسجد الأقصى يتسارع بشكل كبير، إذ ينقله تجاه الهيمنة الكاملة ووضع حجر أساس للهيكل، فلم يعد الأمر كما السابق يختصر على تنفيذ اقتحامات من قبل مؤسسات الهيكل وشخصيات دينية محدودة، إنما أخذ أبعاد جديدة وأصبح يهدد هوية المسجد ورموزه داخل الساحات ومبانيه".
وشدد على أن حال المسجد الأقصى قبل نحو 20 عام، لم يكن كما الأيام والأعوام الماضية، حيث قبل العام 2003 لم تكن هناك أي اقتحامات، بينما بدأت منذ ذلك العام وتوسعت تدريجيا.

وأكد أن الاحتلال الإسرائيلي يستغل أحداث قطاع غزة وتركيز العالم حول أخباره وما يحدث به، ويقوم بتنفيذ مخططاته بالمدينة المقدسة، أبرزها محاولة الهيمنة وفرض السيادة على الأقصى وسحب ما تبقى من صلاحيات للأوقاف الإسلامية، منها منع عمليات الاقتحام ومنع رفع الاعلام والصياح بالشعارات والنفخ بالبوق وممارسة الطقوس الدينية والصلوات.
وأشار إلى أنه لم يعد هناك خطوط حمراء في المسجد الأقصى، ففي السابق وعلى مدار السنوات الماضية كان محرما وممنوعا على المستوطنين ممارسة شعائرهم التلمودية، لكن في الوقت الراهن فيمارسون كل شيء يسئ للمسجد وللمسلمين ويستفز مشاعرهم.
غياب الموقف العربي
ورأى أن غياب الموقف العربي الطويل تجاه ما يحدث في المسجد الأقصى والمدينة المقدسة وقطاع غزة والضفة الغربية، غير مبرر، مشددا على أنه يعطي ضوء أخضر للاحتلال بالاستمرار بما يفعله بتلك المناطق.
ولفت النظر إلى عدم وجود موقف عربي ملموس، لذلك يتمادى الاحتلال في جرائمه على المستويات كافة، مبينا أن المسجد الأقصى صرح مقدس إسلامي لكل المسلمين وليس للفلسطينيين وحدهم فقط، لكن لا يوجد ما يدلل على ذلك بالمواقف العربية.
وقال:" للأسف المواقف العربية غائبة وغير فاعلة بوجودها الضعيف، فقبل أيام عقدت قمة عربية بالعاصمة العراقية بغداد، لم تحرك ساكنا للأقصى أو قطاع غزة والضفة، فالأمور كما عليها لم تختلف قبل انعقادها ولا بعدها".
وأضاف:" كأن العرب ليسوا موجودين على الساحة الدولية، وتلك مشكلة عربية كبيرة تزيد من معاناة ومأساة الفلسطينيين"، متسائلا" لا نعرف أين وكيف سينتهي الغياب العربي في نهاية المطاف"؟
وطالب بضرورة وحود موقف رادع لـ "إسرائيل"، ليس تسجيل مواقف وتعبير لفظي وعاطفي انفعالي، لا تغير شيئا على أرض الواقع، انما المواقف الرادعة توقف جرائم الاحتلال.
وتابع:" من المؤسف أن من يتحرك في الوقت الراهن على المستوى السياسي الدولي ويسلجون مواقف فاعلة مؤثرة، هم الأوروبيون الذين ساهموا بشكل مباشر في إيجاد وخلق دولة إسرائيل".
يشار إلى أن الإسرائيليون احتفلوا الاثنين الماضي-الموافق 28 من الشهر الثامن وفق التقويم العبري- بما يعرف "بيوم توحيد القدس"، الذي سيطرت فيه "إسرائيل" على القدس واحتلت الجزء الشرقي منها في أثناء حرب يونيو/حزيران 1967 المعروفة في العالم العربي "بالنكسة".
وتعد مسيرة الأعلام أو ما يعرف بـ "رقصة الأعلام" من أبرز مظاهر سياسات تهويد شرق مدينة القدس في ذلك اليوم، وهي فعالية سنوية يشارك فيها عشرات الآلاف من المستوطنين واليمينيين الإسرائيليين.
وفي ذلك اليوم أيضا، عقدت حكومة الاحتلال الإسرائيلي برئاسة بنيامين نتنياهو اجتماعا لها في بلدة سلوان بالقدس المحتلة، حيث بث فيديو بمناسبة ذكرى الاحتلال الكامل للقدس وهزيمة الجيوش العربية عام 1967، وذلك من نفق يقع تحت المسجد الأقصى، يبدأ من بلدة سلوان ويمتد مباشرة إلى أسفل المسجد.

ووفق مصادر فلسطينية فإن هذا النفق قد يتسبب في انهيار المسجد الأقصى، إذ إن الحفريات تحت المسجد مستمرة منذ سنوات بحثًا عن آثار للهيكل.

التعليقات : 0

إضافة تعليق