غزة/ سماح المبحوح:
أكد م. محمد الجدي مدير دائرة المياه والصرف الصحي في بلدية النصيرات وسط قطاع غزة، توقف كامل خدمات البلدية الأساسية، بعد نفاذ كميات الوقود اللازم لتشغيل آبار المياه، ومحطات الصرف الصحي، وآليات جمع وترحيل النفايات.
وقال الجدي في حديثه لـ "الاستقلال": إن "توريدات السولار للبلديات توقفت منذ 3 شهور، ما أدى لإعلان عدة بلديات عن توقف خدماتها الأساسية، منها بلدية النصيرات".
وأضاف:" بلدية النصيرات تشغل ما يقارب 30 بئر مياه وعدد من محطات الصرف الصحي لخدمة المواطنين فيها والمناطق المحيطة، لكن مع توقف توريد السولار توقفت الخدمات ما سيؤدي لحدوث مكارة صحية ".
وأشار إلى أن كميات السولار التي كانت تصل البلدية يوميا تقدر بأكثر من 2600 لتر، ومنذ قرابة شهرين وصلت لـ 1800 لتر يوميا، حتى تضاءلت ووصلت لـ 600 لتر في اليوم، وهو اقل من ربع احتياج البلدية اليومي، ما أدى لتقليل ساعات تشغيل الآبار والمضخات.
ولفت إلى أن توقف محطات الصرف الصحي عن العمل نتيجة توقف تشغيل المولدات، سيؤدي لتراكم مياه الصرف الصحي في منطقة الحساينة والمخيم الجديد لانخفاضها عن باقي المناطق، ودخولها لمنازل المواطنين ما يتسبب بانتشار القوارض والحشرات الضارة، منبها إلى أن البلدية كانت تضخ مياه الصرف الصحي لوادي غزة والبحر.
وأوضح أن توقف الاحتلال عن توريد السولار لليونسيف وتزويد مصلحة مياه الساحل والمؤسسات المستفيدة، وعدم منح تنسيق أي مؤسسة دولية لسحب الوقود من المناطق المصنفة حمراء، يفاقم أزمة البلديات ويتسبب بمشاكل كبيرة وخطيرة.
وبين أن تعطل خط مياه ميكروت شرق المغازي أيضا والذي يعد شريان رئيسي للنصيرات، حيث يغذي قرابة 50% من المواطنين، ومنع الاحتلال طواقم البلدية لإجراء صيانة له منذ قرابة 4 شهور، حرم المواطنين من المياه، حيث يضطرون للمشي مسافات طويلة كي يتمكنوا من تعبئة عدد قليل من الجالونات.
وأكد إطلاقهم مناشدات للمؤسسات الدولية للعمل على توريد الوقود للبلديات لإعادة تشغيل الآبار ومضخات الصرف الصحي وآليات جمع وترحيل النفايات.
تحذيرات شاملة
وقبل أـيام، حذرت بلديات المحافظة الوسطى في قطاع غزة، من توقف خدماتها بشكل كامل خلال الساعات القادمة جراء أزمة الوقود الناجمة عن مواصلة "إسرائيل" إغلاق المعابر، ما ينذر بحدوث كوارث صحية وبيئية خطيرة وانتشار للأوبئة والأمراض.
وقالت البلديات، في بيان، إنها تحذر من توقف خدماتها الأساسية بشكل كامل خلال الساعات القادمة، بسبب عدم دخول الوقود اللازم لتشغيل آبار المياه ومضخات الصرف الصحي، وآليات جمع وترحيل النفايات، والمعدات الثقيلة اللازمة لإزالة الركام وفتح الشوارع".
كما حذرت البلديات من كوارث صحية وبيئية خطيرة وانتشار للأوبئة والأمراض نتيجة هذا التوقف، خاصة مع مواصلة "إسرائيل" منع وصول مياه شركة "ميكروت" إلى القطاع، حيث تعد أحد المصادر الرئيسية التي تغذي المنطقة الوسطى وذلك منذ 23 كانون الثاني/ يناير الماضي.
وفي 29 أيار/ مايو الفائت، قالت منظمة حقوقية إن نسبة انخفاض نصيب الفرد اليومي من المياه بغزة بلغت 99% نتيجة التدمير الإسرائيلي الواسع للبنى التحتية المائية.
وذكر المكتب الإعلامي الحكومي أن "إسرائيل" دمرت 719 بئر مياه وأخرجتها عن الخدمة خلال الحرب.
وقال المقرر الأممي المعني بحقوق الإنسان في الحصول على مياه الشرب وخدمات الصرف الصحي، بيدرو أروخو-أغودو، في أيار/ مايو الماضي، إن تدمير "إسرائيل" البنية التحتية للمياه في قطاع غزة ومنع الوصول إلى المياه النظيفة بمثابة "قنبلة صامتة" لكنها مميتة.
وأشارت البلديات إلى ازدياد خطر حدوث الكوارث البيئية والصحية مع حلول فصل الصيف في وقت تشتد فيه حاجة الفلسطينيين إلى المياه.
وطالبت البلديات كافة المنظمات الأممية والدولية والجهات المعنية، بالتدخل العاجل لتوريد الوقود اللازم لتشغيل آبار المياه، ومضخات الصرف الصحي، وآليات جمع النفايات، والمعدات الثقيلة، بما يمكن البلديات من استئناف دورها الخدماتي والإنساني.
وناشدت ضرورة التنسيق العاجل لإعادة تشغيل خط مياه "ميكروت" الإسرائيلي، وذلك لما يشكله من أهمية إستراتيجية في دعم الشبكة المائية للمحافظة الوسطى، خصوصا في ظل استمرار الحرب والدمار، وفق البيان
ويعاني قطاع غزة أزمة إنسانية وإغاثية كارثية تفاقمت منذ إغلاق" إسرائيل" المعابر في 2 آذار/ مارس الماضي، مانعة دخول الغذاء والدواء والمساعدات والوقود، بينما يصعد جيشها من حدة الإبادة الجماعية التي يرتكبها بحق الفلسطينيين في القطاع المحاصر.
الجدي: توقف خدمات البلديات نذير شؤم بمكاره صحية وبيئية خطيرة

تقارير وحوارات
التعليقات : 0